والالتزام به وتنفيذه عن طريق صناديق الاقتراع والتصويت المشروع، وكما هو الحال في المحافظات والمناطق العراقية الأخرى التي انتخب سكانها قبل محافظة الانبار جاء الدور لأبناء هذه المحافظة لانتخاب من يرونه صالحا ومصلحا لأمور البلاد والعباد، انتخب الانباريون على اختلاف مناطقهم وتوجهاتهم مرشحين يرونهم هم بر الأمان يرومون من خلالهم العبور إلى شواطئ الطمأنينة و إلى واقع معيشي أفضل
بعد إن انتهت انتخابات مجلس محافظة الانبار بحضور المراقبين المحليين والدوليين من منظمات المجتمع المدني والدولي يلاحظ الجميع إن هذه الانتخابات مختلفة بأمور كثيرة منها؛ ائتلافات و إحتلافات جديدة بين الدين والسياسة وقوة العشائر، وبهذه القوى المشتركة التي كان نتاجها مشاركة شعبية واسعة لعموم المرشحين والناخبين على اختلاف توجهاتهم ومعتقداتهم تجمعهم الثوابت القانونية وإرادة وطنية خالصة ومخلصة للمحافظة بشكل خاص وللعراق بشكل عام، وليس هذا فحسب ففي هذه المحافظة التي شهدت أول انطلاقة للاعتصام العراقي وللتظاهر السلمي كان من الصعب بمكان اجراء هذه الانتخابات ولهذا السبب تم تأجيلها لأكثر من مرة ولا كثر من سبب، ومن أبرز ما يطمح إليه الموطن البسيط والسياسي النشيط في محافظة الانبار هو؛ توثيق ألمسيره والاستمرار بإدارة شؤونها الكاملة لكل الأطياف والكيانات وعلى اختلاف المعتقدات والاتجاهات ألسياسيه والدينية والعشائرية ولعموم ألمساحه ألعراقيه بشكل عام وعلى مستوى محافظة الانبار بشكل خاص، و كذلك إلى تشخيص الخلل وخاصة لما يتمتع به المرشح في الانتخابات من ثقة وكفاءة عالية بما يعزز انتمائه للعراق وخدمة مواطنيه الذين انتخبوه وأوصلوه إلى السلطة التشريعية في مجلس المحافظة
وبعد طول انتظار لأهالي المحافظة انتخب المرشحين لهذا لمجلس محافظة الانبار رئيسا لهم ومحافظا جديدا للانبار، وكان انتخاب احمد خلف الذيابي محافظا جديدا للانبار بحضور 17 عضوا من أصل 30 ، انتخاب الذيابي كان مفاجئة للجميع، لأنه لم يشارك بعملية الانتخابات التي تم الاقتراع عليها من قبل المواطنين قبل اشهر، الأمر الذي اثأر الإعجاب والدهشة والاستغراب في الكثير من الأوساط على مستوى المحافظة بشكل خاص وعلى مستوى العراق بشكل عام، يذكر إن المحافظ الجديد هو احد ابرز قادة الاعتصام ومنظمي الحراك الشعبي في هذه المحافظة من أيامه الأولى، وعن رئيس مجلس المحافظة فانه كان من نصيب كتلة “الحل” متوليا له صباح كرحوت الحلبوسي من ائتلاف الانبار الوطني رئيسا لمجلس المحافظة
يتمتع الكثير من المرشحين والمنتخبين لمجلس المحافظة الجديد بكفاءة عالية ووطنية واثقة بحيث لا يحتاج الكثير منهم لأشياء كثيرة ليبرزوا مكانتهم وتبوئهم بالفوز بل يكفيهم قوة الطرح والطموح الصادق والأمين وما يقدمه من برامج الإصلاح الاقتصادي والسياسي والاجتماعي لتوثيق الصلة داخل مؤسسات المحافظة المختلفة والعمل لخدمة الوطن والمواطن البسيط في مدن المحافظة المختلفة
الحكومة ألمحليه ألممثل لأبناء المحافظة بأعضاء مجلس محافظتهم المنتخبين من قبل أبناء محافظة الانبار وبأصواتهم، ومن هنا يبدأ دور العضو في هذا المجلس و بوعوده في التطبيق والتنفيذ هو ما يطمح إليه المواطن البسيط في هذه المحافظة، وبثمرة جهود أعضاء المجلس ألدستوريه يأمل المواطنين بالعيش الكريم بعيدا المحاصصه لحسابات ومعادلات ضيقة الافق، ومهما كانت نتائج صناديق الاقتراع يركز المواطنون في المحافظة على اختلاف مبادئهم و اهتماماتهم وبعيدا عن الكلام العاطفي والوعود الفارغة على العمل لتوثيق القدرات والإمكانيات ألوطنيه وبرؤية واضحة وفكر وطني عاقل وحر، و في عصر
“الديمقراطية” يكون دور المواطن وارتباطه ارتباط وثيقاً بمختلف الاممور الجارية من حوله وهو يدرك تماما صيانة الدستور لتلك الوثيقة ألوطنيه التي تعبر عن إرادة الشعب ونظامه الديمقراطي، والذي تحقق وجاء بحكومة جديدة كما رسمها أبناء الشعب من خلال صناديق الاقتراع. المواطنون ورجال السياسة يأملوا ويقولون؛ “الآن يجب على أعضاء مجلس المحافظة المنتخبين إن يضعوا في أولويات أمورهم مصلحة مواطنيهم بعد أن حملوهم الإمانه وفضلوهم على الكثير من المرشحين لهذه المناصب، وان يعملوا بإخلاص وبروح الامانه لرفع و حماية سمعة محافظة الانبار وأبنائها متناسيين بذلك خلافاتهم ومشاحناتهم السياسية والدينية، وان يبذلوا الجهد والتعاون فيما بينهم، وان يكون عندهم صوت ألمصلحه ألوطنيه فوق كل الاعتبارات والمسميات”
شاعر عراقي يقول بخصوص مجلس المحافظة الجديد ويوصل لأعضاء مجلس المحافظة الجدد رسالة مفادها؛ إن مجلس المحافظ ليس سلمًا للأضواء والوجاهة، بل طريقًا إلى الحسبة الإدارية والمالية، وسبيلاً إلى الإصلاح والعمل والإبداع، لذا أقول لكم :
قد رشحوك لأمر لو فطنت له فأربأ بنفسك أن ترعى مع الهملِ