انتهت إجتماعات الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري في اسطنبول التركية مع كثير من صخب رافق إنتخاب الهيئة السياسية للإئتلاف، ودون موقف واضح من جنيف 2.
قبل عقد الإنتخابات، قال عضو الهيئة السياسية للائتلاف أنس العبدة أن:” اجتماع الهيئة العامة للائتلاف سوف يناقش مساء اليوم مقترح توسعة الهيئة السياسية من 19 عضواً (من بينهم خمسة من الهيئة الرئاسية) إلى 23 وذلك بغرض أن يتم تمثيل جميع الجهات المكونة للائتلاف في الهيئة، ومن أجل أن يكون العمل التوافقي أكبر خاصة مع الظروف السياسية الحالية، بالإضافة إلى انتخاب أعضاء من الائتلاف لشغل مقاعد الهيئة السياسية الجديد”.
بعد ذلك، أفرزت الانتخابات فوز أحمد عوينان الجربا رئيساً -للمرة الثانية- للائتلاف الوطني السوري، و عبد الحكيم بشار، وفاروق طيفور، والسيدة نورا الأمير كنواب للرئيس، وبدر جاموس أميناً عاماً للائتلاف الوطني السوري، لمدة ستة أشهر أخرى.
لتعلن بعد ذلك 41 شخصية انسحابها من الائتلاف جائت من الحركة التركمانية، المنتدى السوري للأعمال، المجالس المحلية، المجلس الأعلى لقيادة الثورة السوري، أعضاء من هيئة الأركان، شخصيات وطنية مستقلة، كتلة الحراك الثوري وكتلة الحراك الثوري المستقل في المجلس الوطني السوري.
الأعضاء الذي وقعوا على بيان الإنسحاب كانوا قد قرروا عقد مؤتمر صحفي يعلنون من خلاله أسباب انسحابهم والعقبات التي تقف في طريق استمرارهم مع الائتلاف، الا أن مشاورات عديدة واجتماعات مطولة مع الكتلة المنسحبة حضرها سفراء دول غربية وعربية أجلت المؤتمر الصحفي إلى أجل غير مسمّى.
ومن أبرز الأسماء التي جاءت ضمن المنسحبين رئيس وزراء النظام السوري السابق رياض حجاب والذي خسر منصب رئيس الائتلاف مع منافسه الجربا، والأمين العام السابق للائتلاف مصطفى الصباغ الذي خسر مع منافسه بدر جاموس، اضافة إلى الناطق باسم هيئة أركان الجيش الحر لؤي مقداد، وممثل الائتلاف في تركيا خالد خوجا وفي قطر نزار الحراكي، فضلاً عن شخصيات وطنية أخرى.
وقال البيان : “إننا نحن الكتل الممثلة لقوى الداخل والحراك الثوري العسكري والمدني، نعلن أن الأمانة التي نحملها من دماء وشهداء وصراخ معتقلاتنا وآهات معتقلينا وآلام جراحنا، يحتم علينا أمام شعبنا وأمام التاريخ أن نعلن انسحابنا من الائتلاف الوطني نظراً لخروج الائتلاف عن الثورة السورية المباركة وأهدافها، وبعد انسداد وفشل كل المحاولات لإصلاح هذا الجسم السياسي وانفصاله عن الواقع وعجزه عن تحمل مسؤولياته وبُعده عن تمثيل القوى الثورية والمدنية في سوريا”، متبعاً بأسماء المنسحبين.
فيما بعد وصف نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري وعضو قيادة الإخوان المسلمين محمد فاروق طيفور استقالات بعض أعضاء الائتلاف بأنها ” موقف مؤقت ولا تعدو كونها محاولة للتعبير عن آرائهم الشخصية، احتجاجاً على نتائج انتخابات الهيئة الرئاسية”.
وقال طيفور أن استقالات الجملة غير مقبولة قانونياً، لأن الاستقالات الحقيقية يجب أن تقدم بشكل فردي وموجه بشكل مباشر للائتلاف معبّراً على أن خمس استقالات فقط هي التي قدمت بطريقة فردية وصحيحة.
وعن الشائعات التي ترددت حول أن استقالة الأعضاء جاءت بسبب موقف الائتلاف من جنيف قال طيفور: ” لم يتغير موقفنا حتى الآن تجاه مسألة الذهاب إلى جنيف، وهو واضح للغاية، فإنه لا يمكن الذهاب لجنيف2، إلا بشرط أن يمثل جنيف1 المرجعية الأساسية لهذا المؤتمر”.
هذا ولم يحسم الائتلاف بعد موقفه من مؤتمر جنيف 2 المزمع عقده في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، حيث سيزور وفد من الائتلاف باريس في الثاني عشر وموسكو في السابع عشر من الشهر الجاري، ليعقد بعدها اجتماعات يصدر من خلالها الموقف النهائي من جنيف 2 ، والتي طالب الائتلاف الأعضاء المستقيلين بضرورة حضورها.
الاجتماعات والانسحابات كانت كالعادة مصدر سخرية ونقد متواصل من السوريين على الانترنت في ظل الضعف والاخفاقات المتواصلة من القيادات السياسية المعارضة من تمثيل الثورة والرقي إلى مطالب الشارع، رافقها تصريحات الناطق باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام – داعش – أبو محمد العدناني باعتبار أعضاء الائتلاف هدفاً مشروع ورصد مكافأة لكل من يظفر برأس أي منهم.