جوس مانويل ميريلس زعيم فرق الدفاع الشعبي بين رجاله
يبدو أن سلطات الأمن في دول العالم الثالث تتشابه أكثر مما نتوقع.
فرغم الأوقات الصعبة التي تمر بها المكسيك بسبب عصابات المخدرات المسلحة، إلا أن قوات الأمن عندما قررت التدخل، تصدت لمجموعات مسلحة تُسمى فرق الدفاع الذاتي، تشبه اللجان الشعبية التي شهدتها مصر وتونس وقت الثورة، شكلها الأهالي للدفاع عن مناطقهم والسيطرة عليها بعد أن سيطر عليها تجار المخدرات.
فقد أوردت وكالة الأنباء الفرنسية أن القوات الفيدرالية المكسيكية قد نزعت أسلحة الشرطة البلدية في مدينة أباتزينغان في ولاية ميتشواكان، وسيطرت على هذا المعقل المهم لتجار المخدرات، والذي يخضع منذ أسبوع لحصار من قبل فرق للدفاع الذاتي.
وكانت الحكومة الفيدرالية قد عززت الاثنين الماضي، عمليتها الأمنية التي بدأتها في مايو في ولاية ميتشواكان، إثر مواجهات بين تجار المخدرات وفرق الدفاع الذاتي.
وذكرت “بي بي سي” أن فرق الدفاع الذاتي تمكنت خلال الأسبوع الماضي من الاستيلاء على عدة بلدات صغيرة في ولاية ميتشواكان، مشيرة إلى أن هذه الفرق تؤكد أنها تقاتل من أجل الحصول على حرية مجتمعاتهم من عصابة «فرسان الهيكل» سيئة السمعة.
وهذه الفرق شكلها في الواقع سكان العديد من بلدات الولاية لحماية أنفسهم من الأعمال الإجرامية التي تقوم بها مافيا فرسان الهيكل في ظل عجز السلطات عن حمايتهم.
وخلال الأشهر الأخيرة شنت هذه الفرق هجومًا لطرد تجار المخدرات من بلدات تخضع لسيطرتهم.
وعارضت سلطات المدينة دخول عناصر فرق الدفاع الذاتي إليها، في حين أعرب السكان عن تخوفهم من تكرار أعمال العنف التي حصلت الجمعة مثل حرق جزء من مبنى البلدية ومتاجر وسيارات، والتي رأوا فيها رسالة من المافيا للتحذير من دخول عناصر هذه الفرق إلى أباتزينغان.
وحدث تبادل إطلاق النار بين أفراد فرقة الدفاع الذاتي وأعضاء اتحاد تجار المخدرات قبل أن يسيطروا على البلدة التي يقول أفراد الفرقة التي تتكون من السكان إن الشرطة والجيش فشلا في حمايتها.
ولم تلتفت السلطات طيلة الفترة الماضية لتغول عصابات المخدرات ومافيا فرسان الهيكل في تلك المناطق، بل إن وكالة الأنباء الفرنسية أكدت أن أفراد الجيش المكسيكي اختفوا تماما من مناطق القتال، إلا أنها قررت التدخل بعدما بدأ الأهالي في السيطرة على الوضع بالفعل، وقد حث وزير الداخلية المكسيكي ميجويل أوسوريو، فرق الدفاع الذاتي على إلقاء أسلحتهم وشجعهم على الانضمام لقوات الشرطة، محذرًا من أنه لن يتم التسامح مع من يواصلون القتال.
ويشبه الوضع في المكسيك الوضع في دول عربية عدة حيث تتحالف الشرطة والجيش مع العصابات أو “البلطجية” أو “الشبيحة” في مواجهة المواطنين، بل إن هناك كثير من المراقبين يتحدثون عن أن التدخل الغربي في سوريا لم يكن ليتم لولا تقدم الثوار في المناطق المحررة وتقهقر النظام في غالبية المناطق السورية، في إشارة إلى خوف القوى السياسية كبيرها وصغيرها دوما من الشعوب في مقابل استحسانها التعامل مع العصابات المسلحة.
فرق الدفاع الشعبية المسلحة في المكسيك تحاول تغيير هذا الواقع ويبدو أنها تنجح في ذلك بالفعل.