في الليلة قبل الماضية، اتجهت أنظار العالم كله نحو الولايات المتحدة الأمريكية، لمتابعة نتيجة تصويت الشعب الأمريكي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لانتخاب الرئيس رقم 45 في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، لتُظهر المؤشرات الأولى – التي حاول الكثيرون تجاهلها أو التشكيك فيها -، تفوق دونالد ترامب على هيلاري كلينتون، واستحوذاه على ولايات كبرى حاسمة في نتيجة السباق، ليستيقظ العالم – الذي لا يشارك أمريكا نفس التوقيت -، على حقيقة أن دونالد ترامب الملياردير العنصري البغيض، صار رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية.
وما بين التعليقات الساخرة والمصدومة من حقيقة أن الأسلحة النووية صارت في يد شخص عنصري بغيض، وبين التعليقات العقلانية التي تؤكد أن ترامب وكلينتون سيان ولا فرق بينهما، وأخرى تسعى لطمأنة الجميع بأن المؤسسات الأمريكية هي من تقود الرئيس الأمريكي لا العكس، وبين التعليقات البائسة التي تتنبأ بحرب عالمية ثالثة على الأبواب، أردنا أن نذكركم في هذا المقال، بمجانين وعنصريين آخرين، حكموا العالم من قبل، حيث لن يكون ترامب أول مجنون عنصري يحكم دولة ذات قوة عظمى.
أدولف هتلر
هتلر مجنون ألمانيا
زعيم ألمانيا النازية، الذي تملكته العقد النفسية منذ الصغر، بسبب تاريخ العنف العائلي الذي مارسه والده ضده، فأصبح هذا المريض النفسي تجسيدًا حيًا للديكتاتورية المجنونة، تملكته رغبة عارمة في تطهير الأرض من البشر، كي يتمكن الجنس الآري من العيش في مساحة أكبر، حيث رأى في جنسه، شعب الله المختار، وعلى الأجناس الأقل منزلة أن تذهب للجحيم، وفي خلال سعيه المرضي للسلطة، قام بحملة تصفية لمعارضيه طالت الجميع، ولم تترك أثرًا لأي معارض.
عمل هتلر على إرساء دعائم نظام تحكمه نزعة شمولية ديكتاتورية فاشية، وتسبب قراره بغزو بولندا، إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية وخراب العالم، وبعدها لم يعرف أحد نهايته، ولكن العديد من الروايات والمصادر التاريخية تؤكد موته منتحرًا.
ومن مقولاته الشهيرة التي تؤكد إصابته بجنون العظمة: “العالم على سعته يضيق بالشعوب الضعيفة” و”النزعة الإنسانية تعبير عن الغباء والجبن” و”أي تحالف ليس هدفه شن الحرب لا معنى له وغير مجدٍ“.
بينيتو موسوليني
موسيليني مجنون إيطاليا
صديق هتلر الصدوق، دامت فترة حكمه لإيطاليا في الفترة ما بين 1922- 1943، وكان – أيضًا – مضطربًا نفسيًا في صغره، حيث طعن أحد زملائه من الطلاب في المدرسة بسكين، واتهم بالسرقة ومنع من دخول الكنيسة لسوء سلوكه، كما كان في شبابه، يجيد استعمال قبضته في إيذاء زملائه، وهرب من الخدمة العسكرية واعتقل في سويسرا بتهمة التشرد.
أسس موسوليني الحزب الفاشيستي واتبع سياسة العنف وأسلوب العصابات وألبس أفراد حزبه القُمصان السوداء وأمر رجاله المنضمين للحزب بأن يكونوا شديدي البأس في مواجهة أي إضراب عمالي شيوعي وأن يوسعوا أولئك العُمّال ضربًا حال تنفيذ أي إضراب من جهتهم.
كما قمع مؤسسات الحكم المنتخبة وقتل القادة الذين عارضوا الفاشية، وحرّم الإضرابات وألغى كل الأحزاب الأخرى وأجبر الشباب على أن يتعلموا مبادئ الفاشيست.
