انطلقت، أمس الإثنين، قمة المناخ العالمية الـ22 في مدينة مراكش المغربية، لبحث سبل الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض، تحت شعار “قمة من أجل المستقبل”، وتنتظم هذه القمة من 7 إلى 18 نوفمبر الحالي، وخصصت السلطات المغربية إمكانات كبيرة ونشرت الآلاف من رجال الشرطة حتى تمر القمة في أفضل ظروف أمنية وتنظيمية، وتراهن الأمم المتحدة على نجاحها لتوسيع دائرة الدول المطبقة لاتفاق باريس لمواجهة التغير المناخي.
وضع أرضية مشتركة من أجل تفعيل اتفاقية باريس
سلمت رئيسة كوب 21 ووزيرة البيئة والطاقة والبحر الفرنسية، المكلفة بالعلاقات الدولية حول المناخ سيغولين روايال، رئاسة الدورة الـ22 لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (كوب 22)، رسميًا، أمس الإثنين، لوزير الخارجية والتعاون المغربي صلاح الدين مزوار، رئيس مؤتمر كوب 22.
وتزينت مدينة مراكش الواقعة جنوب المغرب باللون الأخضر، لاستقبال أكثر من 30 ألف زائر جاءوا من عشرات الدول للمشاركة في المؤتمر، ومن المنتظر أن تناقش الوفود المشاركة فيه مختلف الإشكالات المتعلقة بالمناخ والبيئة.
وقال رئيس مؤتمر التغيرات المناخية “كوب 22” صلاح الدين مزوار، في تصريحات صحفية، أمس: “القمة الحالية في مراكش تعتبر أملاً للعالم، خاصة القارة الإفريقية التي تحضر بقوة في المؤتمر”.
ويسعى المغرب في هذه القمة إلى تقريب وجهات النظر بين الأطراف المشاركة، وإرساء مقاربة تشاركية في 5 قطاعات هي الطاقة والمدن والغابات والفلاحة والماء.
وتشهد جلسات المؤتمر، مناقشات يشارك فيها خبراء ومهتمون بالتحولات المناخية وضررها على الإنسان، وطرق التصدي للمشاكل المناخية على مستوى الأفراد والحكومات، في حين يرتقب انعقاد قمة رؤساء الدول في الـ15 نوفمبر من الجاري في مراكش.
دخل اتفاق باريس الذي تبنته 195 دولة للتصدي لتغيير المناخ، رمزيًا، حيز التنفيذ، الجمعة 4 من نوفمبر الحالي.
كما ستناقش هذه القمة العالمية قضايا متعددة تتعلق بالفلاحة والأمن الغذائي والمستوطنات البشرية والطاقات والغابات والصناعة والأعمال والمحيطات والنقل والماء،وتسعى الأمم المتحدة من خلال قمة مراكش إلى وضع أرضية مشتركة من أجل تفعيل اتفاقية باريس، والتوافق على القواعد المشتركة لتطبيقها وكيفية تتبع مستويات الانبعاثات الحرارية، وضمان تمويل السياسات المناخية في دول الجنوب، ومعايير تعويض البلدان الفقيرة والمعرضة لظواهر الجفاف والفيضانات، ودخل اتفاق باريس الذي تبنته 195 دولة للتصدي لتغيير المناخ، حيز التنفيذ، رمزيًا، الجمعة 4 من نوفمبر الحالي.
وقالت مسؤولة شؤون المناخ في الأمم المتحدة باتريسيا إسبينوزا في الجلسة الافتتاحية: “إن مؤتمر مراكش يشكل مناسبة للتقدم في التدابير المناخية”، ودعت دول العالم إلى تسريع وتيرة التدابير وتوسيع نطاقها.
من جهته، دعا رئيس القمة الحالية ووزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار إلى “الحفاظ على الروح التي كانت سائدة في قمة باريس التي خلص المجتمعون فيها إلى ضرورة العمل على الحد من ارتفاع حرارة الأرض عند أقل من درجتين مقارنة بما كانت عليه قبل الثورة الصناعية”.
آلاف الأمنيين لتأمين الحضور
خصصت السلطات المغربية إمكانيات كبيرة ونشرت الآلاف من قوات الشرطة لتأمين مشاركة قرابة 20 ألف مندوب من 196 دولة، فضلاً عن حوالي 30 ألف مشارك من هيئات المجتمع المدني، خلال “كوب 22”.
