يشير المخرج الكبير مايكل موور في مقالته المثيرة للجدل عن فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية قبلها بشهور إلى خمس نقاط رأها ترجح فوزه على هيلاري كلينتون، كانت أولى النقاط تتحدث عن خطاب ترامب للعاملين في الولايات الصناعية عما يمكن اتخاذه من إجراءات تحفظ لهم وضعهم الوظيفي والمادي بإعادة مصانعهم للدوران على أراضيهم، وأن يمنع الغزو المكسيكي والأسيوي لهم عن طريق الاتفاقيات التجارية المتعددة مثل “نافتا” وغيرها، أو عن طريق عملية الإحلال المستمرة لهم بعمالة أرخص خارج الحدود الأمريكية وبجودة مماثلة إن لم تكن أفضل.
ويرى موور ورأى العالم معه نفس التفسير وهو ينطبق على مفاجأة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بسيناريو مماثل تقريبًا.
المظاهرة أمام تراب تورز بعد فوزه في 12 نوفمبر
وهنا نستطيع أن نستدعي هذا الطرف الذي خاطبه ترامب ومن قبله بوريس جونسون وقاد الأمور لمفاجأتين كبيرتين في عام واحد لهم ما بعدهم في التأثير على دوائر السياسة والاقتصاد بل وربما في الحروب، نضعه على منصة التحليل لندرك من هو ولماذا يفعل ما يفعله ومآلات تصرفاته، هذا الطرف هو “الرجل المتوسط”.
الرجل المتوسط هو رجل متوسط الذكاء ومحدود الموهبة تمت هندسته وتعبئته على مدى العقود الماضية ليكون ترسًا في حركة إنتاج تحتاج عمالة كثيفة وتكليفات بسيطة لتنتج أدوات استهلاكية يتم تدويرها في مجتمعه أو في العالم أجمع بشكل يرضيه فلا هو يقوي من طموحه ولا يقتله.
هذا الرجل تم بناء شخصيته بحيث ينال المتوسط من كل شيء، ينال مقابل مادي متوسط وعلوم ذات مستوى متوسط ويطرح على ذهنه قضايا ثقافية وسياسية ودينية متوسطة تكاد تعطيه إجابات أميل للسطحية في كافة القضايا دون تحميله عبء البحث عن الحقيقة المؤلمة فضلاً عن التفاعل مع هذه الحقيقة والسعي لتحقيقها في الواقع.
وبهذا تم استغلال هذا الرجل للوقوف بالساعات والسنين على خطوط الإنتاج ليقوم بنفس المهمة دون الحاجة لتغيير هذه المهمة أو لقضاء زهرة شبابه وكهولته في أعمال مكتبية روتينية تخدم بدورها الصغير ماكينة الإنتاج والأرباح من بعدها، كان هذا الرجل يخدم الدولة والنظام السياسي في دول النظام الاشتراكي ويخدم رجال الأعمال والنفوذ في نظم رأس المال.
الرجل المتوسط الأمريكي انتخب ترامب
تمدد دور “الرجل المتوسط” مع تمدد مجالات الصناعة والتجارة وأصبح من السهل إعادة إنتاجه وتكراره في كل مكان لأن منظومة السيطرة عليه (سواء تمت بوعي أو دون وعي) أصبحت أقوى بتعدد أدواتها من إعلام مرئي ومسموع وأدوات استهلاكية من مأكل ومشرب ومسكن بل ومخدرات ومتع أخرى.
أصبح هناك خطاب شهوة متكامل يستطيع أن يسيطر على هذا الرجل ويشغله عن القضايا الكبرى والصراعات في مقابل أن يعمل في هدوء لاستمرار دوران عجلة الاقتصاد ورأس المال كما هي، ومع هذا التمدد طغى الجانب الاقتصادي المادي على حياة الناس وتمددت دائرة تأثيره على العلاقات الاجتماعية والدينية والعرقية وظهر مصطلح العولمة المنادي بالتشارك والتكامل لتحقيق المصلحة الواحدة وبالتالي جني ثمار هذه المصلحة وتوزيعها على الجميع بنفس المنطق المتوسط!
سارت الأمور لعقود متتالية بشكل يقترب من الكفاءة ليصنع تصورًا واضحًا بأن أخيرًا وجد العالم الوسيلة والنمط المناسب لتحقيق الرفاهة والتنمية المستدامة وأن من تأخر عن الركب فهو حتمًا سيكون في طور الاستعداد للانضمام لهذا العالم، ولكن ما تحملته العقود الماضية لم يستطع العقد الحالي تحمله ويبدو أنه سيكون العقد الأخير قبل التحول لمرحلة جديدة يساهم في تشكيلها “الرجل المتوسط” بشكل مختلف تمامًا عما كان مرسومًا له.
