في الذكرى الثالثة للثورة التونسية التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي، شهد شارع الحبيب بورقيبة احتفالية من نوع خاص شاركت فيها مختلف القوى السياسية.
الشارع الذي تأتي أهميته من كونه مكان تجمع عشرات الآلاف من التونسيين الغاضبين في 14 من يناير 2011 في أكبر تحرّك شعبي أجبر الرئيس السابق زين العابدين بن علي على الفرار إلى السعودية وانتهاء ما أطلق عليه التونسيون “عهد من الديكتاتورية”، إضافة إلى أن الشارع شهد أهم المظاهرات السياسية التي عرفتها البلاد منذ الثورة.
التونسيون الذي احتشدوا بكافة ألوانهم الفكرية والسياسية إلى جانب راية العلم الأحمر والأبيض الموحّدة على طول امتداد الشارع احياء لذكرى الثورة، وسعياً لتحقيق مطالبها وسط ترتيبات أمنية مكثّفة، حيث بدا الشارع كما لو أنه “بازار سياسي” تستعرض فيه القوى السياسية الرئيسية في البلد برامجها وقدرتها على الحشد مع بداية الاستعداد للإنتخابات التشريعية والرئاسية المرتقبة العام الجاري .
واتخذت الأحزاب أركاناً مختلفة من الشارع تأكيدا على تواجدها المستمر بين الطبقات الاجتماعية للمجتمع التونسي، فضلا عن العمل الدائم ضمن المتغيرات العملية السياسية بين أروقة العمل السياسي، وانتصبت منصّة كبيرة أمام مبنى “المسرح البلدي” وسط الشارع واحتشد حولها أنصار حركة النهضة وسط خطابات جماهيرية حاشدة، في الوقت الذي تجمهر أنصار ائتلاف الجبهة الشعبية -اليسار- أمام تمثال إبن خلدون في الجهة الغربية للشارع، وجاءت مسيرة لحزب نداء تونس من الناحية الشرقية قادمة من شارع محمد الخامس، فيما اصطف عدد من الأحزاب الاخرى والمنظمات المدنية في خيم صغيرة متفرّقة على طول الشارع.
أعلام النهضة والجبهة الشعبية ونداء تونس كانت تهيمن على الشارع في تأكيد واضح على بداية وضوح ملامح الخارطة السياسية في تونس من خلال هيمنة هذه القوى السياسية الكبرى واندثار عشرات الأحزاب التي برزت مباشرة بعد الثورة.
إلى جانب الأحزاب السياسية، العديد من منظمات المجتمع المدني كانت حاضرة في حركة دائمة من مختلف مناطق الشارع للتعريف بأنشطتها، منها منظّمات شبابية تجمع توقيعات في عريضة للتنصيص على حق الشباب في المشاركة السياسية ضمن الدستور الجديد، كذلك جمعية إنصاف شهداء الثورة وجرحاها، فضلا عن الناشطين المستقلين المنادين بتحقيق أهداف الثورة في الحدّ من البطالة وتحقيق العدالة الإجتماعية بين المحافظات ومحاسبة الفاسدين من أتباع النظام السابق.
وظهرت أعلام دول عربية أخرى تأكيداً من المشاركين على نصرة القضايا العربية، حيث حضرت أعلام فلسطين والجزائر ومصر، إضافة الى علم الثورة السورية.