بالرغم من كون الانتخابات الأمريكية هي الأهم على وجه الأرض، والأكثر من حيث اهتمام الجمهور، ولها دور كبير في رسم خريطة العالم، حيث إن الرئيس الأمريكي هو الأعلى نفوذًا – حول العالم – بين الرؤساء، ولكن نظام الانتخابات له خصوصيته أيضًا والتي لا يعرفها الكثيرون.
فالمواطن الأمريكي لا يعطي صوته مباشرة للمرشح، وإنما لمندوب المجمع الانتخابي، ليس ذلك فحسب بل إن المرشح حتى إذا حصد عدد أصوات بفرق ناخب فقط أقل من منافسه، فلا يحسب له ولا صوت في نهاية الانتخابات، وإنما كلها ستذهب للمشرح الرابح على النسبة الأعلى، وهو ما يجعل ممكنًا أن يخسر الانتخابات صاحب الأصوات الأكثر، كما حدث بين بوش الابن وآل جور في انتخابات عام 2000، والذي حصد فيها آل جور أصواتًا تزيد عن 500 ألف أكثر من منافسه.
وبسبب هذه الطريقة فمن الممكن أن يلجأ المرشحون لتجاهل بعض الولايات تمامًا، إذا ما تأكد من أنه لن يفوز فيها، ولكل ولاية هوية خاصة بها، ربما تدفع المرشح الآخر إلى عدم ضخ ميزانيات الدعاية فيها.
دونالد ترامب المرشح الجمهوري في الانتخابات الأمريكية
وغالبًا ما يكون الفائز من الحزبين الكبيرين في أمريكا، الحزب الديموقراطي وهو حزب ليبرالي، والذي تنافس منه حاليًا هيلاري كلينتون، وكان منه أيضًا الرئيس الحالي باراك أوباما، أما الحزب الجمهوري فهو حزب يميني، وينافس منه حاليًا الملياردير المثير للجدل دونالد ترامب، وكان منه الرئيس السابق للولايات المتحدة جورج بوش.
وأكثر الولايات من حيث عدد المندوبين هي كاليفورنيا بواقع 55 مقعدًا، تليها تكساس 38 صوتًا، ثم فلوريدا ونيويورك بواقع 29 صوتًا، ثم إيلنوي وبنسلفانيا بواقع 20 صوتًا، وتقترب الولايات الستة من مئتي مقعد بأكثر من ثلث عدد المندوبين.
وإذا نظرنا إلى الولايات المهمة من حيث عدم انحيازها لأي الحزبين، والذي يجعلها معقلاً للمنافسة، سنجد ولاية فلوريدا التي ذكرنا أن لها 29 مقعدًا لتكون ثالث أكبر ولاية، والتي لا يوجد فيها تقدم كبير لأي الحزبين بل منافسة شبه متعادلة، وتوجد أيضًا ولاية أوهايو والتي لها 18 مقعدًا لكنها ليست ثابتة على الإطلاق أيضًا، والمهم في هذه الولاية كثيرًا أنها منذ 66 عامًا لم يدخل مرشح للبيت الأبيض إلا من خلال الفوز بها.
وتكون الانتخابات في أول شهر نوفمبر (8 نوفمبر هذا العام)، لكن لا يدخل المرشح البيت الأبيض إلا في الـ20 من يناير للعام التالي، ويقضي أربعة أعوام وهي مدته، ويجوز له الترشح مرة أخرى وبعدها يغادر البيت الأبيض للمرة الأخيرة، وقضى أوباما وجورج بوش ثمانية أعوام كمدتين لكليهما.
المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون
هيلاري كلينتون لها تاريخ سياسي، حيث بدأت نشاطها مع الحزب الجمهوري قبل أن تنفصل عنه لاحقًا لتنضم للحزب الديموقراطي، ومن أبرز ما مرت به وقامت به هو فوز زوجها بيل كلينتون بانتخابات 1992، وظل لولايتين متتاليتين حتى ترك البيت الأبيض في عام 2000، لتخرج معه هيلاري من البيت الأبيض، ولكن تدخل إلى مجلس الشيوخ في حينها وتستمر في المقعد لمدتين، ثم بعد ذلك خاضت الانتخابات الداخلية لحزبها على رئاسة 2008 و2012، قبل أن تنسحب من الانتخابات الداخلية – بعد أن أيقنت فوز أوباما – ودعمته في منتصف 2008، والذي بدوره جعلها وزيرة لخارجية البلاد بعد فوزها حتى 2013.
أما دونالد ترامب فليس له ماضٍ سياسي إلا بقليل فقط من الدعم للمرشحين، وليس دخول مباشر، ويعد مثيرًا للجدل بسبب مواقفه من المهاجرين إلى أمريكا، بالإضافة إلى موقفه المناهض للمسلمين، وتصريحاته وتسريباته عن النساء، والتي قلبت الرأي العام الأمريكي عليه.
أما بالنسبة لموقف المرشحين من الشرق الأوسط، فكلاهما يدعم إسرائيل دعمًا مطلقًا كمن سبقوهم من الرؤساء، ولكن يزيدا عليهم بأنهما ينويان الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل.
في النهاية قد لا يجد البعض فارقًا كبيرًا بينهما، إذ إن كلام أوباما المعسول سابقًا، لم يثمر عن تغيير في أرض الواقع بالنسبة لسياسات سابقه بوش، ولكن ربما سيكون الاختلاف الكبير حول الأوضاع الداخلية في أمريكا، وتظل هذه الانتخابات هي الأهم حول العالم.