إسرائيل: أمريكا على علم بالاستيطان ولا يعنينا موقفها

قال وزير الإسكان الإسرائيلي أوري أريئيل أن “الإعلان الأخير عن عطاءات البناء في مستوطنات الضفة الغربية والقدس جاء بالتنسيق مع وزير الخارجية الأمريكية جون كيري”، مضيفا في نفس التصريح الذي نقلته الإذاعة الإسرائيلية العامة في وقت متأخر من ليلة أمس الاثنين: “حتى لو لم تعجب هذه العطاءات الولايات المتحدة، فإن البناء الاستيطاني سيتواصل، فالولايات المتحدة هي الحليف الأكبر لإسرائيل، لكن هذا لا يعني أن كافة تصرفاتها تعجبنا”.
وتأتي تصريحات أوري أريئيل بعد أيام من إعلان وزارته عن بناء أكثر من 1800 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية وفي مدينة القدس، وهو الأمر الذي واجه استنكارًا من قبل الاتحاد الأوروبي، حيث قالت كاثرين آشتون الممثلة العليا للسياسية الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي: “أثار الإعلان الأخير للسلطات الإسرائيلية مواصلة برامج الاستيطان في الضفة الغربية وفي القدس الشرقية قلقي الشديد”، مضيفة أن: “المستوطنات غير شرعية بموجب القانون الدولي وهي تشكل عقبة أمام السلام ويمكن أن تحول دون تطبيق حل الدولتين”.
ورغم تأكيد السلطات الإسرائيلية على علم كيري بهذه القرارات الاستيطانية، قال صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية: “الحكومة الإسرائيلية تؤكد أن خيارها أولاً وأخيرًا هو المستوطنات والإملاءات وليس السلام والمفاوضات، وهي بذلك ترسل رسالة قوية لكيري لوقف جهوده السلمية فيما يتعلق بتحقيق مبدأ الدولتين، وتؤكد على تمسّكها وبإصرار بنظام الابرثايد (الفصل العنصري)”.
وفي نفس السياق، قالت حركة “السلام الآن” الإسرائيلية المناهضة للاستيطان، أن العطاءات الاستيطانية الجديدة مؤشر على أن حكومة بنيامين نتنياهو غير معنية بالسلام، مشيرة إلى أن “الحكومة الإسرائيلية طرحت عطاءات لبناء 5 آلاف و349 وحدة استيطانية منذ بدء المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في شهر يوليو الماضي”.
ومن جهة قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، إن قرارت الحكومة الإسرائيلية الأخيرة حول عطاءات جديدة للاستيطان “تأتي على النقيض من الجهود التي يبذلها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ولا يجوز أن تكون هناك أية عطاءات جديدة”، وأضاف، عقب اجتماعه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس: “سأتحدث في ذلك خلال اجتماعي مع وزير الخارجية الإسرائيلي لاحقًا”.

لقاء وزير الخارجية الألماني بالرئيس الفلسطيني محمود عباس
وأوضح شتاينماير أن المرحلة الحالية من المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية “حساسة ومهمة وسيتم خلالها اتخاذ قرارات هامة”، مشيرا إلى دعم بلاده للجهود الأمريكية لتحقيق السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، قائلا: “كما أننا لا نقلل من الظروف الصعبة التي تمر بها المفاوضات بين الجانبين للوصول إلى اتفاق يلبي طموحات المواطنين”، مطالبًا الطرفين بإبداء المرونة والسعي من أجل حلول وسط، ليكون النجاح حليف هذه المفاوضات وللوصول إلى اتفاق سلام.