بعد معركة إعلامية ومناظرات تليفزيونية لمرشحي الرئاسة في الولايات المتحدة بدأت بالفعل معركة حقيقية ساحتها هذه المرة صناديق الاقتراع، المؤكد فيها أن أوباما سيصبح مواطنًا عاديًا لن يستخدم العنف لعرقلة انتقال السلطة كما يفعل آخرون في عالمنا العربي.
وبغض النظر عن نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية فمن المؤكد أن الفائز سيستمر في دعم المخططات التخريبية للغرب في المنطقة العربية بما في ذلك دعم الكيان الصهيوني الذي يستخدم كورقة رابحة في الحملات الانتخابية التي تسبق الاقتراع لكلا المتنافسين.
موقف الرئيس الأمريكي القادم لن يتغير من قضايا المنطقة بشكل جوهري وإن بدأ الحديث عن تغيرات فلن تكن سوی تغيرات ظاهرية لا تمس الجوهر الذي يرتكز علی المصلحة الأمريكية ومشاريعها الاستعمارية القديمة المتجددة.
الفائز في الانتخابات الأمريكية هو الشعب الأمريكي نفسه كونه متأكدًا من أن صوته لن يتم تزويره، والخاسر الأكبر هو الضمير الإنساني الذي تشيّعه أمريكا كل يوم في فلسطين وسوريا والعراق واليمن من خلال سياستها التي تقف دائمًا إلی جوار الجلاد ضد الضحية، ومع الإرهاب الصهيوني ضد الحق الفلسطيني.
لا يهم من سيصل إلی سدة البيت الأبيض سواء ترامب أو كلينتون بالنسبة لنا كمسلمين، وإن كان هناك أهمية لذلك فلن تكون سوی للصراحة التي يمتلكها ترامب وتخفيها كلينتون، امتلكها ترامب يوم أعلن عزمه منع المسلمين من دخول أمريكا وهذا يتفق مع جوهر السياسات الأمريكية، بينما أخفتها كلينتون يوم طالبت سرًا بتزوير انتخابات فازت فيها حركة حماس في فلسطين وهذا يتفق أيضًا مع جوهر الديموقراطية الزائفة التي يسعی الغرب من خلالها لتعيين من يراهم مناسبين ليحكمون أوطاننا.
يبدو ترامب وحشًا لا فائدة منه في نظر متابعين عرب يرون في كلينتون الشقراء وجهًا ملائكيًا أقرب إلی العرب من شيطان ترامب الذي لم يقل سوی الحقيقة التي تخفيها كلينتون وأخفاها أوباما من قبلها.
ترامب: الإسلام يكرهنا
ما سيفعله ترامب في حال فوزه هو أنه سيكشف الوجه الحقيقي القبيح للولايات المتحدة خاليًا من المكياج الذي يخفي ملامحها الشريرة لزمن طويل، هذا ما سيفعله ترامب لا أكثر!
سيمنع ترامب المسلمين من دخول أمريكا وهذا القرار ليس أسوأ من قرار بوش الذي قرر إرسال جيوشه لقتل المسلمين في أراضيهم وتشريدهم منها بحجة مكافحة الإرهاب، الفزاعة التي لا نزال ندفع ثمنها في حلب والموصل وتعز وبنغازي وغزة.
ترامب لا يحتاج إلی قانون “جاستا” ليبتز دول الخليج العربي وعلی رأسها السعودية، فالرجل كان صريحًا في أنه سيطلب أموالاً من هذه الدول مقابل الحماية الأمريكية لها، ولعل هذه الصراحة ستجعل الأنظمة الخليجية تفكّر بشكل جدي في إيجاد آلية عسكرية مشتركة لمواجهة التحديات والمخاطر التي تحيط بها من كل حدب وصوب.
السياسة الأمريكية ستواصل السير في اتجاه محدد مسبقًا بغض النظر عن فوز كلينتون أو ترامب في الانتخابات الأمريكية غير أن الأخير سيكشف لنا أمريكا عارية عن مساحيق التجميل كما لم نرها من قبل، إنها معركة بين صراحة ترامب ونفاق كلينتون طرفيها الشعب الأمريكي وخيوطها تمتد إلی الشرق الأوسط “الجديد”.