قال الأمين العام لهيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية التركية، “İHH”، “يشار كوتلو آي”، في تعقيبه على مداهمة الشرطة التركية، لمقر الهيئة في محافظة كيليس جنوب البلاد صباح اليوم: “بعد فشل البعض في تشويه سمعة هيئتنا، عبر الترويج لمزاعم تتهمنا بنقل أسلحة إلى سوريا، بواسطة شاحنة مساعدات، لجؤوا الآن إلى مداهمة مكاتبنا في محافظة كيليس بصورة غير قانونية، دون أن يعثروا على أي شي مخالف للقانون”.
وتعتبر هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية التركية، التي تأسست سنة 1992 بغاية مساعدة المسلمين المنكوبين في البوسنة والهرسك، من أكبر المؤسسات الإغاثية التركية بحملاتها الإغاثية التي تطال كل أنحاء تركيا وكذلك أكثر من 120 دولة في كل أنحاء العالم، وهي الآن من أكثر المؤسسات العاملة على الملف الإغاثي للسوريين الموجودين على الأراضي التركية وكذلك داخل سوريا، فبالإضافة إلى حملاتها الخاصة التي تنظمها بالاعتماد على جمع التبرعات من المواطنين الأتراك، تساهم الهيئة بفضل تواجدها القوي داخل الأراضي السورية المحررة، في تنفيذ المشاريع الإغاثية التي تنظمها كبرى المؤسسات الإغاثية الدولية لصالح السوريين.
وجاءت تصريحات كوتلو آي، في مؤتمر صحفي عقده في المقر الرئيسي للهيئة في حي الفاتح، بمدينة اسطنبول، تعقيبا على عملية المداهمة والتفتيش، حيث أشار إلى أن “قرار المداهمة أتخذ بشكل شخصي، وأن القوة التي داهمت المقر لم تعلمه بالجهة الأمنية التي أمرتهم بذلك، وأنها أجرت العملية دون علم مديرية الأمن أو المحافظة، وقامت بعملية تفتيش غير قانونية، ولم تسفر عن العثور على أي موجودات غير قانونية “.
وتحدث كوتلو آي عن الحملة التي تستهدف الهيئة والتي يقول محللون بأن جماعة فتح الله كولن تقف خلفها، فقال بأن “الجميع يعلم أن الهيئة تقوم بأنشطة إنسانية، مثل سفينة مرمرة لكسر الحصار عن غزة، وأنها تقوم بأنشطتها داخل وخارج تركيا”، مضيفا: “لا داعي للتوضيح بأن المنزعج من هذه الأنشطة هي اسرائيل”، مبيناً في الوقت ذاته أن اسرائيل نفسها تصرح بإنزعاجها من أنشطة الهيئة.
وهاجم كوتلو آي الجهة التي تقف خلف الحملة الموجهة إلى الهيئة متحدثا عن “وجود هياكل موازية وعصابات تخدم إسرائيل، داخل وخارج تركيا تستهدف الهيئة والشعب التركي”، مؤكدا أن “مدير عام الهيئة “بولنت يلديريم” موجود حالياً في الكويت، يشارك في مؤتمر متعلق بتقديم مساعدات إلى الشعب السوري”، وأنه “حتى اللحظة سيتم منح 50 مليون دولار على الأقل إلى الشعب السوري”.
وذكّر كوتلو آي الصحفيين الحاضرين في المؤتمر بأن الهيئة سبق أن أعلنت عن عشرات التهديدات، التي تعرض لها مدير عام الهيئة وأعضاء مجلس إدارتها، وعن محاولات لإسكاتها، وعن محاولات أخرى لتشويه صورتها وربطها بتنظيم القاعدة، قائلا: “إنهم يديرون لعبة قذرة داخل تركيا في الآونة الأخيرة”، مؤكداً أن “العملية لا تستهدف الهيئة وحدها، وإنما هناك هجوم يستهدف جميع المؤسسات التركية المتنامية القوة”.
يشار إلى أن قوة شرطية، داهمت صباح اليوم مقر الهيئة، بمحافظة كيليس التركية، الواقعة على الحدود التركية السورية، وقامت بعملية تفتيش استمرت ساعتين، كما اعتقلت القوة المداهمة أحد العاملين في الهيئة، وصادرت 10 أجهزة حواسيب، قامت بإرجاعها ظهر اليوم بعد تدقيق محتوياتها.
واعتبرت الهيئة، المعروفة دوليا بتسمية آي إتش إتش (IHH)، من الأهداف التي استهدفتها “عملية 17 ديسمبر”، التي طالت عدد من رجال الأعمال والمؤسسات المقربة من حكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، حيث ذكرت تقارير إعلامية أن قائمة المستهدفين من تلك الحملة ضمت اسم بلال أردوغان وكان يفترض أن يتهم باستخدام المؤسسات الإغاثية لإيصال الأسلحة إلى المعارضة السورية، وهي تهم لم توجه رسميا لنجل أردوغان، ولم تقدم إلى الآن أية أدلة عن صحة ما ذكر فيها.