جاء الإعلان الإيراني عن بسط سيطرته الكاملة على مضيق هرمز والخليج العربي ليلقي بالكرة من جديد في مياه الحراك الإيراني العربي الأمريكي، مستغلا انشغال القوى الإقليمية والدولية إما بشئونها الداخلية أو بالمخاطر التي تواجهها من خلال تدخلاتها في الملفات الشرق أوسطية المشتعلة.
التصريح الذي خرج على لسان أحد القيادات الكبرى في الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية بشأن إحكام السيطرة على واحد من أهم الممرات المائية العالمية ليس الأول من نوعه، ومن ثم لم يجد الصدى العالمي المتوقع كما كان يحدث في السابق، ما يضع العديد من علامات الاستفهام حول حقيقة هذه السيطرة، والهدف من الإعلان عن ذلك في هذا التوقيت، إضافة إلى التساؤل بشأن تغيير سياسة الإعلام المصري حيال مثل هذه الأخبار التي تصب في مصلحة طهران، وانعكاسات ذلك على العلاقات المصرية الخليجية.
طهران تعلن السيطرة
في تصريح لمسؤول البحث عن المفقودين في الأركان العامة للقوات المسلحة العميد باقر زادة، نشرته وكالة “فارس” الإيرانية، أكد فيه أن مضيق هرمز والخليج العربي منطقة إستراتيجية، وأن إيران تبسط سيطرتها على هذه المنطقة بشكل كامل، مشددًا على ضرورة أن تبقى هذه الحالة.
القيادة العسكرية الإيرانية أشارت إلى أن منطقة الخليج ومضيق هرمز لهما حساسية خاصة، ومن ثم وجب الدفاع عنهما حتى الموت، مؤكدة أن من يموت دفاعًا عن هذه المناطق الحيوية سيصبحون نور الهداية لكل البشرية، لذا كان دفن جثامين الموتى المجهولين في هذه الجزر رسالة لبث روح التحدي في نفوس المقاتلين، على حسب قولها.
وتابع زادة: إن الهدف الآخر أيضا هو نشر ثقافة التضحية والجهاد والشهادة، وذلك بعد ترسيخ هذه الثقافة لدى المقاتلين المتواجدين في هذه الجزر، ولحسن الحظ ان هذه الروحية موجود لدى هؤلاء الاعزاء وتزداد ترسيخا.
مسؤول البحث عن المفقودين في الاركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية العميد باقر زادة
لماذا مضيق هرمز؟
الصراع الإيراني العربي الأمريكي على مضيق هرمز لم يأت من فراغ، بل هو نتاج طبيعي ومنطقي لما يمتلكه المضيق ومنطقة الخليج العربي عامة من أهمية استراتيجية محورية، ساهمت بشكل كبير في أن تكون مطمعا للقوى الإقليمية والدولية المهتمة بحركة الملاحة والتجارة العالمية، فضلا عن ذات الصلة بالصراعات داخل إقليم الشرق الأوسط.
من منظور الجغرافيا السياسية يعد الخليج العربي من أكثر أماكن العالم أهمية من الناحية الاستراتيجية، لاسيما وهو الذي يربط وسط آسيا مع غربها، ومع بحر العرب والمحيط الهندي وأفريقيا عبر البحر الأحمر، وقد زادت هذه الأهمية مع ظهور النفط الخليجي، إذ بات يسيطر هذا الممر العالمي على محيط نفي لا حدود له يحوي حوالى 730 مليار برميل، كما أنه يعد الباب الوحيد الذي تخرج منه صادرات النفط إلى الدول المستهلكة، والعالم الصناعي على وجه الخصوص، والتي تبلغ أكثر من 17 مليون برميل يوميًا
لذلك يعد مضيق هرمز واحدًا من أهم الممرات المائية في العالم، إذ يعبره أكثر من 40% من نفط العالم بمعدل 20-30 ناقلة نفط يوميًا، وبمعدل ناقلة كل 6 دقائق في ساعات الذروة، حيث يقع بين إيران في الشمال والشمال الغربي وعمان في الجنوب، وتتألف شواطئه الشمالية من الجزء الشرقي (لجزيرة ركيشيم) مع جزر (لاراك) و(هينجام)، أما شواطئه الجنوبية فتتألف من الساحلين الغربي والشمالى لشبه جزيرة موزندام الواقعة في أقصى الشمال بالأراضي الرئيسية لسلطنة عمان.
