أشار البنك الدولي في آخر الإحصائيات بشأن الكوارث الطبيعية المنشورة في تقرير على هامش مؤتمر الأمم المتحدة “كوب 22” عن المناخ المنعقد حاليًا في مدينة مراكش المغربية والذي يستمر حتى يوم الجمعة بمشاركة 196 دولة، أن الكوارث الطبيعية تسببت بخسائر قيمتها 520 مليار دولار سنويًا وتدفع نحو 26 مليون شخص إلى الفقر كل عام، وذكر التقرير أن هذه الأرقام سترتفع خلال العقود المقبلة لأن تغير المناخ سيضاعف القوة التدميرية للإعصارات والفيضانات وموجات الجفاف.
ويبحث المؤتمر تطبيق توصيات قمة باريس العام الماضي التي وُصفت بـ”الفرصة الأخيرة” من أجل خفض انبعاثات الغاز وتقليص درجات الحرارة بدرجتين لإنقاذ الاقتصادات والحفاظ على كوكب الأرض، ودعا مسؤول مغربي الدول المتقدمة للوفاء بالتزاماتها التي تعهدت بها في اتفاقية باريس بمنح 100 مليار دولار لفائدة الدول النامية للتغلب على تغير المناخ.
الكارثة هي حوادث غير متوقعة ناجمة عن قوى الطبيعة أو بسبب فعل الإنسان ويترتب عليها خسائر في الأرواح وتدمير في الممتلكات
والجدير ذكره أن الكارثة هي حوادث غير متوقعة ناجمة عن قوى الطبيعة كالبراكين والزلازل والإعصارات والانزلاقات والعواصف، أو بسبب فعل الإنسان سواء كان إراديًا أو لا إرادي ويترتب على تلك الكوارث خسائر في الأرواح وتدمير في الممتلكات، وعادة ما تكون ذات تأثير شديد على الاقتصاد والحياة الاجتماعية وتفوق إمكانيات مواجهتها قدرة الموارد الوطنية وتتطلب مساعدة دولية، وفي حال حدوث أي ظاهرة طبيعية أودت بكارثة في منطقة غير مأهولة بالسكان لا يتم إدراجها تحت الكوارث الطبيعية ولا تدخل في الإحصائيات.
والكارثة الطبيعية لها تعاريف محددة من قبل الهيئات والمنظمات الدولية كهيئة الأمم المتحدة والمنظمة الدولية للحماية المدنية وهيئات الدفاع المدني، وتصدر العديد من التقارير عن مؤسسات تأمين وإعادة تأمين خاصة عن حجم الكوارث الطبيعية والأضرار التي تسببت بها.
وتمت الإشارة في التقرير أن الخسارة من جراء الكوارث التي تؤثر على الفقراء والمهمشين أكثر بكثير من الأغنياء والمقتدرين، فالفقراء يعتمدون على أصول قليلة واستهلاكهم يكاد يصل حد الكفاف، وفي دراسة للأمم المتحدة قدرت إجمالي الخسائر العالمية من الأصول نتيجة الكوارث الطبيعية في 117 دولة بنحو 327 مليار دولار سنويًا.
353 كارثة في العام الماضي
أصدرت شركة “سويس ري” السويسرية لإعادة التأمين تقريرًا في الربع الأول من العام الحاليّ بينت فيه أن القيمة المالية التي تكبدها العالم جراء الكوارث الطبيعية في العام الماضي 2015 بلغت نحو 92 مليار دولار مقابل 113 مليار دولار في العام 2014.
وبحسب التقرير فإن أكبر الخسائر المالية خلال العام الماضي نجمت عن كارثة الانفجارات التي وقعت في مستودع مواد كيماوية بميناء تيانجين شمال شرق الصين في شهر أغسطس/ آب الماضي والتي تراوحت بين 2.5 و3.5 مليار دولار، حيث سمع دوي الانفجارات على بعد كيلومترات، وعادلت قوة الانفجارات ثلث قوة قنبلة هيروشيما النووية وتسببت بهزات أرضية خفيفة.
آثار الخراب الذي سببه الزلزال في نيوزيلندا
وجاءت في المرتبة الثانية العاصفة الثلجية التي ضربت الولايات المتحدة في فبراير/ شباط 2015 والتي تسببت بخسائر بلغت 2.1 مليار دولار، وذكر التقرير أن مجموع الكوارث التي وقعت في العام الماضي بلغ عددها 353 كارثة منها 198 كارثة طبيعية ليسجل أعلى معدل سنوي على الإطلاق.
وحسب تقرير سابق للأمم المتحدة بيّن أن استثمار 6 مليارات دولار سنويًا في الحد من مخاطر الكوارث من شأنه أن يحقق مكاسب تصل إلى 360 مليار دولار بما يعادل خفض خسائر الاقتصادات السنوية من آثار الكوارث بنسبة 20% وهذه الاستثمارات تمثل 0.1% فقط من 6 ترليونات دولار يتعين استثمارها سنويًا في تطوير البنية الأساسية على مدى الـ15 عامًا المقبلة.
قطر أقل الدول عرضة للكوارث
تعتبر كل دول العالم عرضة للكوارث الطبيعية إلا أن هناك دول أقل عرضة من غيرها للزلازل والطوفانات والفيضانات والبراكين وغيرها، وفي تقرير صادر عن “تقرير المخاطر العالمي” أظهر أقل عشر دول عرضة للكوارث الطبيعية بينها أربع دول عربية.
جاءت قطر أقل الدول عرضة للكوارث الطبيعية مع إمكانية حصول كارثة طبيعية فيها بنسبة 0.08% تليها مالطا بنسبة 0.6% وفي المرتبة الثالثة السعودية 1.14% وفي المرتبة الرابعة بربادوس وبعدها غرينادا ثم آيسلندا وتليها البحرين بنسبة 1.69% وفي المرتبة التاسعة أتت الإمارات العربية المتحدة بنسبة 1.97% وأخيرًا في المرتبة العاشرة حلت السويد بنسبة 2.12%.
قرابة 274 شخصًا قتلوا في زلزال إيطاليا في أغسطس/ آب الماضي
ومن بين الكوارث الأخيرة التي حصلت في العالم زلزال نيوزيلندا في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني الحاليّ وأعقبه موجات تسونامي بحرية، قدرت وكالة المسح الجيولوجي الأمريكية أن شدة الزلزال بلغت 7.4 درجات على مقياس ريختر على مسافة 95 كم من مدينة كرايستشيرش والتي بالكاد تماثلت من آثار الزلزال الكبير الذي أصابها في العام 2010 وأودى بحياة 185 شخصًا وتسبب في دمار مركز المدينة، والمعلوم أن نيوزيلندا تقع على ما يعرف بـ”حلقة النار” تحيط بحوض المحيط الهادئ وتكثر فيها الزلازل والبراكين.
كما ضرب زلزال قوي وسط إيطاليا نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي تسبب في انهيار مبانٍ وكنائس تاريخية بمدن وبلدات صغيرة، وقد بلغت قوة الزلزال 6.6 درجات على مقياس ريختر، وشهدت إيطاليا أيضًا في 24 أغسطس/ آب الماضي زلزالًا سوّى عدة بلدات صغيرة بالأرض سقط على إثره نحو 274 شخصًا.