” الحرب جحيم والسلام جنّة ” ، هكذا قال زعيم حزب العمال الكردستاني ” PKK ” عبد الله أوجلان المسجون في تركيا في رسالة نشرها حزب السلام والديمقراطية التركي، محذراً أن عملية السلام بين الحزب وتركيا لا يمكن أن تظل عالقة إلى الأبد و داعياً أنقرة إلى تبني الإجراءات التي طالب بها الأكراد بشكل عاجل.
وأضاف أوجلان في رسالته: “رغم كل التداعيات فإن رغبتنا في السلام لا تزال بالقوة نفسها كما في البداية، لكن يجب أن نعلم أن عملية السلام لا يمكن أن تظل عالقة إلى الأبد”.
الرسالة التي نقلها عن عبد الله أوجلان نقلها وفد مكون من نائبي رئيس كتلة حزب السلام والديمقراطية البرلمانية في تركيا بروين بولدان و إدريس بالوكن، إضافةً إلى نائب حزب الشعوب الديمقراطي عن مدينة إسطنبول سري ثريا أوندر الذين زاروا أمس أوجلان في محبسه في جزيرة إمرالي، حيث يقضي حكماً بالسجن مدى الحياة.
وقال أوجلان في رسالته إن “الأحداث الأخيرة أظهرت ضرورة إتمام عملية السلام في تركيا في أسرع وقت ممكن، إذ أن عدم بناء دولة ديمقراطية كاملة يزيد من سرعة المؤامرات التي يحيكها أعداء الديمقراطية في الداخل والخارج الذين يرغبون في إشعال الحروب”.
وعن الانقلابات العسكرية التي عانت منها تركيا في السنوات البعيدة قال أوجلان: ” قد عانت البلاد خلال قرنين من الانقلابات العسكرية، والعملية السلمية التي طورناها هي ضد الانقلابات العسكرية وتهدف لإنشاء مجتمع ديمقراطي”.
وأضاف أوجلان أن مقتل ثلاث سيدات كرديات في باريس العام الماضي كان ضربة استهدفت عملية السلام، مشيراً إلى أن الرد على تلك الضربة سيكون عبر إنجاح العملية الهادفة لتحقيق سلام دائم وإرساء الديمقراطية على الرغم من كل العوائق التي تواجه تلك العملية.
وكان عبد الله أوجلان زعيم قد أعلن في مارس من العام الماضي وقفاً لإطلاق النار بين الجيش التركي وتنظيمه المسلح، جاء ذلك بعد أشهر من المفاوضات السرية مع أجهزة الاستخبارات التركية على أن تنسحب قوات الحزب من الجنوب التركي، وتقوم الحكومة بإصلاحات في النظام الانتخابي والحق بالتعلم باللغة الكردية وشكل من أشكال الحكم الذاتي الإقليمي، بينما تم تعليق انسحاب مقاتلي الحزب من من الأراضي التركية إلى قواعد الحزب في شمال العراق في سبتمبر الماضي متهمين السلطات التركية بعدم تطبيق الإصلاحات الموعودة.