تعتبر مسلمات أمريكا الأوقات الحالية بمثابة مرحلة عصيبة يمرون بها في الولايات المتحدة الأمريكية، فبعد فوز “ترامب” هم وغيرهم من الفئات غير أمريكية الأصل من المهاجرين المسلمين وغير المسلمين من الفئات المهددة الآن من مؤيدي ترامب، حيث يعتبرهم الأمريكيون الآن من فئة “الآخرين”.
ازداد قلق المسلمات الأمريكيات بالتحديد بعد فوز ترامب، وزيادة خوفهم من ارتدائهم الحجاب في المجتمع الأمريكي، بحيث تعرضن بالفعل ومازلن يتوقعن التعرض لزيادة في معدلات التحرش اللفظي أو الجسدي بهن بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية، وبسبب تصريحاته شديدة العنصرية ضد المسلمين والمهاجرين.
تقوم الأمم المتحدة الآن على حملتها السنوية لوقف العنف ضد المرأة، والتي هي هدف لجنة حقوق المرأة في الأمم المتحدة، التي تعمل على تعزيز حقوقها والحد من التمييز العنصري ضدها، ودراسة جرائم العنف الجسدي والإيذاء النفسي في المجتمعات، ولكن يبدو أن الحملة السنوية للأمم المتحدة ستختلف هذه المرة في الولايات المتحدة، حيث تقوم بها المسلمات الأمريكيات أنفسهن.
ماذا تفعل الأمريكيات المسلمات بعد فوز ترامب؟
“لماذا يتم تصنيفنا دومًا كمسلمات محجبات، ولماذا يتم تصويرنا دومًا بأننا إما إرهابيين أو صالحين؟، لماذا لا يصورنا الإعلام على أننا أمريكيون عاديون!، لا أحب أن يكون حجابي هو تصنيفي في المجتمع، لماذا لا يعتبروننا مجرد مواطنين عاديين؟
كانت تلك استجابة “جينيا” طالبة قسم الدعاية والإعلان في جامعة سيتي في نيويورك أثناء حديثها في هذا التقرير الخاص بمقابلة العديد من النساء الأمريكيات وسؤالهم حول رؤيتهم لمستقبلهم بعد فوز ترامب، كانت “جينيا” واحدة من ضمن الأفراد القائمين على مشروع تقديم المرأة المحجبة أو المسلمة كنموذج للمرأة الأمريكية العادية أيضًا، في محاولة لإثبات أن المجتمع الأمريكي مجتمع ديناميكي، حيث تقول “جينيا” في التقرير بأن تلك أمريكا التي عرفناها دومًا، معقدة ولكنها متكاملة، حيث تتميز بالترابط بين شبكاتها المختلفة والمتنوعة.
جينيا طالبة قسم الدعاية والإعلان في نيويورك
لا يقتصر القلق على المسلمات الأمريكيات فحسب، بل على أزواجهن وأخوتهن أيضًا، حيث يتابع ” موسامت” في التقرير بأنه يشعر بخيبة الأمل تجاه بلده الأم أمريكا، فقد ولود وتربي هناك، وهو أمريكي إلا أنه كذلك من أبناء جيل المهاجرين، حيث يقول بأنه لن يتحمل أن يدعوه الناس بالإرهابي، ولن يتحمل أن يرى أخته أو أمه يخلعن حجابهن خوفًا من الإيذاء!
تدرس “هاجر” في جامعة نيوجرسي في قسم العلوم، أشارت في التقرير إلى حبها لرياضة “اللياقة في الهواء” وهي إحدى الرياضات التي تطلب المرء أن يتعلق بأشرطة قماشية تتدلى من السقف في أوضاع رياضية معينة، إلا أنها تنزعج من تحديق رواد الصالات الرياضية إليها في كل مرة تقوم بالتمرين أثناء ارتدائها للحجاب، كما أشارت إلى حبها للسباحة، إلا أنها تمل من نظرات من في المسبح إليها التي تتقزز من ارتدائها بدلة السباحة الخاصة بالمحجبات، إلا أنها تقول بأنها تستمر في السباحة، ولا تهتم بهم، إلا أن هذا يمنع أنه لا يؤثر عليها سلبًا ولا تستمتع بالرياضة بحرية.