يعد هذا المضيق من الممرات الملاحية التي لا تخضع لمعاهدة إقليمية أو دولية، حيث تخضع الملاحة في المضيق لنظام الترانزيت الذي لا يفرض شروطاً على السفن طالما أن مرورها يكون سريعاً، ومن دون توقف أو تهديد للدول الواقعة عليه، على أن تخضع السفن للأنظمة المقررة من «المنظمة البحرية الاستشارية الحكومية المشتركة»
ونظرا لهذا الموقع الاستراتيجي المتميز للمضيق ومنطقة الخليج العربي عامة، كان على مر التاريخ هدفا للأطماع الخارجية الدولية، فمنذ القرن السابع قبل الميلاد وهو يلعب دوراً دولياً وإقليمياً هامًا أسهم في دفع قاطرة التجارة الدولية، حيث وقع تحت قبضة الاحتلال البرتغالي ابتداء ثم سائر الدول الأوروبية خصوصاً بريطانيا لتنتشر الشركات الغربية المتنافسة، ويتراجع الأمن مع غزوات القراصنة.
ومع رحيل الاستعمار الغربي وقع المضيق تحت قبضة التنافس الإيراني العربي الأمريكي، حيث تسعى إيران للسيطرة عليه في ظل منافسة عربية شرسة، وترقب أمريكي حفاظا على مصالحها النفطية والاقتصادية من زاوية، ودعم الاستراتيجية السياسية التي تهدف إلى التصدي للدب الروسي وحلفاءه من جانب وحماية أمن الكيان الصهيوني من جانب آخر.
مضيق هرمز محط أطماع القوى العالمية على مر التاريخ
مخطط إيران للسيطرة على المضيق
العديد من السيناريوهات وضعتها طهران للسيطرة على المضيق وإغلاقه في أقرب وقت حال نشوب أي مواجهات عسكرية بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك لخنق أكبر الممرات النفطية الأمريكية، لاسيما بعد التلويح أكثر من مرة بفرض عقوبات عسكرية ضد إيران.
القلق الإيراني من تصريحات الرئيس الأمريكي السابق بوش الابن بضرب مضيق هرمز في منتصف العقد الأول من الألفية الثالثة، دفع طهران إلى الاستعداد لهذا التهديد وإن لم يترجم على أرض الواقع، معتمدة في ذلك على أن الحرس الثوري يمتلك 700 موقع ميناء ومرسى وجزيرة ونقاط مختلفة، وذلك على طول الضفة الشرقية للخليج العربي، يمكن استخدامها لأغراض عسكرية في اعتراض السفن الحربية والتجارية وناقلات النفط ومنعها من المرور في المضيق، وهو أمر بديهي إذا ما نشبت الحرب وذلك بواسطة ما يملكه من زوارق صواريخ وزوارق انتحارية، أو عبر زرع الألغام البحرية على جنبات المضيق.
لذلك سعت طهران إلى تطوير منظومة التسليح لديها، وهو ما تم كشفه خلال المناورات البحرية التي أجرتها قوات الحرس الثوري والبحرية النظامية عن عدة تطويرات أجرتها على أنظمة التسليح البحرية، ترتبط معظمها، بخطط العمليات تجاه مضيق هرمز.
