يتواصل التحريض الإسرائيلي ضد الفلسطينيين وما يعرف بعرب الداخل (48) منذ أن بدأت الحرائق الهائلة التي اندلعت بمناطق مختلفة في دولة الاحتلال الإسرائيلي وبعض المناطق الفلسطينية، حيث لا يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواصل الحديث عن الاتهامات للعرب والفلسطينيين والحديث عما أسماه “إرهاب الحرائق” أو “إرهاب النار”، بالرغم من عدم انتهاء التحقيقات الإسرائيلية لمعرفة الأسباب الحقيقية للحرائق.
وعلى الرغم من قول خبراء إسرائيليين بمن فيهم البروفيسور يوحاي كرمل الباحث في المناخ ومدير منطقة القدس فيما يعرف بـ”الصندوق القومي اليهودي”، بأن التغييرات المناخية العالمية هي السبب في الحرائق المتواصلة، وأن مثلها تندلع سنويًا وبأحجام أكبر في مناطق مختلفة في حوض المتوسط مثل إسبانيا والبرتغال.
السلطات الإسرائيلية تقول بدورها إن شرطتها اعتقلت عددًا من الأشخاص، لم تحدد هوياتهم، حيث ادعت الاشتباه بتورطهم بإشعال النار عمدًا بعد الحرائق التي تجتاح الكيان الإسرائيلي، وأتت على غابات ودمرت مئات المنازل وتسببت في إجلاء زهاء 80 ألف شخص من مدينة حيفا وحدها.
وقال ميكي روزنفيلد المتحدث باسم الشرطة إن 12 شخصًا اعتقلوا في أثناء محاولتهم إشعال حرائق أو الفرار من المنطقة، لكنه لم يذكر مزيدًا من التفاصيل، أما وزير الأمن الداخلي غلعاد إردان فرفع العدد إلى 13 شخصًا، وأضاف أن الذين اعتقلوا “أقليات” في تلميح إلى إنهم عرب أو فلسطينيون، وقال لإذاعة الجيش “أقرب الاحتمالات هو أن الدافع قومي”.
أما حاخام مدينة صفد الياهو شموئيل المعروف بعنصريته الشديدة وتحريضه ضد العرب، فقد أصدر فتوى أجاز فيها قتل العرب، معتمدًا في فتواه بصورة مباشرة على التحريض الذي يقوده رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
وكتب الحاخام في صفحته على موقع “فيسبوك” صباح الجمعة: “رئيس الحكومة وصف إشعال الحرائق بأنه إرهاب، وأحد مسؤولي الشاباك وصف ذلك بأنه سلاح للإبادة الجماعية، وبأعجوبة لم يحترق أشخاص أحياء لكن لا ينبغي الاعتماد على المعجزات، وبالتأكيد مسموح، بل هذه فريضة، تدنيس السبت من أجل وقف النيران ومشعليها، وإذا اقتضى الأمر، يجب إطلاق النار عليهم أيضًا”.
هذه اتهامات جدد الفلسطينيون رفضها واعتبروها تحريضية، وأكدت الحركة الإسلامية داخل أراضي 48 أن الحكومة الإسرائيلية تسعى للتغطية على فشلها في التعامل مع الحرائق التي اجتاحت عدة مواقع فيها.
وقالت الحركة إن حكومة نتنياهو تتجاهل استعداد أوساط واسعة لدى فلسطينيي الداخل لتقديم المساعدات الإنسانية واستضافة العائلات المتضررة في القرى والمدن العربية.
كما قال النائب العربي مسعود غنايم من القائمة المشتركة لصحيفة “القدس العربي”: “نتنياهو وحكومته يستغلون موجة الحرائق في البلاد لإشعال حرائق التحريض والكراهية على العرب”.
وتتصاعد هذه الاتهامات في الوقت الذي كانت طواقم الدفاع الوطني الفلسطيني التابعة للسلطة الفلسطينية تشارك في إخماد الحرائق داخل الأراضي المحتلة أمس الجمعة لـ”دواع إنسانية” بحسب الفلسطينيين، كما تشارك الأردن ومصر كدول عربية في إخماده.
إلا أن السلطات الإسرائيلية، وجهت ما أسمته “جزيل الشكر” لكل من السلطات المصرية والأردنية والفلسطينية على مساعداتهم في إخماد الحرائق المشتعلة منذ الثلاثاء الماضي، وذلك عبر تغريده نشرها حساب “إسرائيل بالعربية” على موقع تويتر.
جارك قريبك:جزيل الشكر لكل من #مصر على ارسال مروحيتين و #الأردن على اطفائيات لإخماد الحرائق #إسرائيل والسلطة الفلسطينية على 8 اطفائيات https://t.co/mv92u0Gt7i
— إسرائيل بالعربية (@IsraelArabic) November 25, 2016
يبقى السؤال هنا، هل يحاول نتنياهو وحكومته وغيرهما من قادة اليمين الإسرائيلي المتطرف التغطية على فشلهم بالتصدي لموضوع الحرائق – كما يتهمهم خصومهم – من خلال التحريض المباشر وغير المباشر على العرب والفلسطينيين، بإلقاء المسؤولية عليهم وحرف الأنظار عن فشل الحكومة الإسرائيلية، وهل (الفلسطينيون) ما زالوا يدفعون ضريبة احتلالهم منذ عقود، وما زالوا يتعرضون لأبشع الانتهاكات؟