في مقالنا السابق تحدثنا عن خيارات دحلان ما بعد المؤتمر السابع، وتحدثنا عن أربعة سيناريوهات كانت على النحو التالي:
السيناريو الأول: بناء استراتيجية إعلامية لمهاجمة مخرجات المؤتمر السابع على صعيدي البرنامج والاشخاص وصولاً لخلق رأي عام فتحاوي وفلسطيني رافض لهذا المؤتمر ولنتائجه.
السيناريو الثاني: عقد مؤتمر فتحاوي موازٍ ومؤسسات تنظيمية موازية تنتخب دحلان رئيسًا لها كمدخل لتحقيق السيناريو الثالث.
السيناريو الثالث: إجراء اتصالات مع حركة حماس وباقي مكونات النظام السياسي الفلسطيني والتوافق معهم على أفكار تتمثل في امتلاك زمام المبادرة مثل:
• الدعوة لعقد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية يشارك فيه دحلان كرئيس لحركة فتح ويتم الدعوة لعقد مجلس وطني فلسطيني تحتضنه القاهرة وينتخب مجلسًا مركزيًا ولجنة تنفيذية جديدة، ولو وافقت حركة حماس وبعض فصائل اليسار من الممكن أن يتحقق النصاب القانوني.
• التوافق مع حركة حماس لتشكيل إدارة مشتركة في قطاع غزة وتفعيل المجلس التشريعي الفلسطيني، ويبدأ فعليًا تطبيق توصيات مؤتمرات عين السخنة.
السيناريو الرابع: بقاء الوضع على ما هو عليه قبل إجراء المؤتمر السابع مع زيادة وتيرة العمل الاجتماعي والإنساني الذي تقوده زوجته جليلة دحلان وانتظار أن يحدث تغير ما يخدم عودة محمد دحلان لفتح.
في مقالنا هذا سنتحدث عن خيارات أو سيناريوهات الرئيس محمود عباس ما بعد المؤتمر السابع على النحو التالي:
1. سيناريو بقاء الوضع الراهن على ما هو عليه، بمعنى أن الرئيس عباس سيبقى يناور في ملفات عدة دون أن يقدم أي تنازل لأي طرف داخلي على مستوى المصالحة مع حماس أو دحلان، أو خارجي على مستوى عملية السلام، وقد تبرز المقاومة الذكية التي تحدث عنها عضو مركزية فتح محمد شتية ضمن هذا السيناريو الذي يهدف لكسب مزيد من الوقت يتم خلالها سد الثغرات وملء الشواغر في كل المناصب السيادية داخل السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير وحركة فتح.
2. سيناريو الذهاب للمصالحة الوطنية عبر تقديم بعض التنازلات في الملفات العالقة ويشكل الرئيس حكومة وحدة وطنية بمشاركة حماس وهذا سيمنح الرئيس قوة سياسية ودبلوماسية وقانونية تبرزه كقائد لكل الشعب الفلسطيني، وهذا السيناريو سيكون كإغلاق ما تبقى من فرص للنائب محمد دحلان، بل سيصبح أنصار دحلان هدفًا للحكومة الجديدة.
3. سيناريو قبول شروط الرباعية العربية المطالبة بعودة النائب محمد دحلان لحركة فتح، ولكن ستكون عودة دحلان حينها دون أي مسميات قيادية، وهذا سيعقد فرص تحقيق طموحات دحلان السياسية.
4. السيناريو العقلاني ويتمثل في المصالحة مع دحلان ومع حماس وتوحيد النظام السياسي الفلسطيني والإعلان عن انطلاق مرحلة نضالية جديدة سلمية ومسلحة ضد الاحتلال الصهيوني.
الخلاصة
حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” تعاني من عدة أمراض، فإما أن يكون المؤتمر السابع هو البلسم الذي تتعافى بعده حركة فتح وتعود لريادتها ومكانتها في المعادلة السياسية وهذا لن يتم طالما الحركة بقيت بعيدة عن تبني وتطبيق مبدأ الكفاح المسلح، أو أن يقوم المؤتمر السابع الذي يعقد مصادفةً في ذكرى قرار التقسيم، بتقسيم حركة فتح، فتدخل الحركة في غيبوبة أو موت سريري نتيجة هذا الانقسام وهذا سينعكس سلبًا على النظام السياسي الفلسطيني، ولذلك ما يتمناه شعبنا أن تخرج فتح من مؤتمرها أكثر قوة وتماسكًا ووحدة، وأن تعود البوصلة لمسارها الصحيح.