كانت هناك عدة عوامل لها تأثير مباشر على ارتباك وفي بعض الأوقات انهيار المنظومة أو الهالة المحيطة بـ “الرجل المتوسط” بشكل تركه لأول مرة يواجه مصيرًا لم يكن في حسبانه ولم يكن جاهزًا لمواجهته من الناحية النفسية أو المادية، سنحاول هنا سرد تلك العوامل وتفاعلاتها التي جعلت الرجل المتوسط يثور ويغضب ويشارك في تغيير واقعه بشكل قد يغير شكل العالم تمامًا:
1- الطمع! هو ذلك السبب الواضح والمباشر الذي لعب دور الملهم في تحرك أصحاب رأس المال والقرار للسعي المستمر في زيادة الأرباح والنفوذ مهما كانت العواقب، تحركت الأطماع في عدة اتجاهات منها الاتجار في الممنوع والرهانات والتغول على الضعفاء خارج الحدود وتسخيرهم لإضافة المزيد من الدولارات في خزانات الطماعين، ومن ضمن العوامل التي استخدمها أصحاب الأطماع هي الاستبدال المستمر للرجل المتوسط بآخر مماثل وأرخص في السعر وهنا ظهر العامل الثاني.
2- كثرة المتوفر من “الرجل المتوسط” في نصف الكرة الشرقي! كان لسهولة تصنيع هذا الرجل المتوسط دورًا كبيرًا في تكراره بسهولة في شتى أنحاء الأرض، ومع منظومة القهر والطمع تم التوسع في إنتاج هذا النموذج في آسيا وإفريقيا بل وفي شرق أوربا ليقوم بنفس الدور الذي يقوم به البريطاني والأمريكي، بل كانت منظومة السيطرة قادرة على إثراء هذا الرجل المتوسط وعزله عن مجتمعه وهمومه بالمال وتطوير الجانب الفني والتقني فيه في مقابل إفقار الفكر والقدرة على التمييز الاجتماعي والسياسي والإنساني.
أصبح هناك الملايين من “الرجل المتوسط” القادرين على تنفيذ نفس مهام الرجل الأبيض وبتكلفة أرخص بكثير ومع شهوة مستعرة للانتماء لعالم الرجل الأبيض المثالي.
3- انفتاح حدود الدول! مع تزايد الأطماع ووفرة البديل الأرخص كان لا بد من وجود سياسات تدعم انفتاح الحدود مع الوافدين الجدد، والحقيقة أن هذا الانفتاح كان يتم من قرون عدة بشكل أكثر قسوة عندما كانت تأتي سفن الرجل الأبيض محملة بجثث من الملونين للعمل بالسخرة في أراضيهم ومزارعهم ومصانعهم.
ولكن لأن المظهر كان أحد أهم سمات الرجل المتوسط، كان لا بد وأن تتم عملية الانتقال بشكل أكثر وجاهة واحترافية من ذي قبل، تم فتح باب الهجرة والإقامة في البلاد الأكثر ثراءً وبشكل انتقائي يضمن أن يستمر تدفق الرجل المتوسط الأرخص والمملوء بالشغف للحركة في المجتمع الثري البراق المختلف عن مجتمعه الفقير المريض البائس والمستعد للعمل بتكلفة أرخص ووضع أقل ولكن في حماية الواقع الجديد، ومع الوقت ظهر عامل آخر جعل عملية الاستبدال أكثر سهولة.
4- التقدم الهائل في مجال الاتصالات! تمددت الكابلات البحرية والأقمار الصناعية لتجعل من الأسهل والأرخص أن يتم نقل هذه الأعمال خارج حدود الدول وإدارتها من الدول المصدرة للرجل المتوسط الرخيص نفسها.
أصبحت صناعة العمل من خارج الحدود صناعة قوية تؤثر في اقتصاديات الدول المصدرة للعمالة الرخيصة مثل الهند والفلبين ورومانيا والمكسيك، وفي الوقت ذاته تساعد في تشكيل طبقة اجتماعية جديدة مرتفعة الدخل ومرتبطة بالغرب بشكل أكبر بكثير من انتماءها للداخل، ولم يكتف التقدم التكنولوجي بهذا الحد ولكن أدخل هذا التقدم عاملاً آخر في التأثير على الرجل الغربي المتوسط ألا وهو الأتمتة.
5- الأتمتة! وهو العمل على تحويل كل عمل وظيفي روتيني أو حتى يحتاج بعض التفكير إلى عمل أوتوماتيكي تقوم الآلة بتنفيذه سواء كانت هذه الآلة هو الحاسب الآلي أو ماكينة مبرمجة، هناك تقدم هائل في مجال الذكاء الاصطناعي والأتمتة جعل من السهل أن يتم تحويل الآلاف من الوظائف البشرية إلى وظائف يقوم بها روبوت أصم لا يحتاج إلى إجازات ولا يشتكي من غلاء أسعار ولا ينادي بترقيات ويتجاوز الأخطاء البشرية في التنفيذ ويستمع للأوامر دون نقاش.
