عاد ملف مثلث حلايب إلى واجهة العلاقات السودانية المصرية خلال الأيام الماضية، وذلك على إثر حديث أحد الوزراء السودانيين عن أحقية السودان في هذه المنطقة التي تسيطر عليها السلطات المصرية منذ سنوات، واتهامه لحكومة الخرطوم ب”التقاعس في إيجاد حل لقضية حلايب وشلاتين حتى تعقد الموقف مع مرور الوقت”، محذرا مما وصفه “محاولات تمصير المنطقة ومحو معالمها السودانية”.
ومنطقة مثلث حلايب وشلاتين هي منطقة بِكر مساحتها 20,580 كم2 تقع على البحر الأحمر، وتنقسم إلى ثلاث بلدات كبرى هي حلايب وأبو رماد وشلاتين، أكبرها هي شلاتين التي تضم في جنوبها الشرقي جبل علبة، آخر نقطة على الحدود الجنوبية الشرقية لمصر مع السودان، الغنية بالخامات وخاصة معدن الذهب، إذ كانت هذه الجبال تسمى سابقا بجلال الذهب.
وبعد الثورة، بدأ سكان هذه المنطقة، لأول مرة، باستخراج الذهب من هناك بطرق بدائية، مستخدمين آلات كشف الألغام للوصول إلى أماكن وجود الذهب، الذي يقومون بغربلته وتصفيته بوسائل بدائية، ويقومون لاحقا ببيعه لتجار الذهب، في المنطقة أو في القاهرة، وهو الأمر الذي لفت أنظار الساسة في البلدين وجعل كل من ساسة السودان ومصر يرغبون في وضع أيديهم على تلك الجبال.
فيديو لأحد الصحفيين الذين وصلوا إلى سلسلة جبال علبة وتحدثوا مع الأهالي العاملين على استخراج الذهب من هناك:
وحسب جريدة الأهرام المصرية، فقد أثبتت الدراسات الحديثة أن منطقة مثلث حلايب تعتبر أحد الكنوز المصرية ومغارة علي بابا المصرية، التي بإمكانها إحداث تحولات قوية في الاقتصاد المصري في حال حسن استغلالها، كما أشارت إلى احتواء جبالها على كميات هائلة من الذهب، والمنجنيز وخام الحديد والكروم ومواد البناء والجرانيت، إلى جانب أراضي فلاحية شاسعة وثروة سمكية كبيرة جدا.
وأما المنجنيز فيظهر على شكل عروق تمتد من الشرق إلى الغرب بطول كيلومتر تقريبًا وبمتوسط عرض 100 متر وعلى عمق يصل إلى 400 متر، وكذلك خام الحديد، الذي يتواجد في وادي يودر وفي أقصى الجنوب الشرقي والموقع الثاني في منطقة حمرة الدوم بالقرب من جبل كولا ناب، حيث يظهر في هيئة عدسات ملتصقة بصخور الجابرو.
وكان يحيى حامد، مستشار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، قد تحدث في برنامج بلا حدود على قناة الجزيرة، عن هذه المنطقة، وقال بأن إدارة مرسي وضعت خطة للاستفادة من الموارد الضخمة الموجودة هناك، والتي تسيطر عليها القوات المسلحة المصرية منذ عقود، وقال حامد بأن إدارة مرسي كانت تنوي تنظيم طريقة استخراج الذهب والمعادن وتوظيفه لتحقيق التنمية في تلك المنطقة التي لا تزال نسبة كبيرة من سكانها تتخذ من الخيام مسكنا لها.