ومن المرتقب أن يحضر في هذه الدورة 40 رئيس دولة و30 رئيس حكومة، للتعبير عن الالتزام الجاد بالتصدي للتغير المناخي، وتم نشر 12 ألف شرطي ودركي و250 شرطيًا دراجًا وثلاث مروحيات ومئة عربة لتأمين الحدث، وأكد أكثر من 30 رئيس دولة مشاركتهم في القمة إضافة إلى بعض المشاهير مثل الممثل ليوناردو دي كابريو وأرنولد شوارتزنغر.
تجتمع دول العالم في مراكش لوضع ترتيبات تطبيق اتفاق باريس
وخصص منظمو المؤتمر “المنطقة الزرقاء” للوفود المشاركة، وهو فضاء تديره الأمم المتحدة في التحضير والدخول والبرمجة وتأمين المكان كاملاً، وهو متاح للأشخاص المعتمدين من قبل الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، والذي يشهد مفاوضات “كوب 22”.
وتعتبر المنطقة الزرقاء الواقعة عند أبواب المدينة العتيقة بمراكش، من المناطق المحصنة وفقًا لمبدأ تطبيق القانون خارج الحدود، المحدد في اتفاق المقر المبرم بين الأمم المتحدة والبلد المضيف المغرب.
وتجتمع دول العالم في مراكش لوضع ترتيبات تطبيق اتفاق باريس الذي يشهد للمرة الأولى التزام الأسرة الدولية للعمل على مكافحة الاضطرابات المناخية.
مبادرة مناخ من أجل المغرب
بمناسبة انعقاد قمة المناخ بمراكش، أطلق الاتحاد العام لمقاولات المغرب، مساء أمس الإثنين بالدار البيضاء، “مبادرة مناخ من أجل المغرب” الرامية إلى إدماج مخاطر وفرص المناخ في مخططات تطوير المقاولات المغربية، وترتكز المبادرة على أربعة محاور تشمل التوعية والتكوين والمصاحبة والتنمية.
وأوضحت مريم بنصالح شقرون رئيسة الاتحاد، أن هذه الخطوة الطموحة تسعى إلى مصاحبة الإقلاع الاقتصادي للاقتصاد الأخضر على المستوى الوطني مع إشعاع منتظر على المستوى الإفريقي.
تتضمن المبادرة، برنامجًا للتوعية والإخبار بمخاطر التغيرات المناخية والفرص المرتبطة بها
وقالت مريم بن صالح، في تصريحات صحفية: “مناخ من أجل المغرب والمغرب الأخضر جاءت عن قناعة للتحرك جميعًا، من أجل الحرص على سلامة البيئة بالمغرب واحترامها، عبر تشجيع والمساهمة في بناء الاقتصاد الأخضر، واقتصاد بكربون أقل، مما سيعود بالإيجاب على البيئة في المغرب.”
وتتضمن المبادرة، برنامجًا للتوعية والإخبار بمخاطر التغيرات المناخية والفرص المرتبطة بها، وتؤمن بموجبها تكوينات موضوعاتية لفائدة المقاولات حول مختلف الجوانب التقنية والتكنولوجية والمؤسساتية والتشريعية والمالية المتعلقة بالتغيرات المناخية، حسب ما صرح به عبد الإله حفيظي، رئيس فدرالية النقل بالاتحاد العام.
جدل على إثر رفع علم الكيان الإسرائيلي
أثار رفع علم الكيان الإسرائيلي وسط أعلام البلدان المشاركة في المؤتمر الدولي للمناخ المنعقد في مراكش، جدلاً واسعًا في المغرب.
وانتقدت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، حضور الوفد الإسرائيلي بمراكش، معتبرة أنه “إمعان في طعن الشعب المغربي في سيادته الوطنية”، واعتبرت المجموعة في بلاغ لها أن رفع العلم الإسرائيلي واستقبال الوفد الصهيوني بمناسبة مؤتمر المناخ، هو بمثابة “استفزاز للشعب المغربي في عقر داره، وفوق ترابه الوطني، برفع علم الكيان الصهيوني رمز الإرهاب والاحتلال والعنصرية والجرائم ضد الإنسانية في العالم”.
ترحيل القيادية في جبهة “البوليساريو” أسويلمة بيروك، إلى الجزائر
ودعت “مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين” المسؤولين كافة إلى “تحمل مسؤولياتهم في إنزال علم الإرهاب، وتطهير سماء مراكش من قذارته الإجرامية، وطرد أي صهيوني إن وجد في هذا المؤتمر”، حسب نص البيان.
في مقابل ذلك، أقدمت السلطات المغربية على ترحيل القيادية في جبهة “البوليساريو” أسويلمة بيروك، إلى الجزائر، بعد دخولها المغرب بصفة نائبة رئيس برلمان عموم إفريقيا ورئيسة اتحاد البرلمانيات الإفريقيات.