كانت تلك العوامل لها دور واضح في اهتزاز وضع ومكانة الرجل المتوسط لأنها أثرت بشكل مباشر في سبب وجوده وسبب استمرارية دوره في واقعه المتوسط الحالم لأنه ببساطة تم استبداله وبالتالي لم يعد هناك حاجة لأن يتم الاستمرار في تمويل منظومة الشهوة التي حجمت من دوره وتأثيره، فأصبح عاريًا لا يستره عمل ولا تستره منظومة أهم كانت من الممكن أن تجعل له قدرة على تغيير واقعه للأفضل إن أراد.
6- غياب منظومة الفكر والنقد والأيدولوجيا والقيم! كانت من أهم أدوات صناعة الرجل المتوسط هو أن يخلي بينه وبين شهوته المباشرة، وكان من أهم عوامل تصنيع تلك الأدوات أن يتم تسطيح عقل الرجل المتوسط بنزع قدرته على التفكير السليم والقدرة على نقد الواقع وكشف عيوبه والعمل على إصلاحه أو تغييره، ولكي يتم هذا تم نزع الأيدولوجيات وتشويهها والحط منها والعمل على إعدام مصادر تجديدها وتطويرها.
ولعل منذ سقوط الشيوعية في الثمانينات وحتى اليوم لا تجد عملاً فكريًا تجديديًا صاحب تأثير في حراك الناس غير قيم السوق القائمة على تسليع كل قيمة ووضعها في فاترينات المحلات الكبرى ليرتديها كل رجل متوسط عندما يتم استدعاؤه في مهمة جديدة تحتاج لرداء من الصدق أو الشهامة أو الصبر ويتم خلعها عندما تتغير المواقف والظروف.
كل هذا جعل الرجل الأبيض عاجزًا عن الحفاظ على عمله وعالمه وعاجزًا عن إدراك موطن الخلل وبالتالي عاجزًا عن تغيير واقعه، يبقى عامل أخير كان هو القشة التي قصمت ظهر البعير وهو:
7- الانهيار العام! في عام 2008 حدث الانهيار الاقتصادي العالمي الناتج عن تفجر فقاعة الرهانات العقارية في أمريكا وأوروبا وأدى إلى ضرب اقتصاديات دول وإمارات كاملة وكان من أهم توابعها تسريح الآلاف من هذا “الرجل المتوسط” إلى الشوارع ليقضوا لياليهم في أحضانها حرفيًا، في فيلم الجزيرة التسجيلي الرائع “الانهيار”.
وفي أثناء مناقشة الأثمان المدفوعة لهذا الانهيار ظهر بوضوح انهيار هذا الرجل المتوسط عندما تم استضافة أحد العاملين في مصانع “جنرال موتورز” في كاليفورنيا إثر صدور قرار من الملاك بإغلاقه وتحدث بحزن ومرارة شديدين عن عجزه عن العمل في أي شيء آخر وعجزه عن مواجهة مثل هذا الوضع الجديد، لقد ورث هذا الرجل هذه الوظيفة عن أبيه وجده وكان يعمل على توريثها لأحفاده!
من المؤكد أن هناك العديد من العوامل الأخرى وقد يرد ذكرها فيما بعد ولكنها كلها أدت إلى أن يجد “الرجل المتوسط” نفسه أمام دافع قوي للتحرك والعمل على تغيير الوضع ولكن؟ هل يملك الرجل الذي تم هندسته على أن يكون متوسطًا في كل شيء أن يتخذ القرار الأكثر حكمة؟
إن تكن قويًا هذا يجعل من تحركك فرصة لتغيير عميق وصحيح ولكن أن تكون متوسطًا في قدرتك على تمييز الأمور وتمييز مآلات تحركاتك وعواقبها على أحوالك وأحوال الأخرين، فهذا يجعل الأمور أكثر صعوبة.
دعونا نمسك بالأدوات التي يملكها “الرجل المتوسط” ونضع أنفسنا مكانه ونتأمل في واقعه ولنتخيل مساراته حتى يجد منفذًا للتغيير، الأداة الأولى هي التفكير بالشهوة، بمعنى أنه يستخدم حواسه في سبيل تقييم واقعه وتحديد وسائل التغيير، فإذا اتخذنا حاسة السمع كمثال، نجد أن “الرجل المتوسط” يميل لسماع من يحدثه عن ماضيه وعن أمجاده وأن يغازله بعودة ماضيه هذا كما كان.
فكما أشار مايكل موور في مقاله، وقف ترامب في ميتشجان أمام مصنع فورد ليعد العمال بعودتهم لعالمهم القديم بتهديد إدارة المصنع بالعودة من المكسيك وإلا سيفقد مزية الربح الأكبر بفرض ضرائب أكبر وهنا وجد “الرجل المتوسط” من يقول له إن عودته لواقعه المريح هو احتمال وارد وموجود.
