حلم الواقع الافتراضي يتحقق الآن مع سماعات جوجل الجديدة المسماة بـ” سماعات أحلام اليقظة” أو بالإنجليزية “Daydream View” والتي أطلقتها “جوجل” هذا الشهر ليبدأ طرحها في الأسواق بتكلفة 72 دولار أمريكي، لتحقق حلم الواقع الافتراضي الذي من الممكن أن يشكل نقلة نوعية وجذرية في عالم التكنولوجيا.
بعد أن أعلنت شركة جوجل في أكبر مؤتمراتها الأخيرة في الشهر الماضي عن إصدارها لأول جهاز هاتف محمول قابل للعمل بتكنولوجيا “الواقع الافتراضي” مع سماعات “أحلام اليقظة”، وهي هواتف “بيكسل”،أول هواتف ذكية تعمل بتلك التقنية في عالم الهواتف المحمولة، أطلقت شركة جوجل في هذا الشهر سماعات “أحلام اليقظة” والتي يتم وصفها من قبل شركات التكنولوجيا المنافسة بأنها ميزة اللا مميز، إلا أن جوجل تراها نقلة جذرية يعود الفضل إليها في ذلك السبق التكنولوجي بدمج كل من الهواتف المحمولة والسماعات في تقنية “الواقع الافتراضي” “virtual reality “.
هل تستحق تلك التقنية كل تلك الضجة؟ وكيف بإمكان جوجل أن تجعل أحلام اليقظة واقعًا بالنسبة لمستخدمي تلك السماعات؟
حاولت جوجل أن تصنع ما يحب أن يرتديه الناس في العادة، أي كل ما هو مريح وناعم ومناسب، لذلك قامت بإنتاج سماعات مريحة الملمس وليست مجرد أداة بلاستيكية، مناسبة لكل الأحجام، كما يمكنك ارتداء نظاراتك الخاصة وقت ارتداءك السماعات، بالإضافة إلى إمكانيتك لضبطها حول رأسك باستخدام حزام معين، والأهم أنها سهلة الاستخدام للغاية.
قامت جوجل بالعمل مع فريق غير معلن الهوية أو المصدر في تصميم السماعات الجديدة، لتطلقها الآن في الأسواق في سعر يتراوح ما بين 75-80 دولار أمريكي، يستطيع استخدامها كل من قام بتنصيب التطبيق ” Daydream app” على هاتف “بيكسل” الخاص من جوجل، ومن ثم تبدأ الرحلة مع “أحلام اليقظة”.
أحد الألعاب المستخدمة لتقنية الواقع الافتراضي
ما الذي يستطيع الفرد فعله بتحويل “أحلام اليقظة” إلى واقع افتراضي؟
تعد جوجل في نهاية هذا العام أنه سيكون هناك ما يقرب من 50 تطبيقًا خاص بالـ “Daydream”، حيث تحلم جوجل بتحويلها إلى تقنية ستغير من عالم التكنولوجيا أكثر من مجرد كونها سماعات، حيث تدمج جوجل تقنية الـ 360 درجة في الفيديوهات مع تقنية تمثيل الشارع باستخدام الأقمار الصناعية “Google Streetview” في تقنية “أحلام اليقظة”، الآن يمكنك زيارة “تاج محل” في الهند وأنت تجلس على مقعدك في المنزل عن طريق هاتفك المحمول!
يمكنك الآن الإبحار في نهر في “تايلند” أو رؤية الأهرامات في مصر، بل ويمكنك لمسها أيضًا عن طريق جهاز التحكم الصغير، حيث لا تهدف جوجل إلى الاستفادة من تلك التكنولوجيا بصريًا فقط، بل تهدف إلى تنمية حواس أخرى أثناء تطبيق تلك التكنولوجيا، فمن خلال جهاز تحكم صغير في اليد أثناء استخدام السماعات.
الإعلان الرسمي لسماعات “أحلام اليقظة”
بالطبع هي تجربة شديدة الإثارة، فيمكن لتلك التكونولوجيا عزلك تمامًا عن كل ما هو حولك، وهو ما يجعل هذا الاختراع مغامرًا بعض الشيء بالنسبة لتأثيره على الناس، وبالأخص الشباب منهم، وهو ما يمكن له أن يسبب مشاكل جذرية بالنسبة للصحة الجسدية فيما بعد، أو على الصحة النفسية لدى البشر.
من آثار تجربة تقنية “أحلام اليقظة” على بعض من المستخدمين معاناة الفرد من الغثيان بعد قضائه مدة من الوقت في مشاهدة مقطع لفيديو أو لصورة أو استخدامه للعبة معينة، وذلك بسبب انعدام التوازن العقلي والنفسي لما كان يشاهده والبيئة الواقعة حوله، وذلك بسبب وجود مراكز توازن جسد الإنسان في الأذن الوسطى، لذلك من إحدى سلبيات سماعات جوجل الجديدة هي إصابة الإنسان بعدم التوازن المستمر، الذي من الممكن أن يسبب عدم إدراكه بالمحيط المتواجد فيه فيما بعد.
تأتي المشكلة الثانية، وهي الإدمان، حيث تبدو تكنولوجيا “أحلام اليقظة” شديدة الجذب والإثارة بالنسبة للناس، فيود الجميع تجربتها، ومن ثم لا يستطيع البعض التوقف عن استخدامها يوميًا، بل وأحيانًا لساعات خلال اليوم.
قضت تقنية الواقع الافتراضي على كل العوائق الجغرافية والاجتماعية، يمكن فعل أي شيء في أي وقت وأي مكان، من الممكن أن يعتبرها البعض نقلة جذرية لأنها تأخذك إلى عوالم أخرى في وقت وجهد وتكلفة قليلة، إلا أن البعض الآخر يراها مجرد اختراع يعزلك عن ما هو حولك بالفعل.
هل تم دراسة تأثير تطبيق تلك التقنية على أدمغة البشر وما يمكن أن تفعله في خلايا نمو أدمغة الأطفال بالتحديد؟ ما تزال تلك التقنية وليدة تطور التكنولوجيا، إلا أنها بالفعل تشكل تهديدًا لبعض الشخصيات في المجتمع، خصوصًا تلك التي تميل إلى إدمان الواقعية الافتراضية أكثر من تفاعلها مع البشر في الواقع الحقيقي.
تم ملاحظة إدمان مستخدمي الهواتف الذكية والتطبيقات الحديثة في أيامنا الحالية بالفعل، حيث قامت دراسات حديثة في كوريا الجنوبية، وهي واحدة من أكثر الدول تقدمًا في علم التكنولوجيا، بوجود احتمالية كبيرة لإدمان البشر على تقنية “أحلام اليقظة” وخصوصًا الشباب منهم، وهو ما سيزيد من أعداد المنعزلين تمامًا عن حياتهم الفعلية ووجودهم النشط في عالم الواقعية الافتراضية.