“الدولفين الجاسوس” أحدث أسلحة التجسس الإسرائيلية ضد غزة

dwlfyn_fy_gz_11

حينما ترد كلمة “دولفين” أمامك، فأول ما يتبادر إلى ذهنك ذلك الحيوان المائي اللطيف الصديق للبشر والذي يستمتع بمشاهدته في العروض الترفيهية العالمية وتدفع الأموال الكبيرة لاقتنائه، لكن عند الجيش الإسرائيلي هناك استخدامات أخرى لهذا الحيوان الأليف.

“الدولفين الجاسوس”، آخر الابتكارات الإسرائيلية المستخدمة في التجسس على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة المحاصر منذ 9 أعوام، فما زال الناس في قطاع غزة يتناقلون الحكايات والروايات عن “الدولفين الجاسوس” بعد أن تم الكشف عن تفاصيل تجنيد هذا الحيوان البحري الأليف كأداة عسكرية جاسوسية لصالح المخابرات الإسرائيلية.

بل إن دولة الاحتلال الإسرائيلي حاولت استخدامه قبل نحو عام في عملية اغتيال جماعي لأفراد من وحدة الكوماندوز البحرية التابعة لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، خلال تدريباتهم في عمق البحر.

حيث اكتشف مقاتلو وحدة الكوماندوز التابعة للقسام، خلال مهام تدريب في بحر غزة، جهاز تجسس وكاميرات مثبته على ظهر هذا الدولفين، قبل السيطرة عليه وتفكيك ما يحمل.

المعلومات المتوفرة أشارت حينها إلى أن أفراد وحدة الكوماندوز البحري شاهدوا هذا الدولفين يتحرك قبالة المنطقة القريبة من ساحل مدينة غزة، فتمكنت وحدة “الضفادع البشرية” القسامية من السيطرة عليه وإخراجه إلى الشواطئ، حيث جرت عملية تفكيك جهاز التجسس والمراقبة.

موقع صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية على الإنترنت، ذكر لاحقًا أن الدولفين الجاسوس يحمل أيضًا جهازًا قادرًا على إطلاق أسهم بشكل يسمح بإصابة أو قتل كائن بشري، بينما كشفت صحيفة هآرتس أن هناك أكثر من واقعة تثبت استعانة إسرائيل بالحيوانات لأغراض مختلفة في المنطقة.

يذكر أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تعمل على منظومة أمنية إلكترونية كبيرة في مراقبة قطاع غزة، تستخدم فيها العديد من الوسائل الحديثة، وتنشر إسرائيل على حدود القطاع مناطيد مراقبة مزودة بأحدث الأجهزة التجسسية والكاميرات، كما تقوم بمراقبة قطاع غزة عبر الطائرات دون طيار، وتزرع على طول الحدود أجهزة استشعار، لمنع أي محاولة تهريب عبر السياج الإلكتروني المزود بأجهزة مراقبة.

وهذه ليست المرة الأولى لدولة الاحتلال في استخدام الحيوانات في منظومة التجسس والتجنيد لديها، حيث تم الكشف في أواخر عام 2015 عن زرع إسرائيل كاميرات مراقبة على ظهر كلاب تجوب بشكل مستمر الحدود الشرقية لقطاع غزة، تم استخدامها خلال التوغلات المحدودة في القطاع في أنثاء الحروب الأخيرة.

تجسس إسرائيل لم يقتصر على الفلسطينيين وحدهم، ففي عام 2013 تم اصطياد طير مُجهز بقمر اصطناعي في الأجواء التركية، وضجت حينها المواقع الإسرائيلية بالحديث عن الموضوع ونفيه، وكذلك حادثة أسماك القرش التي قتلت العديد من السياح في مصر عام 2010، حيث يُعتقد أنه تم استخدامها من قبل المخابرات الإسرائيلية، للتقليل من الحركة السياحة الوافدة إلى مصر في ذلك الوقت كما قيل.

فإلى أين سيصل جيش الاحتلال الإسرائيلي في حربه ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته والتجسس على أعدائه وخصومه، وهل سنشهد أساليب أكثر خطورة وغرابة – إن لم تكن بالفعل موجودة – في جعبة الجيش الإسرائيلي صاحب التاريخ المليء بالعمليات الاستخباراتية الأكثر غموضًا وإثارة.