صباح الثلاثاء الواقع في 29 من نوفمبر الماضي، أفاق العالم على خبر تحطم الطائرة التي كانت تقل فريق شابيكوينسي البرازيلي إلى مدينة ميديلين الكولومبية، حيث كان مقررًا أن يلعب المباراة النهائية لبطولة سود أمريكانا أمام فريق أتلتيكو ناشيونال الكولومبي، ولكن حلم النادي البرازيلي المغمور أضحى كابوسًا، وفرحة أنصاره برؤية نجوم فريقهم متوجين باللقب القاري الأول في تاريخ النادي، تحولت إلى حزنٍ عميقٍ، لدى معرفتهم بأن أغلب عناصر فريقهم كانوا ضمن الضحايا الـ75 للحادث المأساوي، الذي قيل بأن سببه الرئيسي حدوث عطلٍ كهربائيٍ في الطائرة، أفقد قائدها السيطرة عليها، مما أدى لسقوطها بعد نفاد كمية الوقود فيها.
تلك المأساة الرهيبة، أعادت للأذهان ذكرياتٍ أليمةً لم يمحها الزمن، فُجعت خلالها اللعبة الشعبية الأولى بعددٍ من الأحداث المريعة، التي أسفرت عن سقوط مئات الضحايا لأسبابٍ متعددةٍ، أبرزها حوادث الطائرات وشغب الجماهير، وفي تقريرنا التالي سنقلب أوراق التقويم الكروي، لنستحضر أسوأ 10 كوارث مرت في تاريخ كرة القدم، والتي تم اختيارها بناءً على حجم المأساة وعدد ضحاياها من جهة، وعطفًا على مستوى المنافسة وشهرتها من جهةٍ ثانية:
10- كارثة ميونيخ الجوية
رغم أن عدد ضحاياها من الرياضيين لم يتجاوز 8 أشخاص، إلا أنها تعد من أشهر كوارث كرة القدم، نظرًا لشهرة فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي، الذي كان جميع لاعبي تشكيلته الـ23 متواجدين في طائرة الفريق العائدة من بلغراد إلى مانشستر، يوم 6 من فبراير من عام 1958، وذلك بعد نجاحهم في خطف تعادلٍ من فريق النجم الأحمر اليوغسلافي، ضَمِن لهم العبور إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، ولكن القدر قال كلمته، عندما تحطمت الطائرة التي كانت تقلهم، بمجرد إقلاعها من مطار ميونيخ الذي توقفت فيه للتزود بالوقود، ولم ينج من ركاب الطائرة الـ38 سوى 21 شخصًا، كان بينهم لحسن الحظ أبرز نجوم فريق الشياطين الحمر آنذاك بوبي تشارلتون.
9- كارثة سوبرجا الجوية
أقدم كوارث عالم الكرة المعروفة، حدثت في 4 من مايو عام 1949، عندما تسبب الضباب الكثيف، بارتطام الطائرة التي كانت تقل بعثة فريق تورينو الإيطالي العائدة من البرتغال، بمرتفع سوبرجا القريب من مدينة تورينو الإيطالية، مما أدى لمصرع جميع ركاب الطائرة البالغ عددهم 31، والذين كان بينهم 18 لاعبًا من أعضاء الفريق الإيطالي، الذي كان مهيمنًا على الكرة الإيطالية آنذاك، أبرزهم أسطورة الكرة الإيطالية السابق فالنتينو مازولا.
8- كارثة الغابون الجوية
يوم 27 من أبريل من عام 1993، اشتعلت النيران في محرك الطائرة التي كانت تقل أعضاء منتخب زامبيا الأول، المتجه إلى العاصمة السنغالية داكار لملاقاة منتخبها برسم تصفيات كأس العالم 1994، وذلك بمجرد إقلاعها من مطار العاصمة الغابونية ليبرفيل، الذي توقفت فيه في أثناء رحلتها، التي انتهت نهايةً مأساويةً بسقوطها في مياه المحيط الأطلسي، كاتبةً نهاية رحلة حياة جميع ركابها البالغ عددهم 31، منهم 18 لاعبًا أعضاء منتخب الرصاصات النحاسية، ليس بينهم أسطورة زامبيا كالوشا بواليا، الذي نجا من الكارثة بسبب قدومه بطائرةٍ أخرى قادمةٍ من هولندا، حيث كان يحترف بنادي أيندهوفن.
7- حريق ملعب برادفورد
مجرد سيجارةٍ ألقاها أحد المشجعين المستهترين، كانت سببًا في نشوب أكبر حريقٍ في تاريخ ملاعب الكرة! وذلك في 11 من مايو من عام 1985، في أثناء مباراة فريقي برادفورد سيتي ولينكولن سيتي في نطاق دوري الدرجة الثانية الإنجليزي، عندما أتت النار على كامل المدرجات الخشبية الخاصة بالجهة الشرقية من ملعب برادفورد، مخلفةً وراءها 56 قتيلًا وأكثر من 250 مصابًا.
6- كارثة البوابة رقم 12
عادةً ما تشهد مباريات الغريمين الأرجنتينيين الأزليين: بوكا جونيور وريفر بلايت، وقوع أحداث عنفٍ وشغبٍ بين الجماهير، ولكن ما حدث يوم 23 من يونيو عام 1968 فاق جميع التوقعات، حيث تجمهر عددٌ كبيرٌ من مشجعي الفريقين عند إحدى بوابات ملعب المونومينتال في العاصمة بوينس آيرس، ودارت بينهم بعض المشادات الكلامية كالعادة، وتطور الأمر لحدوث بعض الاعتداءات المتبادلة، وبدلًا من تدخل رجال الأمن لفض الاشتباك، قاموا بإغلاق البوابة رقم 12 وحبسهم داخل منطقةٍ ضيقة، لتتدافع الجماهير الهائجة نحو البوابة المغلقة، مسببةً الكارثة الأسوأ في تاريخ الكرة الأرجنتينية، والتي أسفرت عن مصرع 71 شخصًا وإصابة حوالي 150.
