وجدت الطفلة السورية بانا العبد البالغة من العمر سبعة سنوات والتي تسكن في أحياء حلب الشرقية المحاصرة مع آلاف الناس الآخرين بالتويتر متنفسًا ومكانًا تشرح فيه معاناة الطفولة السورية، حيث تتعرض المنطقة الشرقية في حلب لحملة قصف عنيف من قبل الطائرات الروسية والسورية، ومحاولات حثيثة لاقتحامها بمساعدة ميليشيات من العراق ولبنان وإيران.
في خضم كل ما يجري خرجت بانا بمساعدة أمها فاطمة معلمة اللغة الإنكليزية تنشر تغريدات باللغة الإنكليزية على تويتر تتكلم عن أهوال الحرب الدائرة في شرق المدينة ومآسيها وما يتعرض له الأهالي هناك.
بانا ترسل رسالة للعالم لما يجري يوميًا حولها من دمار وقتل وانتهاكات لقوات النظام على المدينة، وتقول في إحدى التغريدات أنها تحاول أن تقرأ لتنسى الحرب وتقوم بتوثيق الصراع من حولها بعدسة الكاميرا، وتغرد كل مشاهداتها على التوتير.
Good afternoon from #Aleppo I'm reading to forget the war. pic.twitter.com/Uwsdn0lNGm
— Bana Alabed (@AlabedBana) September 26, 2016
وهي ترسل رسالة للعالم أنها محرومة من أبسط مقومات الحياة وهو العيش بسلام، وأنها ككل أطفال العالم لديها حب بالحياة والعيش بأمان وسلام، وعندها حلم بأن تصبح معلمة كأمها وتخشى ألا تعيش حتى تحقق حلمها هذا، فتقول في إحدى تغريداتها “أرجوكم أوقفوا قتلنا، أريد سلامًا لأصير معلمة، وهذه الحرب تقتل حلمي”.
والملاحظ أن تغريدات بانا وأمها فاطمة تبتعد عن الكلام بالسياسة والصراع الدائر وتقولان إنهما لا تريدان سوى السلام حيث ذكرت في إحدى التغريدات “أريد أن تعود سوريا كما كانت، أنا أحب سوريا ولا أريد سواها إلى الأبد”.
This is our house, My beloved dolls died in the bombing of our house. I am very sad but happy to be alive.- Bana pic.twitter.com/9i0xxJrQtD
— Bana Alabed (@AlabedBana) November 29, 2016
دانا الطفلة التي من المفترض أن يكون مكانها مقاعد الدراسة تعيش حياتها بين زميلاتها في المدرسة لم تعد تذهب للمدرسة بسبب قصفها في إحدى الهجمات وبذلك انضمت إلى 7 ملايين طفل سوري حرموا من التعليم، وتعمل أمها على تعليمها في البيت بما تبقى لديها من كتب مدرسية.
دانا هي الأخت الأكبر لأخويها نور ومحمد تحاول أن تكون شجاعة وألا تبدو أمامهم خائفة وتنام هي وأخويها في غرفة والديهم حيث تقول الأم أن السبب وراء ذلك هو أنهم لن يكونوا على الأقل وحدهم إذ قصف منزلهم.
Good afternoon my friends. If you know these people, who are they? Name them. – Bana #Aleppo pic.twitter.com/BPRunhGBIo
— Bana Alabed (@AlabedBana) November 26, 2016
تقول بانة في إحدى تغريداتها أنها تشعر بالخوف في كل ثانية بأن الطائرات ستخطف أرواحنا وأصرخ طوال الوقت ولا استطيع النوم بسبب القصف كما أني لا أستطيع الخروج وحديقتي دمرتها إحدى الضربات والمنزل هو ملاذنا الوحيد الآن.
We are today appealing to the world, to everyone to do something for me, Bana, my family & the remaining people inside East Aleppo to make
— Bana Alabed (@AlabedBana) November 30, 2016
تعيش بانة وعائلتها على المعكرونة والأرز الذي خزنوه سابقًا كما تقول أم بانا، قبل أن تشدد الحكومة حصارها في بداية أغسطس/آب الماضي لكن المؤن بدأت تنفذ ولم يتذوقوا أي فاكهة أو خضروات منذ أكثر من أربعة أشهر ولا تتذكر آخر مرة تذوق فيها أطفالها الحلوى ومع ذلك تقول “بالرغم من كل ما عانيناه لا يزال أطفالي من المحظوظين”
حساب بانا يعود للعمل بعد توقف
توقفت بانا فجأة عن التغريد بعد اشتداد القصف والمعارك في منطقة شرق حلب وسرى خوف بين متابعيها أن بيتها قصف أو أنها قتلت وأطلق وسم على التويتر “أين بانة؟”. وقبل أن يعود الحساب للعمل كانت صحيفة الديلي تلغراف ذكرت في تقرير لها أن الأسرة ربما حذفت الحساب تبعًا لإجراءات السلامة بينما ألمح البعض أن يكون الجيش السوري قد عطله.
وكانت أم بانا كتبت الأسبوع الماضي أنها تخشى استهداف الجيش لها ولأسرتها بسبب هذه التغريدات، وأبلغت بعض المتابعين لها أن منزل الأسرة تم قصفه وعرضت صورة لابنتها بانة وهي مغطاة بالتراب.
Tonight we have no house, it's bombed & I got in rubble. I saw deaths and I almost died. – Bana #Aleppo pic.twitter.com/arGYZaZqjg
— Bana Alabed (@AlabedBana) November 27, 2016
وقالت في تغريدتها “الليلة فقدنا بيتنا الذي تم قصفه وتحول إلى أطلال، لقد رأيت أمواتا وكنت قاب قوسين من الموت، ونحن الآن نتعرض لقصف شديد. ونحن الآن بين الموت والحياة، نرجوكم ادعوا لنا“.
وكانت آخر تغريدة انتشرت على الحساب قبل عودته للنشر”نحن على يقين أن الجيش يستولي على المدينة الآن، وسنراكم أيها العالم العزيز في يوم آخر” وبعد هذه التغريدة لم تصدر أي تغريدات أخرى.
وغردت بانا على حسابها منذ ساعتين تقريبًا أنها بخير في ظل كثافة القصف.
Hello my friends, how are you? I am fine. I am getting better without medicine with too much bombing. I miss you. – Bana #Aleppo
— Bana Alabed (@AlabedBana) December 6, 2016