يتسلم زعيم حركة النهضة الإسلامية في تونس، الشيخ راشد الغنوشي، اليوم الجائزة الدولية لمؤسسة “جمنالال بجاج” لنشر القيم الغاندية خارج الهند، بحضور عدد من أعضاء الحكومة الهندية وكبار الضيوف .
مساهمات كبيرة في انجاح التجربة التونسية
يعود تاريخ إطلاق هذه الجائزة السنوية لسنة 1988 احتفالا بالذكرى 125 لولادة ألمهاتما غاندي ليُصبح تقليداً سنوياً يجذب الأنظار، ويهدف إلى تعزيز قيم الزعيم غاندي في العالم، وتمنح خلاله لجنة التحكيم التي تضم رئيس الوزراء الهندي جائزة غاندي من أجل السلام لشخصية تساهم في تغيرات كبرى في العالم عبر وسائل سلمية.
وحصل على هذه الجائزة عدد كبير من الشخصيات والهيئات التي تركت بصمتها في مجال صنع التغيير في مختلف مناطق العالم سواء على المُستوى السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي عبر وسائل سلمية، وأبرزهم الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا، ورئيس التشيك الأسبق فاتسلاف هافيل، والقس ديزموند توتو، اعترافًا بجهودهم في الحفاظ على قيم السلم والسلمية في بلدانهم.
يعتبر راشد الغنوشي أحد أهم منقذي الثورة التونسية والمساهمين في انجاح المسار الديمقراطي
وجاء في الصفحة الرسمية للشيخ راشد الغنوشي بمناسبة فوزه بالجائزة الدولية لمؤسسة (جمنالال بجاج) لنشر القيم الغاندية خارج الهند ، حضر الشيخ راشد الغنوشي مساء الأحد في مدينة مومباي ، حفلَ استقبال وتعارف على شرف الفائزين في مختلف المجالات .
ومنحت وزارة الثقافة الهندية جائزة غاندي للسلام لسنة 2016 للشيخ راشد الغنوشي، ليكون بذلك أول شخصيّة عربية تتحصّل على هذا التكريم.
ويعتبر راشد الغنوشي أحد أهم منقذي الثورة التونسية والمساهمين في إنجاج المسار الديمقراطي الذي تمر به البلاد، اذ شرّع لسياسة التوافق التي تعتبر ميزة التجربة التونسية ، وساهم في نزع فتيل الفتنة التي حاولت جهات عديدة أن تستغله في أكثر من مرة، خاصة عقب الاغتيالات السياسية التي شهدتها تونس سنة 2013.
جوائز عالمية عديدة للغنوشي
الجائزة الدولية لمؤسسة “جمنالال بجاج” لنشر القيم الغاندية خارج الهند، ليست الجائزة الأولى التي يحصل عليها الشيخ راشد، فقد سبق وأن فاز السنة الماضية بمعية رئيس تونس الباجي قائد السبسي بجائزة السلام لعام 2015، التي تمنحها مجموعة الأزمات الدولية، وذلك لـ”مجهوداتهما الكبيرة في تجنيب تونس الصراعات والحروب، وسلكهما لطريق الحوار في معالجة الكثير من الأزمات. وفي مايو 2014 اختارت مجلة ” جون أفريك ” الشيخ راشد الغنوشي من بين ال50 شخصية إفريقية الأكثر تأثيراً في العالم.
جاء الغنوشي سنة 2011، الأول في قائمة أفضل 100 مفكر في العالم
ومنحت مؤسسة “ابن رشد للفكر الحر”، التي تتخذ من برلين مقرا لها جائزتها لعام 2014 للأستاذ راشد الغنوشي باعتباره “إحدى الشخصيات البارزة التي مهدت لطريق بناء إسلام معاصر متماش مع الحداثة… أحد أبرز المفكرين المسلمين العرب المعاصرين.”
وفي سنة 2012 تسلم رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بمعية الرئيس التونسي السابق محمد المنصف المرزوقي، جائزة تشاتام هاوس لعام 2012 المقدمة من المعهد الملكي للشؤون الدولية في بريطانيا لدورهما في تدعيم الإنتقال الديمقراطي للسلطة في تونس وترسيخ حقوق الإنسان والتسامح الديني.وجاء الغنوشي سنة 2011، الأول في قائمة أفضل 100 مفكر في العالم بالتشارك مع آخرين من قبل مجلة فورين بوليسي الأمريكية.
وتأتي هذه التكريمات المتتالية للشيخ راشد اعترافاً بمساهمته في إنجاح مسار الانتقال الدّيمقراطي في تونس ودوره الفعّال في تجنّب سيناريوهات الفوضى، ويعتبر زعيم حركة النهضة في تونس، راشد الغنوشي، أحد أبرز المفكرين المسلمين العرب المعاصرين والمعروف على نطاق واسع بقناعته بتوافق الإسلام مع مبادئ التعددية والحرية والديمقراطية في العصر الحديث.
درس الغنوشي علم الفلسفة في القاهرة ودمشق وباريس وكتب حول القضايا الراهنة بما فيها مؤلفات حول الإسلام والحداثة والديمقراطية والعلمانية والحكومة المدنية والمجتمع المدني والتعددية والعلاقة بين الشرق والغرب. ويرى راشد الغنوشي أن هناك حاجة إلى التعاون والتوافق والتحالف بين أطراف المجتمع المختلفة لضمان نجاح التحول الديمقراطي.