وفي حديث مع الشاب ياسين صبيح قال لشبكة قدس إن ما يقارب من عشرين فلسطينياً شاركوا في التصدي للمؤتمر المنعقد في فندق الامبسادور، وأنهم دخلوا قاعة الاجتماعات حيث عقد المؤتمر وبدأوا بالهتاف عالياً ضد الفعاليات التطبيعية. وكان من بين الهتافات: “التطبيع ليش ليش، واحنا تحت رصاص الجيش”، “التطبيع برة برة، في القدس ورام الله”. وأضاف صبيح أن هتاف المناهضين للفعالية قد شوّش على منظميها الذين بدورهم حاولوا محاورة المحتجين، ولكن الأخيرين أصروا على إفشال المؤتمر ولم يقبلوا الخروج من القاعة حتى لملم المجتمعون أنفسهم وأقلتهم الحافلات بعيداً عن الفندق، وقد تخلل ذلك بعض المشادات الكلامية.
أثناء الهتاف الوطني ضدّ المؤتمر التطبيعي – تصوير الصحافية: كريستين ريناوي
وكانت منظمة “عقول السّلام” Minds of Peace قد أعلنت عبر موقعها على الإنترنت عن عقد مؤتمر “للتفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين” في التاسع والعاشر من كانون الثاني الجاري، تحت شعار “ناس عاديون يصنعون التاريخ”، ووصفته بأن حدث يتيح للوفد الفلسطيني والوفد الإسرائيلي اللقاء من أجل “التفاوض لإنهاء صراعهم، والوصول إلى اتفاقيات سلام”.
صورة من اللقاء التطبيعي الذي عقد في رام الله أمس. تصوير: سامر نزال
صفحة المؤسسة على الفيسبوك تنشر صورة من لقاء اليوم صباحاً في القدس، وتقول: “نأمل أن يكون صوتنا أعلى من صوت أولئك الذين يخافون من الحديث”
وبالرجوع إلى وثائق أصدرتها المنظمة تلخيصاً لمؤتمرات تطبيعية سابقة، نجد أنه في الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من كانون الأول الماضي، عقد لقاء تطبيعي آخر في تل أبيب، وفي الورقة التلخيصية لهذا اللقاء يذكر أن اللاجئين الفلسطينيين هو “أولئك الذي فقدوا أملاكهم في 1948 ويواجهون ظروفاً إنسانية صعبة في الأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية وغزة”، وذلك يعني فيما يعنيه اسقاط حق العودة بالتقادم، فالتعريف السابق لا يشمل أبناء وأحفاد “أولئك الذين فقدوا أملاكهم”. وتطرح الورقة كذلك أن يتم تعويض بعض اللاجئين في حال تعذرت عودتهم إلى فلسطين. أما فيما يتعلق بالقدس المحتلة، تقول الورقة أن “شرقي القدس” ينتقل للسيطرة الفلسطينية، فيما تبقى “غربي القدس” تحت السيطرة الإسرائيلية،إضافة إلى ما وصفتها بالأحياء اليهودية الموجودة شرقي القدس، والتي يتم تبادلها مع الفلسطينيين وإعطائهم مساحات أراضي أخرى عوضاً عنها. والمضحك أكثر في الورقة أنها تدعو إلى تعليم الأطفال الفلسطينيين اللغة العبرية وما وصف بأنه “التراث اليهودي”.
وبحسب مقال على موقع “كتلة السلام الإسرائيلية”، فإن اللقاء التطبيعي رقم 22 الذي تنظمه مؤسسة “عقول السلام” عقد في تشرين الثاني الماضي، وحضره من الإسرائيليين الضابط في جيش الاحتلال “زيئف راز” الذي كان الطيار المقاتل في العدوان على المفاعل العراقي عام 1981، إضافة إلى “يهوشه مير” مستوطن من مستوطنة “كفار عتصيون”.
وتنشط مؤسسة “عقول السّلام” الإسرائيلية منذ عام 2009 في عقد مؤتمرات تجمع بين فلسطينيين وإسرائيليين، نظم بعضها في بيت جالا، وبعضها الآخر في مدن أمريكية وكندية، ويقول الموقع الإلكتروني الخاصّ بها إن رؤيتها تتلخص بـ “خلق الظروف الاجتماعية للسلام بين الفلسطنييين والإسرائيليين عبر جهود تستهدف بشكل خاص الجمهور العام لإدماجه وتشجيع مشاركته في صنع السّلام”، على حد تعبيرها.
وقد أسس المنظمة الإسرائيلي “سابير هاندلمن” ويشارك في مجلس إدارتها عدد من الفلسطينيين منهم: إبراهيم عنباوي من مخيم شعفاط في القدس، وقد قضى سابقاً في السجون الإسرائيلية عاماً واحداً، ويصفه موقع المؤسسة الإسرائيلية بإنه “ساهم بشكل فعال في إحضار فلسطينيين في مختلف الخلفيات والتوجهات لحضور اجتماعات مع الإسرائيليين”، ويفخر الموقع أكثر بالحديث عن كون عنباوي ينشط في “تفعيل السلام بين المستوطنيين والقادة الفلسطينيين منهم الرئيس محمود عباس ومحافظ بيت لحم”. وينسب له الموقع أنه كان من أوائل من ساهم في إنشاء قناة اتصال بين قادة من حركة حماس وبين حكومة ايهود اولمرت في محاولة لحلّ قضية اختطاف جندي الاحتلال جلعاد شاليط، على حدّ زعم الموقع.
كما يشارك في مجلس إدارة هذه المنظمة الإسرائيلية خالد أبو عوض، الذي يشارك في جمعيات تطبيعية أخرى منها جمعية تجمع عائلات الشهداء الفلسطينيين بعائلات القتلى الإسرائيليين. وقد نال عام 2011 جائزة من اليونكسو عما أسمى جهوده في “تشجيع التسامح واللاعنف”. ويشارك في إدارتها جانباً إلى الإسرائيلي سابير هاندلمن، الفلسطيني مازن بدرة الذي وصف في الموقع بأنه “ناشط سلام” منذ عام 1988 ويحاضر في مجال إدارة الأعمال والصحة العامّة في جامعة أمريكية.
ومن بين الإسرائيليين في مجلس إدارة المؤسسة عضو فعال ونشط في منظمة “كيرن كايميت” – الصندوق القومي اليهودي – التي أسست في ثلاثينات القرن الماضي لتسريب أراضي الفلسطينيين وشرائها لبناء المستوطنات، وهو حانان ليس.
بالتعاون مع موقع قدس نت