‏”المياه المشتعلة”.. في مضيق باب المندب

explosion_swift_16x9

تعرضت ناقلة تجارية إسبانية لإطلاق نار عندما تعرضت لقذيفة “آر بي جي” من قارب صغير كان قد ‏اعترض السفينة حيث تعرضت هذه الناقلة لأضرار كبيرة جداً نتيجة الهجوم. وبعد هذا الهجوم بيومين ‏فقط تعرضت ناقلة الغاز المسال “ميلاتي ساتو” التي تم إنقاذها لاحقاً من قِبل سفينة تابعة للبحرية ‏السعودية لهجوم بقذائف “آر بي جي” أيضاً. ‏

في سياق متصل حدثت عدة هجمات خلال شهر أكتوبر من هذا العام على السفن الأمريكية, في ‏منطقة باب المندب, حيث تعرضت حاملة الطائرات “يو اس اس بونس” و “يو اس اس ميسون” لهجوم ‏من المتمردين الحوثيين مما اضطر السفن الحربية الأمريكية لنشر مضاد للصواريخ ودفعها أيضاً لشن ‏ضربات بصواريخ “كروز” ضد أهداف في اليمن.
 ‏
السؤال الجوهري هو.. من المسؤول عن هذه الهجمات..؟ إن أبرز جماعة مسلحة وغير حكومية, تنشط في الأراضي اليمنية المجاورة لمضيق باب المندب, هي ‏جماعة التمرد الحوثية, التي تعارض الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً. وبالرغم من أن هذه الهجمات ‏جاءت من المناطق التي يسيطر عليها المتمردون, إلا أن هؤلاء المتمردين ينفون أية صلة لهم بهذه ‏الهجمات, ومع ذلك فإن قوات الحوثيين قد أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم الصاروخي في 1 أكتوبر ضد ‏السفينة الإماراتية “سويفت” التي أصيبت بأضرار فادحة. ‏
 
تقول شركة “الآن وشركاه” التي تعمل على تقديم خدمات استشارية في إدارة المخاطر الأمنية للأفراد ‏والشركات والوكالات” :أنه ونظراً لتشابه التكتيك ومكان وقوع هذه الهجمات فإن جماعة الحوثيين هي ‏المسؤولة عن الهجمات ضد السفن البحرية. ‏
 
المخاطر الأمنية: التهديدات بالنسبة للشحن البحري ‏

إن الآثار المترتبة على تدهور الوضع الأمني هي كبيرة جداً خاصة في واحد من أهم النقاط البحرية ‏الهامة في العالم. إن باب المندب هو أضيق مضيق بحري وهو عبارة عن 29 كيلو متراً، وتقدر قيمة ‏التجارة بين آسيا وأوروبا, التي تمر عبره ما يقارب من 700 مليار دولار سنوياً. ‏
 
قدرت إدارة معلومات الطاقة في الولايات المتحدة الأمريكية في شهر أبريل من عام 2015 بأن 4.7 ‏مليون برميل من النفط الخام والبترول مرت عبر المضيق يومياً في العام السابق. إن كل حركة المرور ‏البحرية عبر قناة السويس التي تعتبر أقصر الطرق بالنسبة للشحن الأوربي يجب أن تمر عبر مضيق ‏باب المندب للوصول إلى خليج عدن ومن ثم إلى المحيط الهندي. وقدر الشحن في شهر مارس وحدة من ‏هذا العام ما يقارب من 1.5 طن متري من الشحن في 80495 سفينة عبرت إلى قناة السويس. ‏
 
إن تهديد الأمن في مضيق باب المندب سيترتب علية عواقب اقتصادية وخيمة على التجارة العالمية, ‏والتي يمكن أن تخلق مشاكل كبيرة لكل من الأساطيل التجارية والشركات. يجب أن تكون خطوط السير ‏البحرية بعيدة عن البحر الأحمر وإن الاستمرار في عبور هذا المضيق سيترتب علية ارتفاع التكاليف ‏والعواقب الأمنية.

تهديدات الأعمال التجارية: معضلة اتخاذ طرق بديلة ‏

إن اقصر الطرق البديلة للحركة البحرية بين آسيا وأوروبا هي عبر راس الرجاء الصالح, الذي من شأنه ‏أن يضيف 3000 ميل بحري على الأقل للشحن البحري, الذي سيسبب هبوطاً في مستوى الإيرادات ‏والأرباح لشكات الشحن البحري, حتى وإن عبرت هذه السفن مضيق باب المندب فإنها ستواجه أيضاً ‏تكاليف إضافية كبيرة مثل ارتفاع أقساط التأمين والمدفوعات للموظفين للتعويض عن ارتفاع مستويات ‏المخاطر.
 ‏
يجب تضافر الجهود الدولية للقضاء على التهديدات, التي تتعرض لها السفن من قِبل المتمردين الحوثيين ‏في مضيق باب المندب خاصة مع مقدرة هذه الجماعة على التنقل في مناطق جنوب غرب اليمن. ‏
 
توصيات أمنية للملاحة التجارية 

إن شركة (أي تو-‏A2‎‏) وهي شركة تعمل على تقديم الخدمات الاستشارية في إدارة المخاطر الأمنية ‏للشركات والوكالات توصي جميع مديري الأمن البحريين والقائمين على الخدمات اللوجستية البحرية ‏اعتبار جنوب البحر الأحمر وخليج عدن منطقة غير آمنة حتى تستقر الأوضاع هناك. ‏
 
توصي الشركة جميع السفن التي تعبر المضيق باتخاذ إجراءات من شأنها تخفيف أضرار أي هجوم ‏على هذه السفن مثل زيادة سرعة السفينة عند العبور نهاراً وعلى السفن التي لا تستطيع زيادة سرعتها ‏اتخاذ طريقاً آخر, أيضاً يجب الاتصال مع القوات البحرية الدولية المتواجدة في المنطقة خلال جميع ‏الأوقات وتدريب طاقم هذه السفن على الإجراءات التي يجب اتخاذها أثناء حدوث اي هجوم صاروخي ‏أو بقذائف “آر بي جي” أو حتى بالأسلحة الخفيفة. ‏
 
توصي شركة “أي تو” أيضاً الجهات الأمنية البحرية بالنظر في الاستشارات التي ذكرتها والاستعداد ‏لمزيد من التدهور الأمني في مضيق باب المندب. ‏
 
على ما يبدو أن الوضع في مضيق باب المندب في ازدياد مما سيعرض السفن البحرية التجارة والمدنية ‏للخطر. مع تواجد هذه التهديدات يجب على شركات الشحن البحري إعادة النظر في الفوائد التي تجنيها ‏من مرورها عبر مضيق باب المندب أو تحويل سيرها عبر السواحل الإفريقية تجنباً لأي تهديدات ‏محتملة من المتمردين. ‏

المصدر: مارتين إكسكيوتف / ترجمة مسند للأنباء