قام الطلبة وأولياء أمورهم في أوغندا بالاحتجاج ضد إغلاق المحكمة العليا لأكثر من 60 مدرسة خاصة دولية منخفضة المصاريف، يدعمها مستثمرون من بينهم بيل جيتس ومارك زوكربيرج، وبحسب ما ذكرته مجلة كوارتز فقد قضت المحكمة بأن أكاديميات بريدج الدولية لم تكن مرخصة بشكل صحيح، وتتعاقد مع معملين غير مؤهلين وتستخدم أماكن غير صحية للتدريس.
جاء هذا الحكم تأكيدًا على قرار وزارة التربية والتعليم في يوليو بإغلاق المدارس، حيث أعلنت في هذا الوقت أن هذه المدارس تعرض حياة وسلامة الأطفال للخطر، وتقوم مجموعة بريدج الدولية بإدارة حوالي 63 حضانة ومدرسة ابتدائية ويشارك فيها أكثر من 12000 طالب.
وبحسب ما جاء في تقرير نيوزويك، فقد أصدر اتحاد التجارة العالمي للمدارس الدولية تقريرًا يؤكد أن مدارس بريدج الدولية في أوغندا قد فشلت في دعم المنهج الدراسي الوطني، وأنها تستخدم معلمين غير مؤهلين، كما أن هناك نقص في مرافق المدرسة، ويقول التقرير إن هذه المدارس يحركها الربح ومنهجها يعتمد على الإنترنت وتواجه العديد من أوجه القصور الحرجة.
يعد هذا القرار ضربة كبيرة لمجموعة بريدج، التي تصف نفسها بأكبر شركة للإبداع في التعليم عالميًا، حيث يستخدمون الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية لتقديم دروس موحدة ومراقبة أداء أكثر من 100 ألف طالب في 400 مدرسة في آسيا وإفريقيا، كما يعد القرار عقبة أمام بريدج التي تهدف إلى نشر نموذج التعليم قليل التكلفة القائم على الإنترنت بين 10 مليون طفل في العالم.
وفي حديث الغارديان يقول جيمس بلاك – أحد أولياء الأمور ولديه 6 أطفال في المدرسة – إنه يقدر الرسوم المخفضة التي وصلت إلى 28 دولارًا، وهو ما يعادل ثلث ما كان يدفع من قبل، ويضيف بلاك قائلاً: “تقول الحكومة إن المرافق غير نظيفة، لكنني ذهبت إلى المدرسة وتجولت في المطبخ ودورات المياه وكانت نظيفة، أرى أن مدارس بريدج انتشرت سريعًا، وهناك عديد من المسؤولين في الحكومة يمتلكون مدارس خاصة، ويبدو أنهم خائفين من أن يخسروا طلابهم والرسوم الباهظة التي يدفعونها”.
يقول مسؤولو المدرسة إن موظفي الحكومة لم يقوموا بزيارة المدراس أبدًا، ولم يشاركوهم تقارير التفتيش، وهذا الحكم يهدد بتقويض عملية توسيع فرص التعليم في أوغندا، ويعرض مستقبل 800 موظف للخطر.
قال جودوين ماستيكو موظف الاتصال بأكاديمية بريدج: “نحن نخطط للاستئناف، نيابة عن 20 ألف أوغندي قرروا إرسال أبنائهم إلى مدارسنا، فهم يبحثون عن تعليم عالي الجودة وبأسعار معقولة لأطفالهم، وهذا الحكم يشكك في ذلك”.
يعاني قطاع التعليم في أوغندا من التخلف وارتفاع معدلات تغيب المعلمين وفشل الطلاب في إنهاء دراستهم، فحوالي 68% من الطلاب لا يكملون تعليمهم الابتدائي، بينما فشل 78% من المعلمين الجدد في اختبارات الرياضيات الأساسية وفشل حوالي 61% في اختبارات القراءة والكتابة، وفقًا لإحصائيات جمعتها “BBC”.
كان نموذج بريدج الدولي قد واجه جدلاً في ليبريا، حيث حاول المسؤولون في البلاد تحسين نظام التعليم الفاشل، وذلك بالسماح لهذا البرنامج بإدارة 120 مدرسة ابتدائية عامة في البلاد.