القلق الإيراني من تصريحات الرئيس الأمريكي السابق بوش الابن بضرب مضيق هرمز في منتصف العقد الأول من الألفية الثالثة، دفع طهران إلى الاستعداد لهذا التهديد وإن لم يترجم على أرض الواقع، معتمدة في ذلك على أن الحرس الثوري يمتلك 700 موقع ميناء ومرسى وجزيرة ونقاط مختلفة، وذلك على طول الضفة الشرقية للخليج العربي
ففي مارس 2006 وعبر المناورة البحرية المسماه بـ(الرسول الأعظم 1) كشفت طهران عن تطوير الغواصة الصغيرة (قادر) والتي بإمكانها شن عمليات إنزال مجموعات كوماندوز لمهاجمة قواعد وأهداف بحرية معادية وذلك بمساعدة تقنية من كوريا الشمالية، وفي هذه المناورة البحرية التي شارك فيها 17000 عنصر من الحرس الثورى، ومتطوعي الباسيج والشرطة الإيرانية، إضافة إلى 1500 سفينة وطائرة قتال ومروحيات وصواريخ
وفي أكتوبر 2006،ومن خلال مناورات (الرسول الأعظم 2) اختبرت بحرية الحرس الثوري الإيراني أنواعًا مختلفة من صواريخ ساحلية (أرض / بحر)،/ وصواريخ بحرية (بحر/بحر) بينها الصواريخ (كوثر،/ نور، ونصر) حيث أعلن مسئولون عسكريون إيرانيون عن زيادة مدى هذه الصواريخ من 120 كم إلى 170 كم لتغطي منطقة الخليج كلها وبحر عمان، بحيث أصبحت كلها تحت السيطرة البحرية الإيرانية.
كل هذه التجهيزات العسكرية لاسيما البحرية وضعتها طهران على أهبة الاستعداد حال قيام أي اعتداء أمريكي على مضيق هرمز، وهو ما يكشف عن مخططها نحو الاستيلاء على المضيق، وإحكام السيطرة عليه، في انتظار الوقت المناسب لاتخاذ هذه الخطوة.
مناورات (الرسول الإعظم) الإيرانية في مضيق هرمز 2006
إرهاصات حرب عالمية ثالثة
الكثير من التساؤلات فرضت نفسها عقب التصريحات التي أدلى بها مسؤول البحث عن المفقودين في الاركان العامة للقوات المسلحة الإيراني العميد باقر زادة، بشأن سيطرة بلاده على مضيق هرمز والخليج العربي، تصدرتها احتمالات أن تكون هذه الخطوة – حال صحتها – إرهاصات أولية لنشوب حرب عالمية ثالثة.
بعض وسائل الإعلام ربطت بين هذا التحرك وبين تصريحات ترامب الأخيرة بشأن السيطرة على ممرات الملاحة العالمية، وهو ما ينبئ بمواجهات صدامية مرتقبة بين واشنطن والدول الواقعة أو المسيطرة على تلك الممرات، وهو ما أكدت عليه صحيفة الخبر نيوز
الصحيفة تساءلت في افتتاحيتها اليوم: ماذا يعنى هذا؟ هل هي إشارة لبدء صراع عسكري خليجي عربي _ إيراني فارسى ؟ هل تشتعل منطقة الخليج بحرب ضروس لمحاولة انهاء سيطرة ايران على مضيق هرمز الحيوى ؟ والسؤال البديهى: أين جيوش السعودية وبلدان الخليج العربي من واقعة احتلال مضيق هرمز؟، وأيضا أين القواعد الامريكية المتواجدة في السعودية وقطر والكويت وغيرها من بلدان الخليج ؟ هل يتقاضون اجر ويبيعون الاسلحة للخليج العربي ويكتفون بالمشاهدة ؟ ما هو الدور الأمريكي والروسي في هذه العملية العسكرية المباغتة؟
ثم اختتمت الصحيفة تساؤلاتها بـ: هل تكون سيطرة القوات الايرانية على مضيق هرمز ايذانا بصدام روسي إيراني من جهة , وأمريكي غربي من جهة اخرى لتشتعل حرب عالمية ثالثة ؟.. كل الامور حتى اللحظة غامضة , لا يرى منها احد سوى الاعلان الإيراني بالسيطرة الايرانية على المضيق, وصمت مطبق خليجي عربي
مناورة لإثبات السيادة
وفي المقابل هناك من رأي في هذا التحرك استعراضا للسيادة وإثبات الذات ليس أكثر، وهو ما أشار إليه أنس القصاص، الباحث والمحاضر في العلاقات الدولية والشئون الاستراتيجية والسياسات الدفاعية المقارنة وقضايا الأمن الدولي والاستراتيجي.
