أعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية أمس الإثنين، أنها سيطرت بالكامل على مدينة سرت التي كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” منذ العام 2015، وهو ما شكل نكسة جديدة للتنظيم في الأراضي التي يُسيطر عليها، وإن كانت لا تعني بالضرورة إنهاء تواجده على الأراضي الليبية.
سيطر التنظيم منذ العام 2014 على مناطق شاسعة في أكثر من دولة، لكن أبرزهم كان في العراق مدينة الموصل، وسوريا مدينة الرقة، وليبيا مدينة سرت، فيما تشن حاليًا قوات دولية معركة في جبهات الموصل والرقة، وشنت قوات محلية ليبية معركة ضد التنظيم في سرت حتى أعلنت تحريرها.
وفيما يلي 14 موقعة هامة خسرها التنظيم خلال أقل من عامين، في ثلاث دول تعتبر المركز الرئيسي لنفوذه، هي سوريا وليبيا والعراق، ولا تزال المعارك قائمة في ثلاث مناطق أخرى
العراق
بدأت معركة الموصل في 17 من أكتوبر 2016 ضد أبرز معاقل التنظيم في العراق، حيث بدأت عشرات الآلاف من القوات العراقية في حصار المدينة والتقدم شرقًا، ولا تزال المعارك جارية في ظل تقدم للقوات العراقية أمام مقاتلي التنظيم، وفي نهاية شهر أكتوبر الماضي أعلنت الحكومة العراقية السيطرة على ناحية قرقوش في جنوب شرقي الموصل.
كما أعلنت القوات العراقية المدعومة جويًا من التحالف الدولي ضد داعش في 22 سبتمبر استعادة السيطرة على مدينة الشرقاط، التي تحظى بأهمية استراتيجية كبرى بالنسبة لمعركة الموصل، كونها تقع على طريق الإمداد الرئيسي إلى بغداد، والتي تبعد عنها مسافة 260 كلم، وكانت الشرقاط آخر معاقل داعش في محافظة صلاح الدين.
وفي يوليو من نفس العام، سيطرت القوات العراقية، مدعومة من قوات التحالف الدولي على قاعدة جوية مهمة قرب القيارة التي تبعد مسافة 60 كلم جنوبي الموصل، وفي 25 أغسطس طردت القوات العراقية داعش من البلدة استعدادًا لمعركة الموصل، آخر معاقل التنظيم الرئيسية في العراق.
في 26 يونيو أعلن الجيش العراقي استعادة السيطرة على مدينة الفلوجة من قبضة تنظيم داعش، وهي أولى المدن التي سيطر عليها التنظيم مطلع العام 2014.
وفي شهر فبراير تمت استعادة مدينة الرمادي على بعد 100 كلم غربي بغداد من أيدي التنظيم الذي سيطر عليها في مايو 2015.
قبيل نهاية العام 2015 استطاعت القوات الكردية مدعومة بغارات جوية لقوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن من استعادة مدينة سنجار من التنظيم، قاطعة بذلك طريقًا استراتيجيًا يستخدمه التنظيم بين العراق وسوريا.
– أعلنت القوات العراقية في مارس من العام الماضي استعادة مدينة تكريت، الواقعة على بعد 160 كلم شمالي بغداد، بعد أن شنت أكبر عملية لها منذ هجوم داعش في يونيو 2014 الذي سمح لهم بالسيطرة على مساحات واسعة من البلاد. وشاركت واشنطن وطهران من خلال قوات الحشد الشعبي في عملية القوات العراقية.
سوريا
سيطر مسلحو المعارضة السورية المدعومة من طائرات تركية ومدفعية على بلدة دابق، هذه البلدة التي كانت تحت سيطرة داعش منذ أغسطس 2014.
– وتمكنت عملية درع الفرات التي أطلقتها تركيا من تحرير مدينة جرابلس الواقعة مباشرة على الحدود التركية، غرب كوباني وشمال منبج، حيث طردت القوات التركية والفصائل المقاتلة السورية التنظيم منها في 24 أغسطس الماضي.
كما تحررت مدينة منبج التي سيطر عليها تنظيم داعش في العام 2014، وكانت تعد أحد أهم معاقله في محافظة حلب، خصوصًا أنها على خط الإمداد الرئيسي الذي كان متبقيًا للتنظيم بين الرقة والحدود التركية، واليوم تشكل مدينة منبج في ريف حلب الشرقي نقطة ارتكاز رئيسية للوحدات الكردية بعد تحريرها، وقاعدة أساسية للانطلاق في معارك السيطرة على مدينة الباب الاستراتيجية، أبرز معاقل داعش في المنطقة.
هذا وتمكنت قوات النظام السوري بمساعدة الدعم الجوي الروسي من استعادة السيطرة على مدينة تدمر الواقعة في وسط سوريا في مارس الماضي، وذلك بعد أن وقعت بين فكي التنظيم الذي عمد إلى تدمير الكثير من آثارها المدرجة على لائحة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة.
وقد سيطرت الوحدات الكردية المقاتلة في يونيو من العام 2015 على مدينة تل أبيض التي تقع أيضًا على الحدود مع تركيا في ريف الرقة الشمالي ، وهي مدينة مهمة على خط الإمداد الرئيسي ونقطة عبور للأسلحة والمقاتلين بين تركيا ومدينة الرقة، معقل داعش الأبرز في سوريا.
وكانت معركة كوباني هي الأبرز في تاريخ الحرب ضد تنظيم الدولة، حيث خاضها المقاتلون الأكراد من خلال مواجهات دامت أكثر من أربعة أشهر لينجحوا أخيرًا في مطلع 2015 في طرد عناصر التنظيم منها، بدعم للمرة الأولى من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وتدور الآن الاستعدادات لمعركتي الرقة ومدينة الباب، حيث أطلق فصيل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ومقاتلوه بدعم من التحالف الدولي معركة لاستعادة الرقة، معقل داعش في سوريا، وكذلك تستعد فصائل معارضة سورية مدعومة بقوات تركية لدخول مدينة الباب، أحد معقل تنظيم داعش في حلب.