هل تسند وزارة للأمازيغين في المغرب؟

يسعى الأمازيغ في المغرب إلى تثبيت وجودهم في الحياة العامة كونهم مكونا أساسيا للمملكة. فبعد أن تم تضمين اللغة الأمازيغية في دستور البلاد سنة2011، يطالب الأمازيغيون الآن بإدراج وزارة تعنى بالشأن الأمازيغي في تشكيل الحكومة المرتقب لبنكيران.
في الوقت الذي تتواصل فيه المشاورات السياسية في المملكة المغربية، لتشكيل الحكومة، منذ تعيين الملك محمد السادس لعبد الإله بنكيران رئيسا لها، طالب نشطاء حقوقيون مغاربة، بنكيران، بإدراج وزارة تعنى بالشأن الأمازيغي في تشكيل حكومته القادمة، بداعي “رفع الظلم والحيف الذي لحق ومازال بالتفعيل الرسمي للغة الأمازيغية”.
وطالبت العصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان بنكيران، في بيان لها تناقلته وسائل إعلام محلية، باعتباره رئيسا مكلفا بالحكومة الجديدة، بالإسراع في تشكيل حكومته “وفق هيكلة جديدة تعتمد معايير الكفاءة والنزاهة والنجاعة التدبيرية، بعيدا عن منطق الترضيات والولاءات الحزبية”، إلى جانب “احترام المقتضيات الدستورية التي تؤكد على السعي إلى المناصفة في إسناد الحقائب الوزارية بين الجنسين”.
يمثل أمازيغ المغرب مجموع التشكيلات الاجتماعية والعرقية واللغوية والسياسية التي استوطنت ولا تزال ربوع هذا البلد منذ القدم.
ويرى أمازيغ المغرب أنهم ضحية لحكومة بن كيران السابقة التي لم تنصفهم رغم إنصاف الدستور لهم، حسب قولهم، ويؤكدون تعرضهم لمظالمه كبيرة في المملكة.يمثل أمازيغ المغرب مجموع التشكيلات الاجتماعية والعرقية واللغوية والسياسية التي استوطنت ولا تزال ربوع هذا البلد منذ القدم.
إلى جانب تمكينهم من وزارة في الحكومة القادمة، دعت ” العصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان الدولة المغربية إلى رفع المضايقات التي يتعرض لها النشطاء الأمازيغ في عدد من مناطق المغرب. و”الإفراج الفوري عن جميع معتقلي القضية الأمازيغية في مختلف السجون، ورفع المتابعات القضائية عنهم؛ ومنهم المعتقل الأمازيغي ادو صالح عبد الرحمان، الذي تعتبر العصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان اعتقاله كان بسبب آرائه السياسية والفكرية”.
واعتقل الناشط الأمازيغي عبد الرحيم ادو صالح من طرف السلطات الأمنية لمدينة أغادير المغربية بتهمة التحرش بالقاصرات. وقبل اعتقاله، كتب ادو صالح رسالتين شديدتي اللهجة للملك محمد السادس نشرهما في عدة مواقع للتواصل الاجتماعي.
تتجاوز نسبة الناطقين بالأمازيغية 26 في المائة من مجموع السكان المغاربة ويصل عدد سكان المغرب إلى 33,8 مليون نسمة
تتجاوز نسبة الناطقين بالأمازيغية 26 في المائة من مجموع السكان المغاربة ويصل عدد سكان المغرب إلى 33,8 مليون نسمة. وتشكّل الأمازيغية من بين أهم الملفات الشائكة والكبرى في المغرب .
ويقدر عدد الأمازيغ تقريباً بنحو 30 مليون نسمة. أغلبهم في المغرب (12 مليون تقريباً) والجزائر (حوالى 8 ملايين) إضافة إلى أعداد أقل في مصر وليبيا وتونس وموريتانيا ومالي والنيجر.
ويرجع الأمازيغ، مشاكلهم أساسا، إلى زمن اعتماد المغرب على نموذج الدولة الوطنية المركزية، وهو نموذج فرنسي استنبطه المغرب لإرساء أسس الدولة الحديثة المُعتمدة على سياسة التأحيد التي ترفض دمج التعددية وتُرسخ أحادية الدين والثقافة واللغة لخلق التجانس المطلق بشكل قسري.
ويتهم الأمازيغ، حزب العدالة والتنمية الحاكم في المملكة بممارسة ازدواجية في الخطاب تجاه قضيتهم، والتربص بمكتسبات الأمازيغ وتجميد وتجاهل كل المشاريع المتعلقة بتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية منذ سنة 2011، إضافة إلى اقصائهم من الحياة السياسية العامة في المملكة.