وجهت الهند استدعاء لدبلوماسي رفيع المستوى في السفارة الأمريكية في نيودلهي، يوم أمس الجمعة، ردا على طلب السلطات الأميركية من دبلوماسية هندية مغادرة البلاد بعد توجيه الاتهام رسميا لها يوم الخميس من قبل القضاء الأميركي، وذلك امتدادا للأزمة الدبلوماسية التي نشبت بين البلدين، بسبب اعتقال الدبلوماسية الهندية في نيويورك الشهر الماضي.
وذكرت جين بساكي، الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية، أنها” تشعر بحزن بالغ إزاء رؤية الحكومة الهندية ضرورة طرد دبلوماسي أميركي من البعثة الأميركية”، معربة عن أملها في أن “ينتهي التوتر بين البلدين، مضيفة “نحن نأمل وننتظر من الهند أن تخطو معنا خطوات جادة من أجل تعزيز العلاقات بيننا، ونجعلها أكثر متانة وشمولية”.
واعتقلت ديفياني خوبراغادي، مساعدة القنصل العام الهندي في نيويورك، في 12 كانون الاول/ديسمبر وهي توصل أولادها إلى المدرسة، واستمر اعتقالها لمدة 48 ساعة، بسبب شكاية قدمتها خادمتها المنزلية تتهمها فيها بعدم دفع راتبها كاملا، وبأنها كذبت وقدمت وثائق خاطئة كي تحصل الخادمة على تأشيرة عمل، وبعد التحقيقات وجهت هيئة قضائية أمريكية تهمتي “تزوير في تأشيرة دخول”، و”تقديم معلومات كاذبة”، وفق ما صرح به المدعي العام للمقاطعة الجنوبية بنيويورك.
وحسب الاتهام، فإن الدبلوماسية الهندية أرسلت في 22 نوفمبر طلب تأشيرة لهذه الخادمة تقول فيها إنها ستدفع لها 4500 دولار كراتب شهري، بينما اتفقت معها في الهند على أنها ستدفع لها 573 دولارا شهريا للعمل ما بين 37,5 إلى 41,5 ساعة في الأسبوع، أي أدنى بكثير من الحد الأدنى القانوني من الرواتب في الولايات المتحدة.
وحسب وكالة الأناضول، تتخذ الحكومة الهندية إجراءات انتقامية بحق الممثلين الدبلوماسيين الأمريكيين في الهند، بسبب تعرض الدبلوماسية الهندية لتفتيش جسدي خلال اعتقالها في نيويورك، مما أثار سخط نيودلهي، التي طالبت الولايات المتحدة بالاعتذار وإسقاط الاتهام عن الدبلوماسية، وهو ما رفضته واشنطن، وجعل نيودلهي تسحب بطاقات التعريف التي تسمح للدبلوماسيين الأمريكيين بالحصول على معاملة تفضيلية، وتزيل حواجز الحماية حول السفارة الأمريكية بالبلاد.
ويذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية راهنت في عهد الرئيس السابق، جورج بوش الابن، على تحسين العلاقات مع الهند بهدف إيجاد توازن مع النفوذ الصيني في آسيا، وخلال تلك الفترة حصلت الهند على الدعم الأميركي للحصول على تكنولوجيا الأسلحة النووية وأصبحت واشنطن من أهم مزودي نيودلهي بالأسلحة.