يُعقد اليوم الأربعاء 30 من نوفمبر اجتماع منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) في فيينا، إذ سيوصف هذا اليوم بالتاريخي على مستوى أوبك وعلى مستوى الأسواق النفطية في حال اتخذت الدول الأعضاء قرارًا بشأن خفض الإنتاج للسيطرة على تخمة المعروض، فقرار تجميد الإنتاج عند 32.5 مليون برميل يوميًا الذي توصلت إليه الدول الأعضاء في اجتماع الجزائر سبتمبر/ أيلول الماضي وصف في ذلك الوقت بـ”التاريخي” فكيف بخفض الإنتاج اليوم!
أهمية القرار بتخفيض الإنتاج نابعة من توصل الدول الأعضاء لحل عجزوا عنه طول السنوات الماضية كلفت الدول المنتجة خسائر فادحة بسبب انخفاض أسعار النفط بنسبة النصف تقريبًا منذ منتصف العام 2014.
نتيجة هكذا قرار ستؤدي إلى رفع معنويات المستثمرين ودفعة إيجابية للأسواق وعودة التوازن لها وبالتالي ارتفاع أسعار النفط العالمية بالتدريج، وفي حال حصل العكس في الاجتماع فإن موجة إحباط ستنتشر في الأسواق تؤدي إلى هبوط الأسعار بشكل قد يعيد للأذهان مرحلة الهبوط دون 30 دولارًا للبرميل.
الأسواق بانتظار نتيجة الاجتماع
مع كل تصريح يخرج من وزراء الدول الأعضاء تضطرب أسواق النفط متفاعلة مع الأخبار، وستبقى هكذا حتى يخرج الوزراء من الاجتماع حاملين نتيجته، فإما أن تبدأ أسعار النفط رحلة صعود وإما رحلة هبوط.
وفي أحدث إشارات من أعضاء أوبك بشأن الاجتماع أعرب وزير النفط الإيراني بيغن زنكنة في تصريح نقلته رويترز عن تفاؤله بشأن التوصل اليوم لاتفاق تهدأ معه موجة انخفاض أسعار النفط، وعزز هذا التصريح قول وزير النفط العراقي إن المنظمة ستتوصل إلى اتفاق بشأن الإنتاج في اجتماع اليوم.
السعودية تقول إنها مستعدة لخفض إنتاجها بمقدار نصف مليون برميل يوميًا فقط من المستوى الحالي البالغ نحو 10.5 ملايين برميل يوميًا
وعلى وقع هذا التصريح ارتفعت أسعار النفط الخام منذ بداية تعاملات اليوم الأربعاء في المعاملات الآجلة بنسبة 2% إلى 47.40 دولارًا للبرميل، كما ارتفع خام غرب تكساس إلى 45.52 وارتفع الخام الأمريكي أيضًا إلى نحو 46.50 دولارًا للبرميل علمًا أنه تذبذب في اليومين الماضيين منخفضًا بواقع 4% على وقع خلافات بين إيران والسعودية والعراق بشأن تفاصيل الخفض المرتقب في الإنتاج.
وقد يقف هذا الخلاف عائقًا دون اتخاذ أوبك لقرار خفض الإنتاج، ففي الوقت الذي أعلنت إيران أمس الثلاثاء نيتها إبقاء الإنتاج عند المستوى الذي حدده اجتماع الجزائر إلا أن مصدرًا في أوبك قال إن إيران أرسلت رسالة للمنظمة تدعو فيها السعودية لتخفيض إنتاجها النفطي إلى نحو 9.5 مليون برميل يوميًا.
من جهتها السعودية قالت في وقت سابق إنها مستعدة لخفض إنتاجها بمقدار نصف مليون برميل يوميًا فقط من المستوى الحالي البالغ نحو 10.5 ملايين برميل يوميًا.
يذكر أن وزير النفط السعودي خالد الفالح ذكر في الأسبوع الماضي أن السوق النفطية ستعيد تصحيح نفسها في العام المقبل 2017 بغض النظر عن تدخل أوبك في اجتماع اليوم، وهي علامة أن فشل الاجتماع لن يؤثر على الأسواق كثيرًا، إذ أشار أن الأسواق ستتعافى وبشكل تدريجي العام المقبل.
عوامل أخرى قد تحول دون تحقيق النتيجة المرجوة من الاجتماع مثل تمسك العديد من الدول الأخرى مثل ليبيا بالاستثناء من قرار خفض الإنتاج أو تثبيته بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة وإعلان روسيا أنها لن تشارك في اجتماع أوبك اليوم وتأرجح القرار العراقي بين عدم القدرة على تخفيض الإنتاج بسبب الأوضاع الاقتصادية ومحاربة داعش وتصريحات العبادي أن العراق مستعد للالتزام بقرارات أوبك وتثبيت الإنتاج.
لكنه عاود وطالب يوم الأحد الماضي في البرلمان بمطالبة أوبك باستثناء بغداد من اتفاق خفض الإنتاج الذي تسعى الدول للاتفاق بشأنه، وقال رئيس لجنة النفط والطاقة العراقي في البرلمان إن أوبك ينبغي أن تراعي ظروف العراق خلال دعوتها لخفض الإنتاج.
إيران أرسلت رسالة لأوبك تدعو فيها السعودية لتخفيض إنتاجها النفطي إلى نحو 9.5 مليون برميل يوميًا
بينما أعلن وزراء الطاقة والنفط لدول الإمارات ونيجيريا والجزائر وأمين عام أوبك قبيل الاجتماع أنهم متفائلون باتفاق خلال اجتماع اليوم في فيينا، ما أعطى دفعًا لأسعار النفط للصعود بعد هذه التصريحات الإيجابية.
الساعات المقبلة ستحمل مفاجآت لسعر برميل النفط وفي حال نجاح الاجتماع بخفض الإنتاج فإن الأسعار سترتفع فوق 50 دولارًا للبرميل وفي حال فشل الاجتماع سينخفض السعر إلى دون 45 دولارًا وتدخل الأسعار قناة هبوطية جديدة قد لا تخرج منها إلا إذا توافرت ظروف جديدة، اتفاق جديد أو انخفاض في المخزونات أو حصول كارثة ما في إحدى الدول المنتجة للنفط الخام.