لا شك أن النظام الذي فشل في تحسين حالة المواطن رغم حصوله على إعانات الخليج التي تقدر بـ20 مليار دولار، يفكر بطريقة مختلفة الآن وهو يحصل فقط على قرض بـ12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي.
كان على النظام أن يجري إصلاحات اقتصادية هيكلية، ولكن الأمر الأهم والذي أكد عليه الخبير الاقتصادي محمد العريان هو ثقة الشعب في هذه الإصلاحات وتحقيق الأمان الاجتماعي للطبقات الوسطى والدنيا والحصول على تأييد سياسي كامل، وهنا تأتي أهمية التصالح السياسي كنقطة حرجة لانتشال الاقتصاد المصري من عثرته.
بين 2013 و2016
في عام 2013 وعقب الانقلاب كانت لدى النظام نقاط قوة تتمثل في تدفقات أموال الخليج، وشعوره بالنشوة والتأييد من قطاعات كبيرة من الشعب، بينما نقاط الضعف تتمثل في استمرار الحشد الجماهيري، وعدم القدرة على إجراء إصلاحات اقتصادية هيكلية.
الآن في عام 2016 النظام لديه نقاط قوة في القضاء على الحشد الجماهيري، والتمكن من إجراء إصلاحات اقتصادية هيكلية، لكنه فقد التدفقات المالية الخليجية ولم يعد لديه شعور النشوة والتأييد الذي كان يحظى به من قبل.
على الاتجاه الآخر الإخوان فقدوا القدرة على الحشد الجماهيري، لكن لديهم الآن نقاط قوة أخرى تتمثل في القدرة على إعطاء الموافقة لتمرير التصالح السياسي اللازم للتعافي الاقتصادي، كما أن لديهم فرصة التراجع على أرضية “إنقاذ الوطن” وليس أرضية “إعلان التوبة” التي كان يفرضها عليهم العسكر كطريق وحيد، مما كان سيفقد الإخوان الكثير من شعبيتها ومصداقيتها، وأظن هذه هي فحوى الرسالة التي ساقها المشير طنطاوي في الفيديو المسجل له بميدان التحرير بعد التثبت من تضاؤل قدرة الإخوان على الحشد لأدنى مستواياتها خلال دعوات 11/11.
الصراع بين العسكر والإخوان والذي يدور عن تصدر السلطة في مصر ربما أخذ 3 أشكال بالترتيب الزمني: تصدر الإخوان وانفراد العسكر وتصدر العسكر، والشكل الثاني هو الذي نعيشه اليوم والثالث هو المرتقب.
ما نريد قوله إن الإخوان اليوم لديهم فرصة العودة بنصف مكسب لم يكن متاحًا من قبل، وهو أن ينتقلوا بالحالة المصرية من نموذج “تفرد العسكر” إلى نموذج “تصدر العسكر” ومن ثم عودتهم للمشاركة وإنهاء حالة إقصائهم، أو أن يخاطروا بالانتظار للحصول على مكسب كامل باسترجاع نموذج صدارتهم مرة أخرى على خلفية أن النظام ربما يفشل مجددًا في تحقيق تعافٍ اقتصادي، أما إذا نجح النظام في تحقيق التعافي الاقتصادي دون الإخوان فبذلك سيكونوا قد خسروا كل شيء!
على كل حال فالإخوان هنا ما بين نصف مكسب محقق آن، أو مخاطرة ربما تحقق لهم مكسبًا كاملاً أو خسارة كاملة في المستقبل.