يتعامل ترامب مع جدول الإحاطة الاستخباراتي حتى الآن باستهتار شديد، ويُعطي أولوية وقته من أجل العمل لأجل تشكيل حكومته، ففريق محللي الاستخبارات المعدين خصيصًا لتقديم الإحاطات اليومية بشأن التطورات العالمية والتهديدات الأمنية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاحظوا في أول أسبوعين بعد فوزه، أنه لا يتلقى الإفادات الاستخباراتية منهم بشكل منتظم وفق ما جاء في صحيفة واشنطن بوست.
حيث استقبل ترامب إفادتين سريتين من الاستخبارات منذ فوزه في الانتخابات في وقت سابق من هذا الشهر، وهو ما علق عليه مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون بأنه معدل منخفض -حتى الآن على الأقل- مقارنةً بأسلافه من الرؤوساء.
على النقيض من ذلك، خصص نائبه المنتخب مايك بنس؛ وقتًا يوميًا منذ الانتخابات لمتابعة إفادات الاستخبارات.
لا يكترث بتقارير الاستخبارات الأمريكية
انخراط ترامب المحدود مع فريق الإحاطة الاستخباراتية بعد دليلًا على عدم اكتراث الرئيس المنتخب الذي لم يخض تجربة بناءة تتعلق بقضايا الأمن القومي، كما أظهر مرارًا أثناء حملته الانتخابية رفضه لقدرات وكالات الاستخبارات الأميركية ونتائجها.
موجز الرئيس اليومي هو وثيقة سرية تهدف إلى تقديم ملخص لأهم التطورات الأمنية والقضايا الرئيسية من جميع وكالات الاستخبارات الأميركية الست عشرة
وعلى العكس من ذلك يرى الجمهوريون في مجلس النواب أن ترامب يكرس اهتمامًا كبيرًا لقضايا الأمن، حتى مع انشغاله بتشكيل حكومته.
بينما يؤكد مسؤولون إن ترامب تسلم موجزًا مبدئيًا في الأيام الأولى من فوزه، كما شارك في جلسة مع مجموعة من كبار محللي الاستخبارات الأميركية في نيويورك، قبل أن يغادر إلى فلوريدا في عطلة عيد الشكر، لكنه أعرض عن بعض فرص الحصول على الإفادات الاستخباراتية الأخرى.
الجدير بالذكر أن موجز الرئيس اليومي هو وثيقة سرية تهدف إلى تقديم ملخص لأهم التطورات الأمنية والقضايا الرئيسية من جميع وكالات الاستخبارات الأميركية الست عشرة، فضلًا عن آخر التحديثات الخاصة بالبرامج التي تديرها وكالة الاستخبارات المركزية خارج البلاد، ويتم تقديمها للرئاسة عادة كل صباح من قبل محللين استخباراتيين رفيعي المستوى يُختارون بعناية تبعًا لخبراتهم وتجاربهم.
أوباما كان مستهلكًا شرهًا لمعلومات الاستخبارات الأميركية
وعلى مر العقود كانت هذه البيانات الموجزة تُعد بعناية، وتقدم إلى الرؤساء المنتخبين قبل اليوم المحدد للقسم الرئاسي، وذلك من أجل تعميق فهمهم للتطورات الخارجية.
كيف كان يتعامل الرؤساء السابقين مع هذه المعلومات؟
الرؤساء المنتخبون تباينوا إزاء طرق تلقيهم لهذه البيانات في الولايات المتحدة الأمريكية من حيث التوقيت والكيفية التي يتم بها تسليمها إليهم، ولكن هناك شبه إجماع في الدوائر الاستخباراتية الأمريكية أن ترامب هو أقلهم تلقيًا لها في هذه المرحلة.
فريق الاستخبارات إبان عهد أوباما تحدثت بأن أوباما كان مستهلكًا شرهًا لمعلومات الاستخبارات الأميركية، خاصة فيما يتعلق بمشروع إيران النووي، وهجمات الطائرات بدون طيار على دولة باكستان.
أما عن الرئيس الجمهوري الأسبق جورج دبليو بوش، فقد تأخر تسلمه لأول بيان موجز حتى الخامس من ديسمبر نتيجة إعادة رصد الانتخابات في ولاية فلوريدا، ولكن بوش الذي خدم والده في الاستخبارات الأميركية؛ طلب الحصول على البيانات الموجزة للأيام المتبقية من الفترة الانتقالية.
وقبله الرئيس بيل كلينتون تلقى أول موجز له بعد الانتخابات في الثالث عشر من نوفمبر عام 1992، أي بعد 10 أيام من انتخابه رئيسًا، وبعدها تلقى البيانات بصورة يومية خلال معظم أيام عمله لبقية الفترة الانتقالية في مدينة ليتل روك.
جدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون كان أول رئيس تُقدم إليه البيانات الرئاسية الموجزة بعد فوزه في انتخابات 1968، لكنه يشترك مع ترامب ربما في مسألة ازدراء وعدواة الاستخبارات الأمريكية، حيث عُرف عنه في الأوساط الاستخباراتية الأمريكية بأنه أحد أشد الرؤساء الأمريكيين المنتخبين عداوة لمحللي وكالة الاستخبارات الأمريكية.