قس على ذلك باقي الحواس فبالنسبة للبصر يبدو ترامب قويًا وغنيًا، وباللمس فهو مواطن أمريكي قح يملك النساء والخمور ويعيش الحلم الأمريكي كما يوصف في الكتب، وأما عن الضمير فالرجل المتوسط يعلم يقينًا أن ما يقوله ترامب في العلن هو ما يتبادله قادة الديمقراطيين في السر، بل وعلى العكس (ونتيجة لفقدان القدرة على التمييز السليم) يجد الرجل المتوسط ترامب رجلاً راديكاليًا يدعو للتغيير وواقعي ويعمل لمصلحته، نأتي للأداة الأخرى وهي ما يملكه الرجل المتوسط من أدوات للتغيير، هل يستطيع حمل سلاح؟ هل يملك قاعدة جماهيرية تؤمن به؟ هل يستطيع تطوير خطابه بشكل متماسك بحيث يحوز هذه القاعدة الجماهيرية؟
لا، هو لا يملك ولا يمتلك من المقومات ما يؤهله لأن يستخدم هذه الأدوات بشكل سليم ولهذا سيبحث عن وسيلة “متوسطة” تساعده على التغيير وهو صوته في الانتخابات وقد كان! فاز ترامب ومن قبله فاز خيار الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، لأن “الرجل المتوسط” قد قرر أن هذا الطريق هو طريق التغيير أو بمعنى أدق هو طريق العودة لوضع الاتزان، اختار الرجل هذا الاتجاه رغم عواره وخروجه عن المنطق السليم ورغم أنه لو فكر قليلاً لوجد أن هناك العديد من النقاط الواضحة التي تجعل من قراره هذا هو خطوة تجاه تفجر المزيد من الأوضاع.
يبقى أن نشير إلى نقاط بسيطة فاتت على “الرجل المتوسط” عندما اتخذ هذا القرار:
1- الطمع أيضًا! فصاحب رأس المال لن يصبر على هروب الدولارات من حسابه من أجل هذا الرجل الذي يوجد منه الملايين بسعر أرخص، إن مصالح الكبار الآن ذات وضع قوي ومع فقدان القيم لا تجد أنه من الضروري أن يكون رد الفعل المضاد عقلاني يقدر الحالة النفسية لهذا الرجل ويدعم مطالباته بل توقع العكس يحمل احتمالية أعلى.
2- تغير بنية الأسعار! استطاع الرجل المتوسط أن يشبع شهواته بامتلاك أكبر قدر من السلع والمنتجات عندما كان سعرها رخيصًا لدخول عنصر العمالة الرخيصة عليها، وبالتالي عندما يختفي هذا العامل ستعود الأسعار للتزايد وبالتالي تقل القدرة على شرائها وبالتالي تقل القدرة على إشباع تلك الشهوة.
3- احتمالية انهيار الأوضاع في الدول المصدرة للعمالة والمنتجات الرخيصة والتي تعتمد بشكل كبير جدًا على العائد القادم من العالم الغربي وما قد يدفعه هذا الانهيار من تفجر الأوضاع السياسية والاقتصادية مع احتمال واضح لقيام الحروب, وبالتالي سيتأثر وضع “الرجل المتوسط” مرة أخرى ولكن في هذه المرة سيكون في مواجهة مباشرة مع مرارات عقود من الظلم والقهر والطغيان.
وفي النهاية، ما مآلات هذا الصراع؟ من المبكر جدًا أن نتحدث عن حتمية معينة قادرة على رسم نهاية هذا الصراع ولكن نستطيع أن نقول إن ما يحدث الآن هو “ثورة” يقوم بها الرجل المتوسط ولكن هذا الزمن ليس بزمانه.
المستقبل القادم لن يستطيع أن يتدخل في مصيره محدودي القدرات والموهبة والذكاء، سيتطور الخطاب الراديكالي غير القابل لأنصاف الحلول أو المداهنة وستزيد منصاته ولكنه سيكون خطاب مشوه ومخترق لأنه خطاب انقطع عنه المدد الفكري والقيمي والأخلاقي لعقود، وستضيق الدنيا على الرجل المتوسط حتى يضطر إلى أن يكون جنديًا فاعلاً تحت أحد تلك الخطابات بل وسيحارب معها حرب وجود ولن يكون وجوده ذا قيمة كبيرة ما لم يتم العمل على تغيير ذهنه وروحه بقيم أخرى حدية، ومن المبكر جدًا أن نحكم على مدى تطوره وتقبله لهذه الخطابات فضلاً عن مشاركته في تطويرها وتنفيذها.
سنرى..