اجتمع أمس الأربعاء في الكويت ممثلون عن 70 بلداً و24 منظمة دولية بمبادرة من الأمم المتحدة للمشاركة في ما ظن أنها ستكون أكبر عملية تمويل في تاريخ المنظمة لإغاثة المنكوبين في سوريا حيث ينقسم حوالي 13 مليون شخص ما بين لاجئين ونازحين ومحاصرين جراء ما عاشته البلاد خلال السنوات الماضية من قمع قوات النظام السوري برئاسة بشار الأسد.
المؤتمر لم ينتهي كما كان متأملاً منه، إذ أعلن رسميا أن مجموع التعهدات بلغ 2.4 مليار دولار، وإن كان هذا الرقم يفوق حجم التعهدات التي قدمت في المؤتمر الأول السنة الماضية، فإنه لا يمثل سوى 37% من إجمالي المبلغ الذي طمح المؤتمر إلى جمعه وهو 6.5 مليار دولار.
وبذكر أن الأمم المتحدة أكدت رسميا، قبل انطلاق المؤتمر الثاني، أنها حصلت فقط على سبعين بالمائة من قيمة التعهدات التي قدمتها الدول المانحة في المؤتمر الأول، أي حوالي مليار و50 مليون دولار من أصل 1.5 مليار دولار تم التعهد بها خلال المؤتمر الأول، حسب ما صرح به الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لوكالة الأنباء الكويتية .
وكما انتقدت منظمة العفو الدولية عدداً من الدول لعدم وفائها بالتعهدات المالية التي قطعتها في مؤتمر المانحين الأول، خاصة روسيا والإمارات، في حين وجهت منظمة “اوكسفام” (غير الحكومية) انتقاداً شديدا إلى روسيا واليابان وكوريا الجنوبية، بسبب المساهمات الضئيلة لهذه الدول في إغاثة السوريين.
وقبل ترأسه للاجتماع، قال بان كي مون أن “قرابة نصف سكان سوريا متضررون”، وأن ” 40 % من المستشفيات تعرضت للتدمير في حين لا تستطيع عشرين بالمائة أخرى تدبير أمورها بشكل طبيعي”، بالإضافة إلى “مقتل 126 ألف شخص ولجوء 2,6 مليون إلى دول مجاورة ونزوح ستة ملايين آخرين داخل بلدهم”.
كما قالت مديرة عمليات الإغاثة في الأمم المتحدة لفرانس 24: “لقد طلبنا جمع مبلغ 6.5 مليار دولار وسنبذل قصارى جهدنا للعناية بالأطفال والنساء والرجال الذين يصيبهم هذا النزاع الدامي، والتمويل الذي نحتاج إليه لا سابق له”.
وفي الكلمة الختامية للمؤتمر، ورغم ما يمكن وصفه بخيبة الأمل، قال بان كي مون: “أنا أصفّق لحكومة وشعب الكويت، وأعرب مجددًا عن فائق الامتنان، كما أتقدم بالشكر إلى جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ودول مجلس التعاون الخليجي، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، والكثير من الجهات المانحة الأخرى، والوكالات الإنسانية، والمنظمات غير الحكومية، وفي مقدمتها الهلال الأحمر، والصليب الأحمر الذين ساعدوا المتضررين من الأزمة السورية”.
ومن جهة أخرى دعت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الناشطة في مجال حقوق الإنسان الجهات المانحة لسوريا والمجتمعة في الكويت إلى الضغط على الحكومة السورية من أجل السماح بتوزيع المساعدات في المناطق المحاصرة، كما دعت منظمة العفو الدولية المجتمع الدولي الى التحرك سريعاً لإنهاء معاناة ملايين المدنيين السوريين الذين باتوا يعيشون تحت خطر المجاعة والنقص الحاد في الأدوية.
ومن الدول التي أعلنت عن تبرعات خلال المؤتمر، دولة الكويت التي تعهدت بتقديم مبلغ 500 مليون دولار، وأمريكا 380 مليون دولار، وبريطانيا 164 مليون دولار، واليابان 120 مليون دولار، والنرويج 75 مليون دولار، والسعودية 60 مليون دولار، ومثلها من قطر، والعراق 13 مليون دولار، ولوكسمبورج 6.8 مليون دولار، والسويد 35 مليون دولار، والدانمارك 18 مليون دولار، وفنلندا 9.5 مليون دولار، وايرلندا 16.3 مليون دولار، وألمانيا 30 مليون يورو.