تحت عنوان “قد ندفع جميعا ثمن سحق الديموقراطية في مصر” كتب بيتر اوبورن في الديلي تلغراف تقريرا من مصر مقارنا الأوضاع بين زيارته للعاصمة القاهرة التي وصفها بـ”المضطربة” والتي عاد منها توا وبين زيارة سابقة في 2011.
وقال أوبورن خلال الزيارة الأولى بدا كل شيء ممكنا بعد أن تمكن متظاهرو ميدان التحرير من الإطاحة بحسني مبارك ومن تحقيق مطالب أخرى لكن الوضع بدا مختلفا في الزيارة الأخيرة إذ أصبح التظاهر ممنوعا بموجب القانون كما عاد إلى المشهد كثير من الممارسات مثل الاختطاف والتعذيب.
في البداية كان المصريون سعداء وعلى هيئة طيبة، على عكس المشهد الآن!
واستدرك الكاتب واصفا الأوضاع في مصر قائلا إن الشرطة عادت إلى ممارساتها القمعية وانتقلت مقاليد الأمور إلى أيدي الجنرالات.
وقال الكاتب أن السبب الأول في تحول أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة إلى العنف بعد أن كان عضوا في الإخوان، وأن السبب الأول في تفجير برجي التجارة في ١١ سبتمبر ٢٠١١ هو القمع الوحشي الذي مارسته الدولة الناصرية ضد الإخوان المسلمين.
ويرى كاتب التقرير أن من يدير الأمور فعليا في مصر هو وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي “الذي يبدو أصغر كثيرا من عمره البالغ ٥٩ عاما والذي صار رمزا جنسيا للنساء المصريات في وسط العمر، صوره في كل مكان وأحيانا بجانب عبدالناصر والسادات” في ظل وجود شكلي للرئيس المؤقت عدلي منصور.
وأضاف أوبورن انه لم يحاول مقابلة أي من قيادات جماعة الإخوان المسلمين التي فازت في أول انتخابات “حرة ونزيهة” في البلاد منذ 18 شهرا والذين تبدلت أحوالهم أيضا من جماعة وحزب حاكم إلى نزلاء في السجون وخلية إرهابية سرية.
وقال إن ذلك لم يكن فقط حرصا منه على سلامته أو ألا يلقى نفس مصير صحفيي قناة الجزيرة المحتجزين فقط، بل أيضا حرصا على مصير أولئك الذين كان سيلتقي بهم من قيادات الإخوان.
وتحدث أوبورن عن “الرئيس” محمد مرسي قائلا .. “سأسميه الرئيس، ليس فقط لأن الانقلاب العسكري لم يكن قانونيا، لكنه أيضا لم يكن أخلاقيا”
وذكر أوبورن أنه منذ عودته من مصر وهو يحاول أن يجد مبررا للموقف الغربي من مطالبات بالضغط على الحكومة المصرية في التحقيق في عمليات قتل عمد خلال فض اعتصامين لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي.
لكنه أشار إلى أنه لم يجد أي مبرر سوى أن الولايات المتحدة وبريطانيا تعولان على أن وجود الجيش في سدة الحكم هو الحل الأسرع لاستقرار البلاد، بيد أنه شكك في أن يثبت هذا الافتراض صحته على المدى الطويل.
واستنكر الكاتب التعامل الأمريكي وتحديدا وزير الدفاع ويليام هيغ الذي لم يذكر كلمة “انقلاب عسكري” أبدا، كما أنه اعترف فورا “بالنظام الجديد”، ووزير الخارجية جون كيري الذي ذهب بعيدا حين قال إن السيسي يستعيد الديمقراطية في مصر!
وأضاف أن ذلك قد يؤثر في مصداقية شعارات دعم الغرب لمبادئ العدالة والديموقراطية داعيا بريطانيا إلى الحفاظ على مبادئها في الموقف من مصر.
وأكد أوبورن أن الإخوان ما زالوا مصممين على التمسك بعدم العنف، لكن المخاطر تتزايد بالنسبة لمنتسبيهم الذين انتظروا ثمانين عاما كي يصلوا للسلطة عبر الوسائل الديمقراطية، ويبدو أن عددا منهم لا يرى حلا سوى استخدام العنف.
وذكر الكاتب أن الإخوان يستمرون في النضال السلمي، وأنهم خاطبوا المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في الجرائم ضد الانسانية التي ارتكبت بواسطة كل الأطراف منذ اندلاع الثورة.