صدر قرار في يناير من العام 2015 بتعيين الإعلامي السعودي تركي الدخيل كمدير عام جديد لقناة العربية الإخبارية من قبل رئيس مجلس إدارة مجموعة “إم بي سي” الشيخ وليد الإبراهيم، الدخيل الذي كان يعمل رئيسًا للأبحاث والدراسات في مركز المسبار الإماراتي وصف بأنه أحد أذرع دولة الإمارات العربية المتحدة الإعلامية.
ومع وفاة الملك السعودي السابق عبد الله بن عبد العزيز في 23 من يناير العام الماضي، بزغ نجم تركي الدخيل على ساحة الإعلام السعودي بشكل أكثر قوة من ذي قبل (رغم أنه أحد الأعمدة المؤسسة لقناة العربية)، وخاصة مع توليه منصب مدير عام أحد أقوى الفضائيات الإخبارية السعودية “العربية” بعد أسبوع واحد من تولي الملك الجديد سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في المملكة، وظهور دور ابنه محمد بن سلمان في السلطة الجديدة.
مع صعود ابن سلمان في هيكل السلطة الداخلية في المملكة كولي لولي العهد ووزير للدفاع وأمين عام للديوان الملكي، بدأ تركي الدخيل في صعود الواجهة مع ابن سلمان، حيث أصبح الدخيل أشبه بالمستشار الأقرب لدى الأمير محمد بن سلمان.
ومن دلائل ثقة ابن سلمان في الدخيل مرافقته للأمير في معظم إن لم يكن في جميع رحلاته بالخارج، كما أجرى الدخيل مؤخرًا مقابلة حصرية مع محمد بن سلمان بعد إعلانه عن رؤية 2030 للمملكة مع خطة التقشف التي توجد في صميمها، وقد سلطت المقابلة التي اختص بها الدخيل الضوء على جانب غير معروف حتى الآن للعلاقة المزدهرة بين الرجلين.
ثروة الدخيل تتضاعف مع هذا القرب
نشر موقع ميدل إيست أوبزرفر تقريرًا بالوثائق عن التحول السريع في ثروات الدخيل منذ اعتلاء الملك سلمان السلطة في يناير2015.
حيث تحدث التقرير الذي كتبه سايمون هندرسون عن عدة وثائق بشأن ثروة تركي الدخيل، وكانت الأولى عبارة عن محفظة استثمارية في “الاستثمار كابيتال” بتاريخ 15 من فبراير2015.
ووفقًا للموقع بلغت قيمة الاستثمار لدى الدخيل نحو 8.4 ملايين ريال سعودي، والوثيقة الثانية هي محفظة استثمارية أخرى في “الاستثمار كابيتال” أيضًا بتاريخ 13 من أغسطس 2015، والتي تبين أن قيمة استثمارات الدخيل ارتفعت إلى ما يقرب من 94 مليون ريال سعودي، أي أكثر من 11 ضعفًا عما كانت عليه في وقت سابق من 6 أشهر فقط.
وخلال هذه الفترة، اشترى الدخيل عدة عقارات في مدينة دبي مقابل 17 مليون درهم إماراتي، وجاء ذلك بوضوح في الوثائق التي نشرها الموقع، والتي توضح تاريخ الشراء وهو 21 من يونيو 2015.
كما أن هناك وثائق أخرى تعود إلى عام 2012 و2014 تربط بين الدخيل ومحمد بن زايد، الذي على ما يبدو كان يعمل على استمالة الدخيل في تلك الفترة.
ويتضح من الوثائق أيضًا شراء عقارين في مشروع يسمى “ريفير لايت” لا يزال قيد الإنشاء في العاصمة البريطانية لندن، حيث اشترى الدخيل شقتين بقيمة تزيد على 3 ملايين يورو.
كيف تضخمت ثروة الدخيل؟
توضح الوثائق المنشورة أن علاقات الدخيل بحكام الإمارات قبيل صعود الأمير الشاب محمد بن سلمان بهذه الصورة أحد أهم أسباب ثرائه المفاجئ، ولكن الأمر لم يسهم بالطبع في هذا الثراء السريع المفاجئ بالقدر الذي أحدثه اقترابه من ابن سلمان.
حيث يذكر أن الدخيل كان يعمل رئيسًا للأبحاث والدراسات في مركز المسبار الإماراتي، وكانت تربطه حينها علاقات وثيقة مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، ولكنه قال عن هذه العلاقة في مقابلة تليفزيونية: “أنا لا أعمل مستشارًا له ولكن لدي علاقات جيدة معه”، وذلك في مقابلة جرت خلال يناير 2014 مع قناة دي أم تي بمقرها في دبي.
وأضاف الدخيل خلالها: “فضل محمد بن زايد عليّ كثيرٌ وهناك العديد من النعم التي كان يغدقها عليّ، ولكنني لست مستشارًا له”.
وعلى عكس المتوقع يُعتقد أن للدخيل دورًا كبيرًا في التقارب بين الرياض وأبوظبي على عدة أصعدة غير رسمية، حيث شهد عهد الملك سلمان في بداياته إطاحة بالمقربين من أبوظبي بتهمة التآمر مع ولي العهد محمد بن زايد ضد الملك سلمان لمنع انتقال السلطة إليه.
ومع ذلك شرع الأمير محمد بن سلمان بعد ذلك في التقارب مع الإماراتيين، ولكن يعزى هذا التقارب إلى دور تركي الدخيل، مدير عام قناة العربية الإخبارية، وأحد المقربين من ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، وهو ما يفسر سر هذا الانتقال السريع في الثراء بأيادٍ إماراتية وسعودية.