القصاص في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي أكد أن ما يحدث أمر عادي متكرر، حيث تلجأ إيران إلى مثل هذه التحركات في الأوقات التي يصبح فيها الخليج العربي خاليا من حاملات الطائرات، وقبيل انتشار القطع الجديدة، وذلك بهدف الاستعراض ليس أكثر.
خبير العلاقات الدولية أشار أيضا إلى أن هناك عدة رسائل تسعى طهران لتوصيلها لبعض القوى الدولية والإقليمية من وراء هذا التحرك، ملفتا أن الشو الإعلامي في ظل استغلال فراغ الخليج من الطائرات أو الزوارق الأمريكية المشاركة في التحالف ضد سوريا واليمن، هو الهدف الرئيسي الأبرز من وراء الإعلان عن السيطرة على مضيق هرمز.
هذه الخطوة الإيرانية لا تعدو كونها استعراضا أمام دول الخليج، ومحاولة لإثبات الحضور العسكري والسياسي في آن واحد، خاصة وأن طهران لا تجرؤ على استفزاز واشنطن بهذه التحركات التي قد تقود إلى عقوبات جديدة ضدها
القصاص أكد أيضا أن الاستراتيجية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية، تقوم على السيطرة على الممرات المائية، خاصة المضائق الهامة، والتي تمثل محورا استراتيجيا في الوجود الأمريكي في حد ذاته، ومن ثم لا يمكن لطهران الاقتراب من مضيق هرمز.
وفي السياق نفسه أشار المحلل والكاتب الصحفي السيد الربوة، إلى أن هذه الخطوة الإيرانية لا تعدو كونها استعراضا أمام دول الخليج، ومحاولة لإثبات الحضور العسكري والسياسي في آن واحد، خاصة وأن طهران لا تجرؤ على استفزاز واشنطن بهذه التحركات التي قد تقود إلى عقوبات جديدة ضدها.
الربوة أشار في تصريحاته لـ”نون بوست” أن القلق الإيراني من تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب يدفعها إلى التفكير والتروي وتقييم الأمور قبل الإقدام على مثل هذه الخطوة التي تعرف طهران جيدا ردة الفعل الأمريكي حيالها، وهو مايرجح فرضية أن الهدف الحقيقي من وراء الإعلان عن السيطرة على مضيق هرمز ليس أكثر من دعاية لإثبات سيادتها على المضيق أو قدرتها على فرض السيادة عليه في أي وقت.
كما قلل المحلل السياسي المصري من قيمة هذا الإعلان الإيراني استنادا إلى المناورة العسكرية البحرية التي قامت بها المملكة العربية السعودية أكتوبر الماضي تحت مسمى “درع الخليج” في مضيق هرمز، والتي فندت كذب طهران فيما تدعيه الآن، حيث لم يتم الكشف عن أي حضور إيراني في المضيق طيلة فترة المناورات، ما يجعل الحديث عن سيطرة مفاجئة دربا من الخيال الذي يفتقد للمنطق.
مناورة “درع الخليج” التي فندت مزاعم طهران في السيطرة على الخليج العربي
مساومة وابتزاز
البعض ربط بين تلك الخطوة الإيرانية وبين زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لدولة الإمارات العربية المتحدة، واحتمالية لقاءه بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهو ما يفسر اهتمام بعض وسائل الإعلام المصرية بهذا الخبر غير المعتاد تناوله في الإعلام المصري بصورة عامة.
الكاتب الصحفي عبدالشافي مقلد، أبدى تعجبه من نقل بعض الصحف المصرية لتصريحات القيادي الإيراني لوكالة فارس الإيرانية، مشيرا أنه ليس من الطبيعي ولا المعتاد أن تنقل الصحف لاسيما ذات الجماهيرية الكبيرة مثل اليوم السابع وغيرها عن وكالات أنباء إيرانية، وهو ما يضع العديد من علامات الاستفهام حول التغير الواضح في السياسة التحريرية لهذه الوسائل الإعلامية.
