ربما تعتقد أن الحياة ستكون أكثر سهولة وسعادة إذا كنت تملك نسبة ذكاء عالية، لكن العكس يبقى أيضًا أمرًا واردًا، فعندما قام موقع كورا بطرح سؤال على مستخدميه، “متى يصبح الذكاء لعنة على صاحبه؟” كان جواب البعض من الأذكياء أن بعض الناس دائمًا ينعتونهم بالثرثارين.
الذكي يلجأ إلى التفكير أكثر من الشعور
يقول أحد المشاركين في هذا الحوار على موقع كورا، ويدعى ماركوسجيدولد، إنه يفهم عمومًا طبيعة عواطفه بشكل جيد، وبإمكانه التحدث عنها، لكنه لا يشعر بالارتياح عند التعبير عنها.
كما أضاف جيدولد أن هذه المشكلة المشتركة يعاني منها كل الأذكياء، إذ إنهم لا يستعملون الكلمات، إلا لإضفاء نوعٍ من الغموض على حديثهم، كما أن الأذكياء يميلون للتعبير عما يخالجهم بدنيًا لا لفظيًا، سواء عن طريق الصراخ أو اللكم أو التنهد أو الرقص والقفز.
الرئيس الأمريكي ترامب بين الذكاء والجنون
وبالتالي تسلط ملاحظة جيدولد الضوء على التمييز بين المهارات المعرفية والعاطفية، لكن تشير بعض البحوث بشأن هذه المسألة إلى أن الذكاء العاطفي المرتفع يعوض القدرة المعرفية المنخفضة، في مكان العمل، وبعبارة أخرى، يمكن القول إن الأشخاص الأذكياء لا يحتاجون إلى الاعتماد على مهاراتهم العاطفية لحل مشاكلهم.
ينتظر من الذكي أن يكون الأفضل في كل شيء
تقول مستخدمة أخرى تدعى روشنا نذير: “الجميع يتوقع منك أن تكون الأفضل في كل شيء، متجاهلين بذلك نقاط ضعفك”، مضيفة: “أي شخص ذكي يشعر بالذعر دائمًا من ألا يتمكن من تقديم المطلوب منه على أحسن وجه”.
وفي مقتطف نشر على موقع سيكولوجي توداي، كتب بعض الباحثين، أن “الآباء عادة ما يكونون أكثر قلقًا بشأن نجاح أطفالهم، عندما يكون هؤلاء الأطفال أذكياء ومتميزين في الدراسة”.
الذكي لا يعرف قيمة العمل الشاق
يقول الكثير من مستخدمي موقع كورا إن الأذكياء يشعرون أنه لا يجب عليهم بذل جهد كثير للحصول على شيء مثل الآخرين، ولكن معدل الذكاء المرتفع عند الفرد ليس دائمًا عاملاً مؤكدًا لنجاحه، لأن الشخص الذكي لا يتمكن دائمًا من تطويرمهارة المثابرة المطلوبة منه لتحقيق النجاح.
ووفقًا للدكتور كينت فانغ، فإن الذكاء يصبح مشكلة عند أولئك الذين يكتشفون في وقت مبكر أنهم لا يحتاجون إلى العمل بجد للتمكن من النجاح، وبالتالي لا يتمكن هؤلاء من تطوير مهارات العمل الجيدة.
وقد كشفت إحدى الدراسات أن العمل الجدي لا يتناسب مع أنواع معينة من الذكاء، حيث يبين الباحثون أن الأشخاص الأذكياء يعتقدون أنهم ليس عليهم بذل الكثير من الجهد لتحقيق ما يريدون.
الذكي لا يستطيع كبح نفسه عن تصحيح أخطاء الآخرين
يتضايق العديد من الأشخاص عندما يصحح شخص آخر أخطاءهم في أثناء الحديث، فالشخص الذكي لا يستطيع تحمل سماع أخطاء الآخرين، ولا يستطيع منع نفسه من توضيح آرائه.
ولكن قد يجعله ذلك يقع في مواقف محرجة مع بعض الناس الذين يشعرون بالإهانة والإحراج من تصرفاته، ولذلك من المحتمل أن يخسر الأذكياء بعضًا من أصدقائهم.
وفي هذا السياق، يقول ركسيت كرمريدي في موقع كورا: “كونك ذكيًا هو أمر مثير للاستياء، لأن العديد من الناس قد يتوقفون عن الخروج أو الحديث معك، لأنك تقوم دائمًا بتصحيح أخطائهم”.
الذكي يميل إلى المبالغة في التفكير
يقع جميع الأذكياء في نفس الخطأ الذي يتمثل في المبالغة في التفكير والتحليل، حيث يحاول دائمًا الأذكياء البحث على الأهمية الوجودية لكل مفهوم وتجربة يمرون بها.
وفي هذا السياق، تقول أكاش لاذا: “كثرة التفكير والتحليل تجعلك تشعر أنه لا يوجد معنى لأي شيء”، مضيفة: “كثرة البحث عن إجابات يمكن أن تصل بك إلى مرحلة الجنون”.
كما كشفت دراسة نشرت سنة 2015، أن الذكاء اللفظي المتمثل في القدرة على تحليل المعلومات وحل المشاكل باستخدام المنطق القائم على اللغة، قد يتسبب في إثارة قلق العديد من الأذكياء.
وفي هذا السياق، يقول تيرثانكر شكرابورتي: “الشخص الذكي دائمًا لا يتمكن من الاختيار، لأنه يفهم العواقب المحتملة من قراراته، ويميل إلى الإفراط في تحليل تلك النتائج، وبالتالي لا يتمكن من اتخاذ القرار النهائي في العديد من المسائل”.
الذكي يتفهم مدى محدودية معارفه
أن تكون فائق الذكاء يعني أنك تقدر حدود إدراكك لما حولك، ومهما حاولت استيعاب ما يحيط بك، فلن تستطيع الإلمام بكل المسائل وتعلم كل العلوم.
وفي هذا السياق، يقول مايك فاركاس: “الذكاء قد يكون لعنة على صاحبه، لأنه كلما زاد علم الشخص، ازداد يقينًا بجهله” ،ووفقا لما توصل إليه فاركاس، بالاستناد إلى دراسات العالمين جاستن كروغر ودايفيد دونينغ، فإنه كلما كان ذكاء الشخص محدودًا، كانت تقديراته لمداركه عالية والعكس صحيح.
المصدر: بيزنس إنسايدر