بات الكثير من سكان إسطنبول ليلتهم أمس مترقبين الأحداث بعد أن أغلقت مداخل ومخارج مطار أتاتورك الدولى بمدينة إسطنبول بالجانب الأوروبى، نتيجة لإطلاق أحدهم عدة رصاصات داخل المطار مستقلاً دراجته النارية.
تداولت القنوات التركية ومواقع التواصل الاجتماعي الخبر، والذي انتشر على إثره الوجود الأمني داخل شوارع إسطنبول، ولم تتحدث أي وسيلة إعلام عن إصابات، والجدير بالذكر أن محاولة الانقلاب على الحكومة التركية في الخامس عشر من حزيران شهدت سيناريو مشابهًا في مطار إسطنبول مما أثار ترقب المقيمين في تركيا مساء أمس.
النواب الكرد المعتقلون
كما شهدت منطقة اسنيورت تحليقًا للطائرات فور الحادث، وهي المنطقة التى يقطن بها مواطنون أكراد داخل إسطنبول، حيث تظاهر بها صباح أمس مواطنون أكراد اعتراضًا على اعتقال رئيس حزب الشعوب الديمقراطي الكردي.
وهناك تكهنات تشير أن هذا الحادث نتيجة لإلقاء القبض على رئيس حزب الشعوب الديمقراطي و9 من نوابه داخل البرلمان التركي، وهو الحزب المعارض المصنف إرهابيًا لدى الحكومة التركية لتبنيه العديد من العمليات الإرهابية.
وبعد عملية الاعتقال للنواب الكرد أُصيب 6 أشخاص، نتيجة التفجير الذي وقع بالقرب من مبنى تابع لمديرية أمن ديار بكر، جنوب شرقي تركيا، صباح يوم الجمعة الماضي، ويقع المبنى بالقرب من إدارة شعبتي مكافحة الإرهاب، وقوات مكافحة الشغب في ولاية ديار بكر وألحلق أضرارًا بالمباني المحيطة.
الشعب التركي أسقط الانقلاب
انتقلنا للشارع التركي حيث قالت زينب كارا موظفة داخل المطار إنها لا تتوقع أن يحدث انقلاب مرة أخرى، ووصفت الوضع بأنه مستقر لأن الشعب يدعم الرئيس أردوغان الذي يدرك نسبة الخطر التي تواجهها الدولة ويعمل على ذلك، وعن حادث أمس قالت هو نتيجة للقبض على أعضاء الحزب الإرهابى وأنصار بي كا كا الذين يعملون على هدم الدولة.
وقالت إن الاستنفار الأمني موجود بشوارع إسطنبول ويتم تفتيش السيارات والداخلين إلى المطار فلا داعٍ للقلق.
وبالتواصل مع أحد العناصر الأمنية (خ. ت) الضابط بالشرطة التركية قال إن الوضع الأمني لم يستقر داخل الجمهورية التركية وما زال متوقعًا أن يقوم الانقلابيون بمحاولات لتنفيذ مخطط الانقلاب على الحكومة التركية، مشيرًا أن شوارع تركيا ربما تشهد الفترات القادمة مزيدًا من العنف ومحاولات تفجير.
وأكد أن الدولة تعمل على تهدئة الوضع والشرطة تقوم بدورها في حفظ الأمان داخل الشارع التركي، مشيرًا أن هناك دوريات أمنية طول اليوم ويتم تفيش المشكوك بهم وتوجد كاميرات مراقبة في كل الأماكن الحيوية.
وأشارت سيبيل تكين موظفة في أحد متاجر التجميل في المنطقة الحرة بمطار أتاتورك، أنه على الحكومة أن تتخذ الإجراءات التي يهدأ بها الوضع داخل إسطنبول، فهناك الكثير من المعارضة ويتعاملون بصورة إرهابية، فلا نضمن في المرات القادمة هل تنجح مخطاطتهم في إسقاط الدولة.
انفجار دياربكر جاء بعد ساعات من اعتقال النواب الكرد
واستنكرت أفعال مؤيدى حزب الشعب الكردي قائلة “إن كان خلافهم مع الحكومة فما ذنب المدنين بهذه الأفعال غير الإنسانية”، مشيرة أن تكرار العمليات الإرهابية وخاصة في المطار ستؤدي لانخفاض نسبة الرحلات الجوية، وتركيا تعد من رأس الدول السياحية.
قالت وكالة الأناضول القريبة من الحكومة إن مديرية أمن ولاية ديار بكر، جنوب شرق تركيا، أوقفت مساء الخميس الماضي رئيس حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرطاش، وأشارت أن عملية التوقيف جرت في منزله بقضاء “قايا بنار”، وذلك في إطار تحقيقات مكافحة الإرهاب التي تجريها النيابة العامة في ديار بكر، والمتعلقة بأحداث الشغب ما بين 6 و8 أكتوبر/ تشرين الأول 2014، ومنظمة “بي كا كا/ كا جا كا”، ونقل دمير طاش إلى مديرية فرع مكافحة الإرهاب التابع لمديرية أمن الولاية.
وكانت النيابة العامة في ولاية مرسين وقضاء مدياط بماردين، أرسلا برقية إلى مكتب التبليغ في النيابة العامة بالعاصمة أنقرة من أجل أخذ إفادة دميرطاش ضمن 4 ملفات متعلقة بـ الإهانة، والدعاية لمنظمة إرهابية.
وفي 6 و7 و8 تشرين الأول/ أكتوبر 2014 خرج أنصار “بي كا كا” إلى الشوارع، بناءً على دعوة حزب الشعوب الديمقراطي، في 35 ولاية، وأسفرت الأحداث عن مقتل شرطيين، و31 مدنيًا.