عبد الرحمن الجيدة، وهو الابن الأكبر للدكتور محمود الجيدة، القطري المعتقل في الإمارات، روى لقناة الحوار تفاصيل حضوره في جلسة المحاكمة الأولى لوالده، قائلا بأن أحد رجال الأمن المدنيين طلب منه مرافقته إلى خارج قاعة المحكمة وقام بعد ذلك، رفقة عدد من الأمنيين الآخرين، المدنيين وغير المدنيين، باختطافه ونقله إلى مكان آخر وهو معصوب العينين، حيث قام محققون بالتعدي عليه وتعنيفه.
وبعد كم من الضرب، توجه المحققون بعدد من الأسئلة إلى محمود الجيدة، معظمها حول مقطع فيديو سجلته منظمة حقوق إنسان بريطانية للتضامن مع والده وظهر فيه وهو يدافع عن والده ويذكر حسن خلقه وطيبته وتخصصه في العمل الإنساني وبعده الكامل عن السياسة، وبعد إجابته عن تلك الأسئلة، قام المحققون بإجباره على ترديد بعض الجمل أمام آلة تصوير، لم يذكر محمود فحواها.
تصريحات عبد الرحمن الجيدة لقناة الحوار:
الفيديو الذي سجله عبد الرحمن وعدد من المقربين والعاملين مع والده، وتم اختطافه والتحقيق معه بسببه:
ومنذ ذلك الحين انقطعت عائلة الجيدة عن حضور جلسات المحاكمة خوفا من أن يتعرضوا للخطف والاعتقال ومن أن يتم ابتزاز والدهم من خلالهم، ويكتفون بالحديث عبر الهاتف مع المحامي، وفي تصريح لزوجة محمود الجيدة لمنظمة حقوق إنسان بريطانية، قالت: “السلطات الإماراتية سرقت الفرحة من عائلتنا، نحن مصدومين كون هذا التعامل من دولة جارة تشترك معنا بنفس العادات والتقاليد ولم نتعود أن يتم حل المشاكل بين أبناء الخليج بهذه الطريقة”.
مضيفة: “زوجي بريء، وهو صاحب فكر ورأي ويشارك في مجال تخصصه في كثير من المؤتمرات ويعمل على نشر تجربته وعلمه في مجال تخصصه في كافة دول الخليج، أنا أحمل السلطات الإماراتية المسؤولية الكاملة عن سلامة زوجي وأطالبهم بالإفراج عنه، وأدعو أمير قطر للضغط على السلطات الإماراتية من أجل إطلاق سراحه”.
واعتقل الدكتور محمود الجيدة منذ يوم 26/02/2013 أثناء مروره من دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي البداية قالت السلطات الإماراتية أنه معتقل حتى يحقق معه لبضعة أيام، غير أن تلك الأيام استمرت وأصبحت أشهرا وتكاد تصبح سنوات، وكما تجهل عائلة الجيدة ما حدث مع محمود خلال الأشهر الماضية، فإنها لا تعلم ما الذي سيحدث معه ولا ما ستقرره المحكمة التي تنظر في قضية اتهامه بالتعاون المادي والمعنوي مع جمعية دعوة الإصلاح.
والدكتور محمود الجيدة، وهو قطري من مواليد سنة 1962، حُرم من الزيارة العائلية والقانونية في بداية اعتقاله، وكانت أول زيارت له بعد شهرين، واستمرت لمدة عشر دقائق داخل مقر نيابة أمن الدولة بحضور رجال أمن إماراتيين، حيث قال أبناؤه أنه “كان منهارا وبدا عليه التعب الجسدي والنفسي”، وفي لحظة غفلة من الأمنيين الحاضرين همس الأب لأبنائه قائلا “أذوني في بداية الإعتقال ويضعوني في زنزانة إنفرادية”.
وفي زيارة ثانية للعائلة، قال أحد أبنائه أنه أخبرهم بأن “رجال الأمن أجبروه ليوقع على أوراق” كما أكد لهم أنه في عزلة لا يعرف مكان اعتقاله أحضروه إلى الزياره معصوب العينين”، مع العلم بأن المحامي الإماراتي الذي كلفته الحكومة القطرية للدفاع علة الجيدة قد اعتذر عن هذه المهمة بعد فترة قصيرة وكذلك فعل المحامي الثاني، وهو الأمر الذي يجعل المتابعين يجزمون بأن الأمن الإماراتي مارس ضغوطا على هؤلاء المحامين.