احتلت الأزمة السورية صدارة أكثر الملفات غموضًا وعدم وضوح في حملة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بسبب ضبابية سياسة الرئيس السابق باراك أوباما في التعامل مع أطراف النزاع.
وفور صدور نتائج الإنتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة، أثار فوز المرشح الجمهوري تساؤلات عديدة عن مستقبل السياسية الأمريكية في الشرق الأوسط، لا سيما تجاه سوريا في الوضع الراهن.
ويقول مراقبون إن المرحلة الانتقالية لتسلم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب السلطة من سلفه باراك أوباما، تتخللها الكثير من الاجتماعات ويتصدرها الشأن السوري، كأصعب تحد أمام الرئيس الجديد في الشرق الأوسط.
وفي مقابلة سابقة، مع وكالة “رويترز”، شدد ترامب على أن هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية يحظى بالأولوية على إقناع الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي، زاعمًا بأنه أقوى بكثير الآن مما كان عليه قبل نحو ثلاث سنوات، لكنه استدرك قائلاً إن الأسد بالنسبة له يأتي في الأولوية بعد تنظيم الدولة.
ورغم تصريحاته المتواترة بشأن سوريا، لم يكشف ترامب إلى حد الساعة عن نظرته المستقبلية لحل هذه الأزمة الممتدة لنحو 6 سنوات، حيث أكد في لقاء مع أسرة صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في 22 من نوفمبر الماضي، أن الولايات المتحدة مضطرة لحل النزاع في سوريا، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن رؤيته لهذا الموضوع تختلف عن رؤية أي شخص آخر، لكنه لم يقدم أي رؤية واضحة إلى حد الآن.
ويشير بعض المراقبين إلى أن دونالد ترامب ورث عن باراك أوباما مأساة أخلاقية وإنسانية في سوريا، ولو انتهت الحرب لكان من الممكن القول بأنه ليس مضطرًا إلى التعاطي مع ما أنتجته يد أوباما، ولكن الحرب مستمرة، والانتهاكات تزداد، وسيضطرّ إمّا أن يسير على خطى خلفه أوباما، أو أن يعيد النظر ليقرر وضع سياسة مختلفة تمامًا.
بدورهم، شارك عدد من مستشاري ترومب في مهرجان التصريحات بشأن سوريا، حيث كشف مستشاره للشؤون الخارجية، وليد فارس، عن عدم وجود أي مشروع أمريكي لتقسيم سوريا، قائلاً لصحيفة “الحياة” اللندنية: “سيكون هناك اتفاق روسي أمريكي من أجل حل الأزمة السورية وعلى رأس أولوياتنا القضاء على إرهاب تنظيم داعش، هذا الأمر عامل مشترك بين كل الأطراف يجب إنهاء داعش بل واستئصاله وتجفيف منابع الإرهاب”.
الرئيس الأمريكي الجديد الذي لا يملك أي خبرة سياسية تذكر سيكون بين فكي رؤى مستشاريه وحنكة وخبث عدد من ذئاب السياسة وعلى رأسهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو ما يمكن أن يتسبب بمزيد الأزمات في العالم وخاصة في المنطقة العربية وفق ما يرى ذلك باحثون.
الإدارة الأمريكية الجديدة ورثت عن سابقتها عالمًا مزروعًا وممتلئًا بالألغام، وهو ما يمكن أن ينذر بما لا يحمد عقباه إذا ما قرر دونالد ترامب التهور والعجلة في التعاطي مع الأزمات والقلائل التي يشهدها العالم وخاصة المنطقة العربية الملتهبة، فهل ينفّذ رئيس أمريكا الجديد وعوده الانتخابية بشأن سياسته الخارجية التي ما فتئ يؤكدها في أكثر من خطاب؟