أمر بتشكيل لجان من كُتّاب الدولة وأساتذتها لإصدار قوائم سوداء بالمثقفين المحظورين وحصر أسماء الكتب المعادية التي يجب حرقها وإتلافها ومنعها من التداول.
امتلأت الساحات والشوارع بتماثيل موسوليني وبجداريات كبيرة تخلد أفعاله، كما بدأت حركة تنظيم شاملة للأطفال والفتيان وطلبة المدارس والجامعات على استخدام السلاح وحفظ الأناشيد القومية الفاشية.
ومن تصرفاته المجنونة إجبار الناس على تعليق صوره في غرف النوم، وأن توقد الشموع في البيوت احتفالاً بعيد ميلاده.
عقدت إيطاليا وألمانيا مُعاهدة “الحلف الفولاذي”، في عام 1939، وصرّح علانية بأنه يسعى للسيطرة على حوض البحر الأبيض المتوسط وتحويله إلى بحيرة إيطالية.
لكن إيطاليا لم تبل بلاءً حسنًا في الحرب العالمية الثانية، مما جعلها فى عام 1942 على حافة الهاوية، فغضب الشعب ورأى أن موسوليني كذب عليه، فأصبح عدوًا للشعب، وصدر حكم الإعدام عليه يوم 26 من أبريل 1945، ليتم إعدامه في الـ28 من أبريل 1945 برفقة عشيقته كلارا ومعاونيه، مقلوبين من أرجلهم فى محطة للبنزين في مدينة ميلانو الإيطالية.
وجدير بالذكر أن هذه الطريقة كانت طريقة الإعدام، التى كان يُشنق بها الخونة فى روما القديمة، التي حاول موسوليني إحياءها.
ومن مقولاته الشهيرة: “أن تعيش يومًا واحدًا مثل الأسد خير لك من أن تعيش مئة عام مثل الخروف” و”سوف تُعطى لنا السلطة، وإلاّ سوف نأخذها بأنفسنا”.
إيفان الرهيب
عندما تُذكر مفردة “الرهيب”، نعرف أن الحديث يتمحور حول “ايفان الرابع” القيصر الروسي الذي اشتهر بالقسوة المفرطة.
تولى حكم روسيا وهو لم يتجاوز عامه السادس عشر بعد، وكان يعانى من اضطراب نفسي شديد، ومسكونًا بالشك طول الوقت، كما كانت تتملكه نوبات عنيفة من الغضب الجنوني دون سبب واضح، حيث يذكر التاريخ، أنه قضى 27 سنة في تحضير ابنه “إيفان إيفانوفيتش”، كي يصبح القيصر الثاني في روسيا، لكن أصابته في مرة، إحدى نوبات الجنون، فلم يتمالك نفسه، وأمسك بالصولجان الحديدي وهشم به رأس ابنه الذي لقي حتفه على الفور، فجلس بجانبه يبكي وينوح صارخًا: “لقد قتلت ابني”، لتساهم هذه الحادثة في تحويل القيصر وحتى نهاية حياته إلى طاغية مستبد، مسؤول عن ارتكاب عدد كبير من المجازر الوحشية.
كان يتعامل بقسوة مفرطة مع معارضيه، وكانت الطريقة المفضلة له في التعذيب هي تهشيم الأرجل قبل أن يلقي بالضحايا في الثلج أو يجعلهم يزحفون ويطلبوا الرحمة.
واشتهر بكرهه الشديد للطبقة الأرستقراطية التي ذاقت الويلات خلال فترة حكمه، فقد كان يمارس ضدهم أشد أنواع التعذيب والتنكيل، لدرجة أنه خصص مجموعة من الجنود مهمتها الوحيدة اغتصاب النساء الأرستقراطيات بنات الطبقة النبيلة، حيث كان يقيم حفلات اغتصاب جماعي لسيدات الطبقة النبيلة، أمام أعين أزواجهم وذويهم، بهدف إذلالهم وتعذيبهم، ثم يأمر بقتل العائلة بالكامل، دون سبب واضح أو ذنب اقترفوه.
