شهدت تركيا في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة 4 نوفمبر/تشرين الثاني تفجيرًا هز ولاية ديار بكر جنوب شرقي تركيا بالقرب من مبنى تابع لمديرية أمن ديار بكر، ويقع بالقرب من مكان التفجير إدارة شعبة مكافحة الإرهاب وقوات مكافحة الشغب في الولاية، وقد أدى التفجير إلى مقتل 7 شخص وإصابة 100 آخرين حسب ما أعلن رئيس الحكومة بن علي يلدريم، وقد تبين أن الانفجار نفذته عناصر من منظمة (بي كا كا) باستخدام سيارة مفخخة حسب ما نقلته الأناضول.
#عاجل | رئيس الوزراء التركي: مقتل 7 أشخاص بينهم شرطيان في هجوم #ديار_بكر pic.twitter.com/0KanPEKzDc
— نون بوست (@NoonPost) November 4, 2016
اعتقال نواب من حزب الشعوب الديمقراطي
حدث التفجير في الساعة 8 صباحًا في التوقيت المحلي التركي بعد ساعات من اعتقال السلطات التركية 11 نائبًا من حزب الشعوب الديمقراطي الجناح السياسي للعمال الكردستاني والمصنف منظمة إرهابية في تركيا، وقد طالت الحملة الرئيسين المشاركين للحزب صلاح الدين دميرطاش وفيغان يوكسك داغ بحسب بيان لوزارة الداخلية التركية، ونائب رئيس الكتلة النيابية لحزب الشعوب الديمقراطي في مقر الحزب بأنقرة بالإضافة إلى نائبين عن ولاية شرناق ونائب عن أنقرة وآخر عن ماردين.
مكان التفجير في ولاية ديار بكر
وذلك تمهيدًا لإحالتهم إلى السلطات القضائية بموجب تعليمات النيابة العامة في كل من ولايات ديار بكر وشرناق وهكاري ووان وبينغول في إطار التحقيقات المتعلقة بمكافحة الإرهاب، إذ سبق وأن أبلغت النيابة العامة بأنقرة دميرطاش ويوكسك داغ بواسة البريد الحضور للنيابة بغرض الإدلاء بإفادتهما إلا أنهما أعلنا رفضهما لذلك.
وذكرت النيابة العامة في ولاية ديار بكر أنها أصدرت قرار “بحث وتوقيف” بحق نواب عن حزب الشعوب الديمقراطي التركي المعارض لعثورها على أدلة ملموسة للاشتباه بتورطهم في تهم إرهاب، بعد تأكيد النيابة أن البرلمان رفع الحصانة عن النواب المذكورين في إطار التحقيقات معهم.
ويواجه دميرطاش تهمًا من ضمنها “تأسيس منظمة بهدف الجريمة” و”العضوية في منظمة إرهابية” و”ارتكاب جريمة باسم المنظمة” و”إهانة الجمهورية التركية” و”الدعاية للإرهاب” و”إهانة الشعب التركي والجمهورية والبرلمان وجيش الدولة وتشكيلات الأمن” و”الإساءة لرئيس الجمهورية” و”تحريض الشعب على الكراهية والعداوة”.
بالإضافة لعدم ذهابهم للإدلاء بإفاداتهم حول التحقيقات المتعلقة بأحداث الشغب التي حدثت في تاريخ 6 و 7 و 8 أكتوبر/تشرين الأول 2014 بناءًا على دعوة حزب الشعوب الديمقراطي لأنصاه للخروج إلى الشوارع بذريعة هجوم تنظيم داعش على مدينة عين العرب (كوباني) الكردية شمال شرق حلب في سورية، فخرج أنصار الحزب في 35 ولاية أسفرت عن حدوث أعمال شغب أدت لمقتل شرطيين و 31 مدنيًا.
صلاح الدين دميرطاش المحبوس على ذمة التحقيق
وسبق للبرلمان التركي أن وافق في شهر مايو/أيار الماضي على تعديل دستوري يتعلق برفع الحصانة عن 138 من نوابه الذين توجد بحقهم ملفات تحقيق حيث يتوزع النواب على 27 من حزب العدالة والتنمية و 51 من الشعب الجمهوري و 50 من نواب حزب الشعوب الديمقراطي و 9 من حزب الحركة القومية بالإضافة إلى نائب مستقل.
وقد وجهت الحكومة التركية تهمًا للحزب الذي يعد ثالث أكبر حزب في البرلمان بـ 59 مقعدًا بالارتباط بحزب العمال الكردستاني، وفي ديسمبر/كانون الأول 2015 قام نواب من الشعوب الديقراطي خلال اجتماع مؤتمر المجتمع الديموقراطي بمدينة ديار بكر بإطلاق تصريحات حول الحكم الذاتي والإدارة الذاتية والخنادق والحواجز التي تقيمها منظمة العمال الكردستاني، ومن بين من أطلق تلك التصريحات كان الرئيس المشارك في الحزب دميرطاش وقامت النيابة العامة في ديار بكر بفتح تحقيقات حول ذلك.
وفي آخر تعليقات الحكومة حول اعتقالات نواب حزب الشعوب الديمقراطي ذكر بن علي يلدريم أن تركيا دولة مؤسسات وكل مواطنيها متساوون أمام القانون ولا أحد يعلو عليه وفي حال تورط من جاؤوا إلى مناصبهم عن طريق الانتخابات في الإرهاب فإنه لابد من محاسبتهم.
النشر متوقف والليرة تحلق
لدى حصول التفجير حظرت الهيئة العليا للإذاعة والتلفزيون التركية النشر مؤقتًا في الأخبار المتعلقة بالتفجير وذكر بيان صادر عن الهيئة أنه وفق القوانين المتعلقة بحقوق البث للمؤسسات الإعلامية فإن الهيئة تمتلك حق حظر المواد التي من شأنها أن تخل بالأمن القومي والنظام العام.
وأفاد ناشطون أن تركيا منذ صباح اليوم شبه مقطوعة عن العالم الخارجي إذ شهدت خدمات واتساب وفيسبوك وتويتر ويوتيوب إلى حجب مؤقت فضلًا عن تعطل خدمة الإنترنت عبر بعض المزودات للخدمة.
كما شهد سعر صرف الليرة التركية صعودًا أمام الدولار والعملات الأجنبية متأثرة بما حدث في البلاد ويسجل سعر الصرف لليرة مقابل الدولار لحظة كتابة التقرير 3.1468 ليرة للبيع و 3.1324 لسعر الشراء كما يظهر في نشرة سعر الصرف لدى البنك الكويتي التركي وتعد هذه المستويات الأعلى على الإطلاق بالنسبة لليرة.