ترجمة وتحرير نون بوست
الإخوان المسلمون ليسوا جماعة إرهابية، على الأقل حتى الآن. لكن هذا الأمر قد يتغير بسبب الخطوة التي قامت بها حكومة الانقلاب العسكري في مصر التي منعت الجماعة من ممارسة السياسة وأعلنتها جماعة إرهابية فيما قد يكون “نبوءة ذاتية التحقق”.
هذا ما قاله دانيل بايمان أستاذ الدراسات الأمنية بجامعة جورج تاون الأمريكية ومدير الأبحاث في مركز سابان لدراسات الشرق الأوسط بمعهد بروكنجس للأبحاث، وتامارا كوفمان مديرة مركز سابان في مقالهما في جريدة واشنطن بوست الأمريكية.
وفي مقالهما الذي يحذر من تبعات إعلان الإخوان جماعة إرهابية على سلوك أفراد الجماعة وعلى الجماعة نفسها التي أُغلقت في وجهها كل وسائل التغيير السلمي وسط حالة من القمع الوحشي الذي يجابهها به النظام العسكري في مصر.
وقال المقال إن الإخوان المسلمين فقدوا العشرات منهم بعد أن قتلتهم قوات الأمن في التظاهرات السلمية التي تقوم بها الجماعة منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في يوليو الماضي، إلا أنهم حافظوا على توجههم في التظاهر السلمي حتى الآن.
لكن هذه الحملة الأمنية الشرسة على الإخوان ستقود -بدون شك- بعضا من أعضاء الجماعة للإرهاب. لقد حدث بالفعل أن القاعدة حصلت على هدية بالانقلاب العسكري، الذي يؤكد توجهها من أن “المشروع الإسلامي” لن يقوم إلا باستخدام العنف ضد الدولة، وهو الأمر الذي طالما عارضه الإخوان.
طريق مصر واضح الآن: إنها تتجه للمزيد من القمع، ويبدو أن سؤال تحول الإخوان إلى جماعة أكثر تشددا لم يعد سؤال “هل” وإنما “متى”!
الأمر ليس بسيطا، وما حدث في مصر لن يبقى في مصر فقط. لقد كان محمد مرسي والإخوان يحاولون احتواء حماس والجماعات المسلحة الأخرى في المنطقة، لكن هذا الأمر لن يستمر، وربما تعصف بالمنطقة موجة من العنف تتجاوز الحدود المصرية إلى ليبيا، غزة، وشمال إفريقيا.
إن دعم السعودية ودول الخليج للانقلاب العسكري في مصر والذي تجاوز المعونة الأمريكية لمصر بمراحل عدة مع وعود باستمرار الدعم في حال أوقفته واشنطن ساهم في زيادة القمع في مصر خاصة مع عدم وجود بارقة لتقديم قيادات الإخوان أي تنازلات سياسية.
الإخوان منظمة هرمية قوية، وحتى الآن لم تدع أنصارها لحمل السلاح. لكن هذا قد يتغير بعد تجريم الحكومة العسكرية للإخوان وأعضاءهم. في الماضي لم يكن الأمر بهذا السوء، فقد كانت الجماعة معرضة للإقصاء لكنها لم تكن معرضة للإفناء كما هو الحال الآن.
الإسلاميون في العالم العربي يتابعون ما يحدث، ويكتبون الملاحظات ويستخلصون الدروس. لذلك فإن أي عنف قد تقوم به الجماعة قد يغذي تيارا جهاديا عالميا. فالجميع الآن يقولون أن الولايات المتحدة دعمت الانقلاب وأن العالم لن يسمح للمشروع الإسلامي بأن يزدهر في أي مكان!
أيضا مع سجن قيادات الجماعة، فإن هذا يضعف الأطر التنظيمية للجماعة، ومنها رغبة الجماعة في عدم تبني العنف. ومع ذلك فإن “الأسر” الإخوانية أو الخلايا الصغيرة قد تتصرف بمعزل عن القيادة للثأر لرفاقهم المغدورين.