أعرب رئيس قسم الاستخبارات في جيش دولة الاحتلال الإسرائيلي، هرتسي هليفي، عن تفاؤله بشأن تطور العلاقات بين الجانب الإسرائيلي ودول عربية مثل السعودية والإمارات، حيث قال المسؤول العسكري الإسرائيلي: “لدينا نحن والدول السنية مصالح مشتركة، هذه هي الفرصة الكبيرة بالنسبة لإسرائيل خلال السنوات المقبلة”
وفيما يخص الشأن التركي ومستقبل العلاقات مع أنقرة، قال هليفي: “يحظر على إسرائيل إظهار تحمس بالغ لتسخين العلاقات مع أنقرة، نحن نواجه عملية تطرف ديني في تركيا”.
كما حذر المسؤول الإسرائيلي خلال مشاركته في اجتماع مغلق عقد في جامعة تل أبيب الأحد، بعيدًا عن عدسات الكاميرات والإعلام، من خطر انهيار السلطة الفلسطينية عام 2017.
ونقلت صحيفة هآرتس العبرية، عن هليفي قوله إن تقويض مكانة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، من شأنه أن يقود لانهيار السلطة وعدم الاستقرار في الضفة الغربية، وأشار إلى أن “سنة 2017 ستكون غير مستقرة في السلطة الفلسطينية، وسيكون هناك الكثير من الجهات التي ستعترض على قيادة محمود عباس، وسترغب حماس بتحقيق إنجازات أمامه، وسيؤدي ذلك إلى واقع مليء بالتحديات في الضفة الغربية“.
واقع العلاقات الإسرائيلية العربية
تشهد العلاقات الإسرائيلية العربية واحدة من أزهى فتراتها من حيث تقارب وجهات النظر، وتصاعد التطبيع مع الأنظمة العربية الكبرى لا سيما في القاهرة والرياض، وتوقع استخبارات الجيش الإسرائيلي لا يبعد كثيرًا عن الواقع الحالي.
وبدأب شديد يواصل الاحتلال الإسرائيلي تطوير علاقاته بالدول الخليجية مستخدمًا كل الأساليب الممكنة سواء إنشاء دبلوماسيات له في الدول الخليجية أو جر الخليجيين نحو التطبيع بالأساليب الترفيهية كالمباريات وغيرها، متجاهلا غضبة الشعوب على حكامها، مسربًا التقارير والتصريحات التي تفضح العلاقات “الخليجية الإسرائيلة” التي دوما ما تنفيها الحكومات وتتستر عليها وتخشى من خروجها للعلن في حين تفضحها إسرائيل وتتباهي بها كإنجاز يحسب لاستخباراتها ودبلوماسياتها.
وما بين المزاعم الإسرائيلية والنفي الخليجي أفرزت العلاقات الخليجية الإسرائيلية، وما سبقها إنشاء سفارات رسمية لإسرائيل في بعض البلدان، وإقامة مكاتب تمثيلية ذات علاقات اقتصادية وسياحية، لكن مع تسارع وتيرة الأحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة اتخذت العلاقات منحى سري.
وقد زعم تقرير بثته القناة العاشرة الإسرائيلية، أن الاحتلال الإسرائيلي يمتلك علاقات “سوبر” مع دول الخليج ومصر. وتحدث عن زيارة بعثة إسرائيلية لدول الخليج، وأن “إسرائيل” ترتبط بعلاقات مع النواب في مصر، وليس فقط الإعلامي المصري المحسوب على سلطات الانقلاب توفيق عكاشة الذي استقبل السفير الإسرائيلي في منزله.
وزعم المختص في الشؤون العسكرية في القناة ألون بن دافيد، أن “العلاقات الاستراتيجية بين إسرائيل من جهة، ودول الخليج ومصر من الجهة الأخرى، تهدف لمواجهة المحور الشيعي والمقصود هنا إيران، ملمحا إلى وجود ما “يشبه الحلف الوثيق ما بين مصر ودول الخليج وإسرائيل لموجهة التطرف الإسلامي السني والشيعي في المنطقة”، بحسب قوله.
الاحتلال الإسرائيلي ومحمود عباس
إسرائيل تبدي اهتمامًا كبيرًا بمصير الرئاسة الفلسطينية فيما بعد «محمود عباس» البالغ من العمر 81 عامًا، ولم يُعيّن نائبًا له، ولا تبدو أن الأوضاع السياسية ستكون مُستقرة بعده، بما يسمح لإجراء انتخابات رئاسية.
وفي الوقت الذي ينشغل فيه عباس بمواجهة تحديات حركة التحرير الفلسطيني (فتح)، وتدخلات دول عربية تسعى إلى عزله، تنشغل إسرائيل بالإعداد لمرحلة ما بعد محمود عباس، ويحكمها في ذلك توجسها الأمني.
وتعتبر إسرائيل الضفة الغربية الآن في حالة انفجار داخلي بطيء، وتتوقع أن الانفجار الكبير سيكون مع انتهاء مرحلة عباس.
حملت الأخبارالإعلامية الأخيرة، قرار يقضي بتشكيل فريق إسرائيلي يدرس مرحلة ما بعد عباس، مهمة هذه الفريق بالتحديد وضع الخطط والاستعدادات التي على إسرائيل أخذها في الاعتبار لمرحلة ما بعد عباس.
ويقول المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، إن: “إسرائيل لن تقوم بخطوات فعالة، ولن تتدخل في عملية انتقال السلطة، ولكن عليها أن تستعد لعدة سيناريوهات، بينها اندلاع مواجهات فلسطينية فلسطينية عنيفة، باعتبار أن العد التنازلي لولاية عباس في السلطة قد بدأ”.