رادوفان كاراديتش
زعيم الحزب الديمقراطي بعد انهيار يوغسلافيا الشيوعية سنة 1990، ورئيس جمهورية الصرب التي أنشئت في 1992، ومجرم الحرب الذي حُكم عليه بالسجن لأربعين عامًا في مارس الماضي، بعد إدانته بارتكاب إبادات جماعية، وتصفية عرقية، في الفترة من 1990 وحتى 1995، ضد الكروات ومسلمي البوسنة، وأشهرها مذبحة سربرنيتشا التي شهدتها البوسنة والهرسك عام 1995، على أيدي القوات الصربية، وراح ضحيتها نحو 8 آلاف شخص.
وتعتبر هذه المجزرة من أفظع المجازر الجماعية والتصفية العرقية التي شهدتها القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، وكان كاراديتش مسؤولاً مُباشرًا عنها، بصفته قائد الجيش، حيث أعطى الأوامر للقوات الصربية، بارتكاب أبشع عمليات الاغتصاب الممنهج، والترويع والقتل للمدنيين العزل.
ومن المفارقات العجيبة، أن رادوفان كاراديتش المسؤول عن هذه المذابح الدموية، كان يعمل طبيبًا نفسيًا ويكتب الشعر.
ومن أقواله الشهيرة التي تعكس ساديته وإجرامه: “أهل سراييفو سوف لن يتمكنوا من عدّ أمواتهم، بل على العكس سوف يتمكنوا من عدّ أحيائهم”.
كيم جونج أون
رئيس كوريا الشمالية الحالي أو الوريث العظيم، كما يُطلق على نفسه، اعتلى سدة الحكم في كوريا الشمالية، بعد والده في ديسمبر 2011، ومن وقتها، أظهر الزعيم صاحب الثلاثين عامًا، أسلوبه العنيف في إعدام وقتل كل من يعارضونه بأساليب غير عادية.
حيث بدأ حكمه بتنفيذ سلسلة من الإعدامات لم تتوقف، وقد ذكرت تقارير كورية جنوبية أن الزعيم الكوري الشمالي أعدم في سنة 2015 ما لا يقل عن 15 مسؤولاً، لأسباب مختلفة من بينها الشك في الولاء.
فأعدم أون كيم تشول نائب وزير الجيش رميًا بقذيفة هاون، عقابا على تكرار تعاطيه المشروبات الكحولية في أثناء فترة الحداد على والده كيم جونج إيل، وقام بتصفية زوج عمته بطريقة همجية بشعة، حيث جرده من ملابسه مع 5 آخرين حكم عليهم بالإعدام، ثم زجوا بهم في قفص كبير، كانت تنتظرهم فيه مجموعة كلاب برية تم تجويعها مسبقًا، لتنهش الكلاب أجسادهم في مشهد دموي، ثم ذهب بعدها ليعزي عمته في زوجها الذي قتله، بتهمة “الخيانة العظمى”، كما أعدم مهندس أحد المطارات، لأن تصميمه لم يحظ بإعجابه.
ومن قراراته العجيبة والتي تدل على جنون مطلق، أنه حدد شروط موضة قص الشعر لمواطنيه، حيث منح الإناث الحرية لاختيار واحدة من بين 18 قصة مسموحة في البلاد، وأمر بوضع هذه الصور في كل صالون للحلاقة في العاصمة بيونج يانج، لكي تعرف النساء أنواع القصات المسموح بها، ومنها قصات تميز بين المتزوجات وغير المتزوجات، أما الرجال فبلغ عدد قصات الشعر 10 أنواع، وتقضي جميعها بأن يكون السالفان محلوقين لما فوق الأذنين، وألا يكون طول الشعر أكثر من 5 سنتيمترات.
كما اعتمد توقيت مختلف عن التوقيت العالمي لسبب غير معروف، حيث أعلنت وكالة الأنباء الرسمية لكوريا الشمالية هذا الخبر، قائلة: “اليابانيون الإمبرياليون الحمقى، ارتكبوا جرائم لا تغتفر، كحرمان كوريا من التمتع بأن يكون لها مجالها الوقتي الخاص بها.”!