مقلد في تصريحاته لـ”نون بوست” أشار إلى أن احتمالية وجود ربط بين هذا الإعلان الإيراني الذي تسعى الصحف المصرية لتسويقه ونشره إعلاميا، وبين الضغط الممارس من القاهرة على دول الخليج لاسيما الرياض، خاصة بعد زيادة حدة التوتر بين الجانبين مؤخرا، ولجوء المملكة إلى وقف دعمها ومساعداتها النفطية للقاهرة، وهو ما قوبل ببعض التوجهات والقرارات والمواقف السياسية التي عزفت على أوتار تصعيد الأمور بين البلدين.
السيسي خلال زيارته لدولة الإمارات العربية المتحدة
هذا الرأي عززته ردود فعل بعض الإعلاميين الخليجيين والتي ربطت بين الزيارة والإعلان، وهو ما أشار إليه الكاتب السعودي أبو مشعل العقيل، معلقا على ما أوردته وكالة الأنباء الإيرانية بشأن السيطرة على مضيق هرمز والخليج العربي.
العقيل في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” قال إن إيران تسيطر على المضيق والخليج في الوقت الذي يزور فيه السيسي الإمارات فرحا، بانتظار هرولة السعودية له لمطلب مساعدته لإنقاذه من المؤامرة الإيرانية للسيطرة على أكبر ممر ملاحي في المنطقة.
أما الكاتبة هند العربي فأكدت أن ما تم نشره على بعض المواقع الإخبارية المصرية لابد وأن نقف عنده كثيرا، فالخبر وإن كان عاديا في شكله، إلا أنه يحمل العديد من علامات الاستفهام لا يمكن تغافلها، حيث يشب الشك في أنفس البعض حيال توجهات إعلامية معينة تجاه الحلفاء الجدد، في إشارة منها إلى إيران وروسيا.
السر في هذه التوجهات الإعلامية الجديدة، هو “تيران وصنافير ” والصراع بين البلدين حولهما، إضافة إلى تباين وجهات النظر حيال بعض الملفات الإقليمية لاسيما سوريا، وهو ما يجعل كل طرف يلجأ إلى تحقيق أكبر قدر من المكاسب الممكنة من خلال الضغط على الطرف الآخر
العربي في حديثها لـ”نون بوست” أكدت أنه بالرغم من عدم رضاها عن بعض المواقف السعودية الأخيرة تجاه القاهرة، إلا أنها ترفض وبشدة أي ابتزاز يمارس ضد الدول الشقيقة، ملفتة أن السر في هذه التوجهات الإعلامية الجديدة، هو “تيران وصنافير ” والصراع بين البلدين حولهما فيما إن كانا مصريتين أو سعوديتين، إضافة إلى تباين وجهات النظر حيال بعض الملفات الإقليمية لاسيما سوريا، وهو ما يجعل كل طرف يلجأ إلى تحقيق أكبر قدر من المكاسب الممكنة من خلال الضغط على الطرف الآخر، فالرياض تسعى لترجمة سياساتها بالدعم المالي، والقاهرة ترد بالضغط السياسي والأمني، وكل يلعب بأوراقه الخاصة.
واختتمت الصحفية المصرية تصريحاتها بأنه على وسائل الإعلام المصرية التوقف عن مثل هذه السياسات التي تنخر في وحدة الأمة، وتسعى إلى تفكيكها على حساب مصالح خاصة، فلا يجب أن يستخدم الإعلام كأداة لتصفية الحسابات بين الدول، حتى لاتتحول منابرنا الإعلامية إلى ساحات للردح والتشويه، وهو ما يصب في نهاية الأمر في صالح أعداء الأمة العربية الساعين إلى تفتيت وحدة الكيان العربي وتفريغه من مقومات الوحدة والقوة.
وسواء كانت هذه الخطوة الإيرانية من باب الدعاية السياسية، أو توجيه رسائل تعكس قدرتها على فرض سيادتها على مضيق هرمز والخليج العربي وقتما شاءت، إلا أن الاهتمام الإعلامي المصري بها هذه المرة هو التطور الجديد الذي يجب أن يوضع تحت دائرة الاهتمام، فهل تحمل الأيام المقبلة مفاجآت فيما يتعلق بما يدور في كواليس العلاقات المصرية الخليجية؟ هذا ما يتم الكشف عنه مستقبلا.