“هاجر” طالبة قسم العلوم في جامعة نيوجرسي
ما الذي تحتاجه المسلمات الأمريكيات بعد الانتخابات الأمريكية الأخيرة؟
ربما تبدو كلمة الحماية هي الإجابة الأكثر منطقية بالنسبة لمسلمات أمريكا في هذه الأثناء، حيث لا تأتي كلمة الحماية اعتباطًا، بل قامت العديد من الشركات والمجلات الخاصة بالنساء بتوفير حقائب أسمتها بحقائب الحماية للمرأة المسلمة، قامت مجلة “الفتاة المسلمة” الأمريكية بعرض “حقيبة دفاع الفتاة المسلمة عن نفسها” أو كما عبرت عنها بالهاشتاج التالي على إنستغرام #MuslimGirlArmy، وهي حقيبة تحتوى على بضعة معدات الدفاع عن النفس، منها رشاش الفلفل.
https://twitter.com/Mcbrownie/status/796227942422614016?ref_src=twsrc%5Etfw
“تتناقش أمي وأختي بالفعل حول مسألة استمرارهم لارتداء الحجاب أم لا في الولايات المتحدة من أجل سلامتهم”
https://twitter.com/harryonmen/status/796250292215873536?ref_src=twsrc%5Etfw
“لقد أرسلت لي أمي رسالة نصية تقول فيها بأن أتوقف عن ارتداء الحجاب بعد فوز ترامب، أمي أكثر شخصية متدينة في عائلتنا!”
لاحظت مجلة “الفتاة المسلمة” تغريدات المسلمات الأمريكيات حول خوفهن من ارتداء الحجاب بعد فوز ترامب في الانتخابات على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، فكان هدفها توفير المنتجات التي تلزم المرأة المحجبة للشعور بالأمان، حيث تحتوي الحقيبة على كيفية استخدام المرأة لتلك المعدات، حيث استخدمت المجلة عنوان “حقيبة ما بعد الانتخابات” “Post-Election Care Package” للترويج عن حملتها على موقعها الرسمي.
دروس الدفاع عن النفس: الآن للفتيات المحجبات
أصدر مكتب التحقيقات الفيدرالية الخاص بجرائم الكراهية في الولايات المتحدة تقريرًا أفاد فيه ارتفاع عدد التبليغات عن جرائم الكراهية ضد المسلمات المحجبات من 9 نوفمبر/ تشرين الثاني إلى 16 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 701 حالة، وبناءًا عليه قامت الشابة “زينب عبدالله”، 24 عامًا، بداية تدريبات الدفاع عن النفس للأمريكيات المحجبات في مدينة “شيكاغو” ضد هجوم “نزع الحجاب” الذي تتعرض إليه العديد من المسلمات الأمريكيات.
قامت “زينب” بنشر فيديوهات تصور فيها نفسها وهي تدرب الفتيات على أساليب الدفاع عن النفس على صفحتها على الفيس بوك، والتي حازت على أكثر من 4 مليون مشاهدة، حيث نشرت “زينب” على صفحتها بأن أساليب الدفاع عن النفس أصبحت أكثر أهمية من ذي قبل بالنسبة للفتاة المحجبة.
هل سنحصل على وجوه تعبيرية “Emojis” خاصة بالمحجبات في العام المقبل؟
قامت “ريوف الحمدحي”، فتاة في عمر الخامسة عشر من أصل سعودي وتعيش في برلين، بإطلاق حملة للحصول على وجوه تعبيرية خاصة بالمحجبات على مواقع التواصل الاجتماعي، فهي تقول بأنها لا تجد ما يعبر عنها من بين كل الوجوه التعبيرية، وترى أن في إضافتها إشارة للتسامح بين أطياف المجتمع المختلفة، فكما وعد “واتس اب” على سبيل المثال بتواجد وجوه تعبيرية تعبر عن أطياف المجتمع المختلفة مثل المثليين و وجوه تعبيرية للمرأة في أيقونات المرأة العاملة بشكل مختلف، لما لا يكون هناك وجوه تعبيرية تمثل الرجل والمرأة المسلمين في زيهما التقليدي أو الديني!
يبدو أن الحملة لاقت رد فعل إيجابي، ومن المحتمل إضافة الوجوه التعبيرية للمرأة المحجبة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة بحلول عام 2017، ستكون إضافة مثل تلك الأيقونات تعبيرًا يوحي بالتقدير للمجتمع الإسلامي حول العالم، كما أنها خطوة مهمة في عالم التكنولوجيا في مواجهة السياسة العنصرية التي وعد ترامب بتبنيها بعد فوزه في الانتخابات الأمريكية الأخيرة.
Creating a woman in a hijab emoji is another small step forward! 👏🏼👏🏼👏🏼 https://t.co/4qVgYnbRMX
— Τζέιμς/James 🎲 (@panja47) November 11, 2016
يعتبر إضافة وجوه تعبيرية للمرأة المحجبة خطوة متقدمة بالفعل
لا يزال المستقبل مبهمًا بخصوص مسلمي أمريكا، ولكن ما هو واضح هو القلق الذي لا ينتهي من قبل المجتمعات المسلمة في أمريكا، والذي لا يلاقيه تصريحات تطمئن في المقابل، بل على العكس، يقابل بمعدلات متزايدة من جرائم الكراهية والعنصرية ضد المسلمين، وبالأخص النساء منهن.