ترجمة وتحرير نون بوست
لقد اعتبر المرشح الرئاسي فرانسوا فيون، الإسلام مشكلة تستوجب اتخاذ إجراءات صارمة من بينها التشديد على قوانين الهجرة، كما صرح أن الموجات الاستعمارية التي تحكمت من خلالها بلاده بحرية في كيان الشعوب، كانت بمثابة مشاركة للثقافة الفرنسية مع الدول المستعمرة.
وفي يوم الأحد الماضي، فاز فيون بنتيجة ساحقة في الانتخابات التمهيدية عن الحزب الجمهوري، مما خول له الترشح للانتخابات الرئاسية، وتجدر الإشارة إلى أن رئيس الوزراء الفرنسي السابق فيون، فاز تقريبًا بثلثي الأصوات في المناظرة التي جمعته مع آلان جوبيه، كما أنه على أبواب الفوز على زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة مارين لوبان.
واعتبر المحرر في صحيفة ليبيراسيون الفرنسية لورون جوفريان، أن حزب اليمين والوسط الجمهوري يخبئ في جعبته “واعظًا سوداويًا” من المنتمين إلى الكاثوليكية “العدوانية” وهو ما يجسده فيون، خاصة بعدما تعهد باتخاذ عديد من التدابير والإجراءات الصارمة ضد المهاجرين والمسلمين في فرنسا، ونوه جوفريان إلى حقيقة أن سياسة فيون تمثل عداءً للإسلام السياسي.
فما الذي يمكن أن يتوقعه الفرنسيون من فيون بعيد الانتخابات؟
قام المرشح الرئاسي في كتابه “ضرب شمولية الإسلام”، الذي نشر في تشرين الأول/ نوفمبر، بكتابة هذه الكلمات “لا ليس هناك مشكلة دينية في فرنسا، نعم هناك مشكلة مرتبطة بالإسلام”.
وصرح المحرر في صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، إفان ريوفال، أن ترشح فيون للانتخابات الرئاسية سيكون بمثابة النقطة الفاصلة ونهاية حقبة “الإسلام السياسي” إذ إن نجاح فيون سيحرره من المبادئ المزيفة لليمين وقبوله للإسلام السياسي.
Fin d'une époque: le clair succès de #Fillon l'invite à se libérer de la fausse droite centriste soumise à l'islam politique #PrimaireDroite
— Ivan Rioufol ن (@ivanrioufol) November 27, 2016
نهاية حقبة تاريخية: نجاح فيون في الانتخابات بمكانة دعوة له ليتحرر من القيود المزيفة لليمين الوسطي التي تجبره على قبول الإسلام السياسي
وقال عضو مجلس المدينة لمنطقة سين سان دوني بباريس مجيد مسعودي، إن فيون يعتزم أن يجعل من ظاهرة الإسلاموفوبيا برنامجًا معتمدًا في الحكومة، وفي نفس السياق، أفاد مدير مجموعة الاقتراع في المعهد الفرنسي للرأي العام، جيروم فوركي، أن السبب الرئيسي الذي يقف وراء شعبية فيون هو آرائه العنصرية بشأن الإسلام.
Fillon ou l''islamophobie comme programme pic.twitter.com/VcKppLoo8z
— Madjid Messaoudene 🇵🇸 (@MadjidFalastine) November 21, 2016
فيون أو الإسلاموفوبيا كبرنامج: لماذا يقوم فيون بمهاجمة الإسلام: عالق بين ساركوزي وجوبيه، رئيس الوزراء السابق يتمادى في التهجم على الإسلام من خلال كتابه الجديد “ضرب شمولية الإسلام
وفي آب/ أغسطس، صرح فيون مدافعًا عن تاريخ فرنسا الاستعماري قائلاً: “لا يمكن اعتبار فرنسا مذنبة لمجرد رغبتها في تقاسم ثقافتها مع شعوب إفريقيا وآسيا وأمريكا الشمالية”، كانت أفكار فيون فيما يتعلق بقضية المهاجرين واضحة من خلال برنامجه الانتخابي، حيث ذكّر فيه بضرورة استرجاع السيطرة على موضوع الهجرة، عن طريق إدخال فصل جديد في الدستور من شأنه أن يحدد الشروط التي يتم على إثرها قبول طلبات الهجرة، من ذلك القدرة على استيعاب المهاجرين وتوفير مساكن لهم مع ضمان دمجهم داخل المجتمع والثقافة الفرنسية.
وتعقيبًا على تصريحات فيون، قال المحرر من موقع “ميدل إيست آي” براح ميكائيل: “سياسة فيون فيما يتعلق بقضية الهجرة تتداخل بشكل واضح مع الجبهة الوطنية، كما أن مقترحه يشير إلى أن فرنسا لن تستقبل المهاجرين ولن ترحب بهم إلا بعد أن يسمح البرلمان بذلك انطلاقًا من الشروط التي حددها”.
والجدير بالذكر أنه انطلاقًا من هذه التغيرات الجذرية، سيتم إعادة صياغة نظام اللجوء الذي سيكون أكثر صرامة مع كل الأشخاص الذين رفضت طلبات لجوئهم، على غرار الجنسية الفرنسية التي لن تُمنح سوى لأولئك الذين تمكنوا من تجاوز اختباري التكامل والاندماج بنجاح.
وعلاوة على كل ذلك، فإن فيون قد يجيز إجراء إحصاءات من شأنها أن تحدد أصول المهاجرين، فهذه الخطوة قد أحجمت السلطات الفرنسية عن القيام بها لما تمثله من خطر وانتهاك لحريات المهاجرين على حد تعبير منظمات مكافحة العنصرية.
ولن تتوقف إجراءات فيون التعسفية عند هذا الحد، وحتى يضمن أن الهجرة لن تمثل عبئًا ثقيلاً بعد الآن على الحكومة الفرنسية، يخطط المرشح الرئاسي للحد من حجم المساعدات التي تقدم للأجانب الذين لم يحصلوا بعد على الإقامة لمدة عامين بالإضافة إلى تعويض برنامج الرعاية الصحية المجانية ببرنامج ينص على أن الإعفاء من مصاريف المستشفى يتم فقط في حالات الطوارئ والحالات الخطيرة جدًا.
وفي حين غياب أي مرشح اشتراكي على ساحة الانتخابات لمنصب الرئيس الجديد لفرنسا، فإنه من الطبيعي أن يقود السباق ممثلون عن أحزاب مناهضة للمهاجرين والإسلام على حد سواء، مثل المرشحة مارين لوبان، ومع تقدم فيون في السباق، فإن الوضع بات أكثر وضوحًا فيما يتعلق بقضيتي الهجرة والإسلام.
المصدر: ميدل إيست آي