في تحدٍ مباشر وغير مسبوق للحكومة الليبية، قام ما يسمى إقليم برقة والذي يسعى لحكم ذاتي بالتعهد بحماية الناقلات التي تستخدم ميناء السدرة لتصدير النفط، ومسؤولية تأمين هذه الناقلات فور دخولها المياه الإقليمية الليبية وحتى خروجها منها من خلال قوات دفاع برقة ووحدات البحرية فيها.
وأصدر المكتب التنفيذي لإقليم برقة بياناً قال فيه بأن جهاز حرس المنشآت النفطية سيقوم بحماية أي ناقلة بالموانىْ النفطية بالتعاون مع قوة دفاع برقة والقوات البحرية داخل الإقليم، وقال عبد ربه البرعصي رئيس المكتب التنفيذي للإقليم في مؤتمر صحفي أن الإقليم يعلن عن نيته البدء في تصدير النفط بعد تجاهل مطالب من طرف الحكومة.
وزير النفط الليبي عبد الباري العروسي هدد بمقاضاة أي شركة أجنبية تحاول شراء النفط من الموانئ الشرقية ووقف التعامل معها في الوقت الذي ما زالت بعض الميليشات التابعة للإقليم تفرض سيطرتها على هذه الموانئ، بينما لوّح رئيس الوزراء علي زيدان بتدخل البحرية لإغراق تلك الناقلات.
وأضاف زيدان أن أي “دولة أو شركة أو عصابة” تحاول إرسال ناقلات لتحميل النفط من موانئ يسيطر عليها محتجون من دون التنسيق مع المؤسسة الوطنية للنفط سنتعامل معها حتى إذا اضطررنا لتدميرها أو إغراقها، نحذر جميع الدول من أنه لن يكون هناك أي تساهل.
وزير الدفاع الليبي عبد الله الثني بدوره قال أن في ذلك “رسالة قوية بأن قواتنا البحرية جاهزة للتصدي لأي محاولات للتعدي على مياهنا الإقليمية التي نعدها خطا أحمر لا ينبغي المساس به”، جاء ذلك بعد إحباط السلطات الليبية محاولة سفينة ترفع علم دولة توغو في ميناء طبرق كما نجحت في عملية ضبط ناقلة نفطية مالطية دخلت المياه الإقليمية الليبية بطريقة غير شرعية.
من جهة أخرى، قال صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية أن ما يسمى بمكتب إقليم برقة أرسل برسالة للشركات العالمية للنفط يعد فيها بحماية السفن التي تدخل الموانئ المطلة عليه، إلا أن هذه الشركات شككت في مصداقية الرسالة ووعود الحماية وقدرة هذه الميليشيات على تقديمها بالنظر الى محدودية قدراتها العسكرية وخاصة البحرية.
وأضافت الصحيفة أن بعض الوثائق التي نشرت على موقع وزارة العدل الأمريكية أواخر العام الماضي تشير أن ابراهيم الجضران وهو رئيس ما يسمى بالمكتب السياسي لإٍقليم برقة قام باستئجار شركة مقرها مونتريال بكندا بمبلغ 2 مليون دولار لدعم قضيته باستقلال إقليم برقة والاعتراف بذلك في الولايات المتحدة وروسيا، كما أن الجضران سعى بشكل حثيث لجذب مشترين للنفط وسفن للنقل.
ومن الجدير ذكره بأن إبراهيم الجضران هو الرئيس السابق لحرس المنشآت النفطية، حيث كان قد أغلق الموانئ النفطية في راس لانوف والسدرة والزويتينة منذ أواخر يوليو الماضي، ليتراجع على إثره إنتاج ليبيا من النفط إلى نحو 250 ألف برميل يومياً بعد أن كانت تنتج مليوناً ونصف المليون برميل يومياً قبل بداية هذه الأزمة.