أظهرت تقارير اعلامية اعتزام الجزائر استخدام طائرات دون طيار قريبا، بهدف مراقبة حدودها الجنوبية الغربية مع المغرب ضد نشاط تهريب المخدرات. وذكرت وسائل اعلام جزائرية نقلا عن وكالة الأنباء الرسمية في الجزائر اعتزام الجزائر إدخال طائرات دون طيار في أقرب الآجال لمراقبة الحدود الجنوبية الغربية مع المغرب ضد نشاط تهريب المخدرات. وتعتبر هذه المرة الأولى التي يستعين فيها الجيش الجزائري بطائرات دون طيار لمحاربة لمراقبة حدود بلاده مع المغرب.
وأكّد خبراء عسكريون أن الجيش الجزائري سيستعين بطائرات دون طيار، إضافة إلى الفرق المشتركة، و كاميرات للأشعة فوق البنفسجية ورادارات متحركة وإجراءات مراقبة بواسطة الأقمار الصناعية لمراقبة وتأمين حدودهم الواسعة بالجنوب الغربي التي تمتد على مسافة 3.058 كيلومترات”.
واتهمت السلطات الجزائرية المغرب، في تقرير صدر مؤخرا عن قيادة الدرك الوطني الجزائري، بإغراق الجزائر بمئات الأطنان من المخدرات، وتوريط الآلاف من الجزائريين في تهريب والاتجار بهذه الممنوعات بما فيها الكوكايين والهروين.
اتهم التقرير المغرب بتحويل الجزائر من بلد عبور إلى بلد مستهلك لمختلف أصناف المخدرات
و أظهر التقرير إغراق المهربين في المغرب للجزائر بأكثر من 800 طن من المخدرات خلال اثنا عشر سنة الماضية. كاشفا عن تورط حوالي 145 ألف شخص من بينهم 1279 أجنبي في قضايا التهريب والاتجار في المخدرات، خلال الفترة الممتدة من 2004 حتى السنة الجارية.
واتهم التقرير المغرب بتحويل الجزائر من بلد عبور إلى بلد مستهلك لمختلف أصناف المخدرات بما فيها المخدرات الصلبة منها على غرار الكوكايين والهيروين والاكستازي. وسجل الديوان الوطني لمكافحة الادمان والمخدرات في الجزائر، استهلاك أزيد من 400 ألف جزائري المخدرات أي بمعدل 1 بالمائة من سكان البلاد.
وأعتبر خبراء أمنيون في المغرب، أن استعانة الجزائر بطائرات دون طيار لمراقبة حدودها الغربية دون التنسيق مع المغرب يمثل استعراض عضلات وتصريف أزمتها الاقتصادية بخلق مناوشات عبثية. فيما وصفها آخرون بالتصرفات غير المسؤولة. وذهب آخرون إلى اعتبر ذلك رسالة إلى المغرب بكون الجزائر ستستمر في إغلاق الحدود وعدم التقارب ولا التعاون في ما يخص محاربة الإرهاب.
يعتبر مشكل الصحراء الغربية أحد أهم المشاكل بين الجزائر والمغرب
واتسمت العلاقات الجزائرية المغربية، منذ حصول الجزائر على استقلالها سنة1962 بالتوتر والاحتراب، وصلت حدّ المواجهة العسكرية المفتوحة، بعد أن خاضا في بداية الستينيات ما عرف بحرب الرمال بسبب مشكلة الحدود بينهما.
ويعتبر مشكل الصحراء الغربية أحد أهم المشاكل بين الجزائر والمغرب، وكان لتخلي إسبانيا عن الإقليم بموجب اتفاقية مدريد عام 1957 وإعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1974 بحق شعب الصحراء في تقرير المصير والاستقلال وظهور جبهة البوليساريو كقوة عسكرية تلقى الدعم من الجزائر، أثرا في جعل من إقليم الصحراء المغربية محورًا مهمًا من محاور عدم الاستقرار في العلاقات المغربية – الجزائرية.
ويتواصل غلق الحدود البرية بين الجزائر والمغرب للسنة ال22 بعد اغلاقه منتصف سنة 1994، على خلفية حادث مراكش الإرهابي الذي قرّر عقبه الملك الراحل الحسن الثاني فرض التأشيرة على الجزائريين، ليأتي قرار الرئيس اليامين زروال بغلق الحدود البرية بين البلدين.