5- أحداث ملعب بور سعيد
لم يعلم 72 شابًا من مشجعي النادي الأهلي القاهري، بأنهم سيلقون حتفهم في الملعب الذي كانوا يجلسون في مدرجاته! حيث انتهت المباراة التي أقيمت يوم 1 من فبراير من عام 2012، على ملعب النادي المصري البورسعيدي، بفوز أصحاب الأرض على ضيفهم القاهري العريق بنتيجة 3-1، لتندلع بعدها أعمال شغبٍ تسببت بها الجماهير المضيفة، حيث قام عددٌ منهم باستخدام الحجارة والعصي والسكاكين لمهاجمة جماهير النادي الضيف، مما أسفر عن سقوط 72 ضحيةً، في حادثةٍ وصفت بالمجزرة الأشنع في تاريخ الملاعب العربية على الإطلاق.
وقد شهد يوم 8 من فبراير من عام 2015، حدوث كارثةٍ أخرى في الملاعب المصرية، عرفت بمأساة ملعب الدفاع الجوي في القاهرة، حين تسببت قوات الأمن بوفاة 22 مشجعًا من جماهير نادي الزمالك، إثر انهيار جدران الممر الحديدي الضيق الذي حبستهم ضمنه.
4- كارثة ملعب غواتيمالا
تسببت الفوضى التنظيمية التي شهدها ملعب ماتيو فلوريس في العاصمة غواتيمالا يوم 16 من أكتوبر 1996، عن مصرع 83 مشجعًا وإصابة 140، إثر حدوث تدافعٍ بشري أدى لانهيار أجزاءٍ من مدرجات الملعب، الذي كان يستعد لاستضافة مباراة منتخبي غواتيمالا وكوستاريكا، برسم التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 1998، وقد تبين أن سبب تلك الفوضى العارمة التي حدثت، هو بيع عدد بطاقاتٍ يفوق بكثيرٍ سعة الملعب التي لا تتجاوز 38 ألف متفرج، حيث حضر في الملعب قبيل الكارثة حوالي 46 ألفًا من المشجعين!
3- كارثة هيلزبرة
الزمان: 15 من أبريل 1989، المكان: ملعب هيلزبرة بمدينة شيفلد الإنجليزية، والمناسبة: نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي بين فريقي ليفربول ونوتنغهام فورست، حيث أسفر خطأ تنظيميٌ مشتركٌ بين رجال الأمن ومنظمي الملعب الذين أقفلوا أبوابه الرئيسية، عن حدوث تدافعٍ خطيرٍ بين الجماهير المحصورة بين سياج المدرجات والأبواب المغلقة، أدى لحصول الكارثة الأسوأ في تاريخ الملاعب الإنجليزية عبر تاريخها، إذ وصل عدد ضحاياها إلى 96 قتيلًا وأكثر من 766 مصابًا!
2- كارثة ملعب هيسل
قد لا يكون عدد ضحاياها كبيرًا مقارنةً بكوارث أخرى، ولكن كارثة ملعب هيسل تعد الأشهر على الإطلاق، وذلك بسبب أهمية الحدث الذي وقعت خلاله، حيث كان الملعب الرئيسي في العاصمة البلجيكية بروكسل يستعد لانطلاق مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا، يوم 29 من مايو من عام 1985، والتي جمعت يوفنتوس الإيطالي بليفربول الإنجليزي، عندما اندلعت اشتباكاتٌ دمويةٌ بين جماهير الفريقين في المدرجات، أدت إلى انهيار أحد جدران الملعب، مما أسفر عن مصرع 39 شخصًا، معظمهم من جماهير النادي الإيطالي، الذي حقق الفوز في نهاية تلك المباراة وحمل اللقب الأوروبي.
وبعد إجراء التحقيقات، توضح تمامًا تورط الجمهور الإنجليزي في الكارثة، ليتخذ الاتحاد الأوروبي قراره الشهير، بحرمان الأندية الإنجليزية من المشاركة في جميع البطولات الأوروبية لمدة 5 مواسم.
1- كارثة ملعب ليما الوطني
تُعتبر الأسوأ من نوعها، نظرًا لعدد الضحايا الهائل الذي سقط فيها، والذي بلغ 328 شخصًا، لقوا مصرعهم إثر أحداث الشغب التي اندلعت في الملعب الوطني بالعاصمة البيروفية ليما، والتي انطلقت شرارتها قبل 6 دقائق من نهاية مباراة التصفيات النهائية المؤهلة لأولمبياد طوكيو، والتي جمعت بين منتخبي البيرو والأرجنتين في 24 من مايو 1964، عندما رفض الحكم احتساب هدف التعادل لمنتخب الدولة المضيفة، فثارت ثائرة الجماهير البيروفية وقامت باقتحام الملعب وتكسير مقاعد المدرجات، فما كان من رجال الأمن المحليين إلا أن تصدوا للجماهير الغاضبة بواسطة الهراوات بدايةً، ثم باستخدام الرصاص والغاز المسيل للدموع، مما أدى إلى تفاقم الوضع وازدياد فداحة الكارثة، التي تعتبر الأسوأ على الإطلاق في عالم الرياضة حتى يومنا هذا.