نحن ندعم الضابطة أمل السكري، التي خدمت 11 سنة في جهاز شرطة ولاية نيويورك، ونفتخر بالعمل معها ومع أكثر من 900 شرطي أمريكي مسلم.
كُرّمت أمل السكري، سنة 2014 مقابل الشجاعة، التي أبدتها عند اندفاعها وسط مبنى مضرم بالنيران من أجل إنقاذ امرأة مسنة وطفلة صغيرة. لكن خلال هذا الشهر، تعرضت أمل، المسلمة التي تشغل وظيفة ضابط في شرطة نيويورك، للتهديد من قبل رجل عنصري وصفها بأنها من أتباع تنظيم الدولة وهدد بنحرها، وذلك وفقًا لما نقلته وسائل إعلام تابعة لولاية نيويورك.
ووفقا لما قالته السلطات، تم القبض على كريستوفر نيلسون، البالغ من العمر36 سنة، حيث سجن يوم الأحد، بسبب ارتكابه لشجار وقع خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وقد تم القبض على نيلسون ووُجّهت له تهمة المضايقة العنصرية والتهديد. وتجدر الإشارة إلى أن سلطات تطبيق القانون اعتبرت هذه الحادثة جريمة كراهية.
ووفقا لما جاء في محاضر الشرطة، فقد تلقت هذه الأخيرة ليلة السبت، نداء يتعلق بتعرض شخص للهجوم، وعندما وصل رجال الشرطة لمكان الحادث وجدوا رجلا يهدد ضابطة شرطة، خارج أوقات العمل، بنحر رقبتها، بعد أن حصلت بينهما مشادة كلامية بسبب ابنها.
وتحدث العمدة بيل دي بلازيو، عن حيثيات هذه الحادثة خلال مؤتمر صحفي، عُقد يوم الاثنين، تطرق إلى إحصاءات جرائم هذا الشهر. وقد أعرب هذا العمدة عن اشمئزازه من التهديدات التي وُجّهت إلى ضابطة على خلفية انتمائها الديني.
وقال دي بلازيو، إنه “لا يوجد فرق بين ما إذا كانت هذه الضابطة خارج الخدمة أو على رأس عملها، لكن المهم بالنسبة لي هي أنها في خدمة مدينتنا”. وأضاف أنه يطالب جميع المواطنين الأمريكيين بالالتزام باحترام الآخرين فضلا عمّن يخدم في الأمن الأمريكي؛ مشيرًا إلى أن هذه المرأة لم تتحصل إلا على الإهانة والتهكم والتهديدات مقابل خدماتها الجلية التي تقدمها للشعب الأمريكي. ولذلك لا يمكن السماح بذلك، ومن غير المقبول، أيضا، رؤية مثل هذه الإهانات في هذه المدينة، وفي هذه الأمة.
ظهرت السكري خلال مؤتمر مشترك مع دي بلازيو، الذي أعرب أنه يريد أن يتأكد أن وسائل الإعلام ستقوم بعرض الوقائع بحذافيرها حول هذه القصة.
كما أشار دي بلازيو إلى أن “الشعب الأمريكي يجب أن يفكر في القيم التي تحترمها هذه المدينة وهذه الأمة”. وأضاف “نحن نقدر الناس الذين ارتدوا الزي الأمني من أجل حمايتنا. كما نُقدر الناس الذين يؤمنون بدينٍ معينٍ، طالما احترموا أنفسهم والمجتمع الذي يعيشون فيه. وهذه المرأة كانت مثالا جيدا على كل ما قلته ولذلك من غير المقبول على الإطلاق، أن تتعرض لمثل هذه المعاملة السيئة القائمة على الكراهية والتعصب”.
كما أوضح دي بلازيو أن المعتدي صرخ في وجه السكري وابنها، قائلا؛ “يجب عليكما العودة إلى بلدكما”؛ مضيفًا أن “السكري هي موظفة أمريكية في هذه البلاد، ومن متساكني مدينة نيويورك، وقد اضطرت في الوقت الراهن للبقاء في المنزل على خلفية الهجوم التي تعرضت له. ولذلك يجب علينا أن لا نسمح لهذا النوع من الكراهية والعنصرية بالانتشار في مجتمعاتنا. كما يجب أن نقف في وجه هذه السلوكيات، في كل مرة يتعرض فيه مواطن أمريكي للإهانة بسبب انتمائه الديني”.
كما ذكّر دي بلازيو خلال حديثه بالحادثة التي جدت سنة 2014 عندما قامت السكري بالمجازفة بحياتها من أجل إنقاذ امرأة وابنها البالغ من العمر سنة واحدة بعد أن حاصرتهما النيران داخل مبنى. وفي هذا السياق، نشرت صحيفة “نيويورك دايلي نيوز” تقريرا مفصلا عن الحادثة مفاده؛ أن السكري كانت تقوم بدورية مراقبة مع رقيب معاون معها، عندما سمعت نداء الشرطة حول وجود حريق داخل مبنى.
وقالت السكري خلال هذا المؤتمر الصحفي إنها “قد اختارت أن تُصبح ضابطة شرطة حتّى تُظهر الجانب الإيجابي في كل شخص يقطن في مدينة نيويورك، ولتبيّن أن المرأة المسلمة بإمكانها القيام بهذه المهمة، وتساعد الجميع بغض النظر عن ديانتهم وإيمانهم ووظيفتهم”. كما أضافت السكري قائلة؛ “ولدت ونشأت هنا، وأنها هنا لحمايتكم”.
وُجّهت دعوة لنيلسون، صباح اليوم الاثنين، للتوجّه لمكتب المدعي العام المتواجد في منطقة بروكلين. وفي هذا السياق، صرح نائب عام مدينة بروكلين إريك جونزاليس، في بيان له أنه “لن يتم التسامح مع الجرائم التي يكون دافع فيها قائم على العنصرية في أي مكان في بروكلين”؛ مشيرًا إلى أن “أولئك الذين يرتكبون جرائم قائمة على الكراهية سيُحاسبون على أفعالهم المخزية والهجومية”.
وقد أدان مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية “كير” في ولاية نيويورك، الهجوم الذي جدّ يوم الأحد من خلال منشور نشره على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وجهت من خلاله المديرة التنفيذية “لكير” في مدينة نيويورك، عفاف ناشر، للرئيس المنتخب دونالد ترامب رسالة صارمة من أجل معالجة موجة جرائم الكراهية المتنامية في البلاد”.
والجدير بالذكر أنه منذ فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، تم التبليغ عن العديد من الحوادث المماثلة في جميع أنحاء البلاد، التي استهدفت العديد من المسلمين.
وخلال الشهر الماضي، تلقت معلمة مسلمة، في جورجيا، رسالة من مجهول وُضعت على مكتبها في أحد الفصول الدراسية كُتب فيها؛ “لن يسمح لك بعد الآن بارتداء الحجاب”. كما أشار هذا المجهول إلى أنه “يجب عليها أن تربط الوشاح حول رقبتها، ثم تنتحر”.
وتعرضت طالبة، تدرس في جامعة ميشيغان، للتهديد من قبل رجل هددها بإضرام النار فيها إذا لم تقم بخلع حجابها، وذلك وفقا لما ذكرته الشرطة.
وخلال مقابلة في برنامج “60 دقيقة”، بُثت الشهر الماضي، أعرب ترامب عن حزنه وأسفه بسبب مضايقة العديد من الناس، لأناس آخرين باسمه. كما دعا إلى الكفّ عن ارتكاب مثل هذه الجرائم.
المصدر: واشنطن بوست