منعت السلطات الروسية أحد الصحفيين الأمريكيين من دخول روسيا حيث يعمل لصالح إحدى الإذاعات التي تبث هناك، فيما اعتُبر رسالة واضحة على انتهاك لحريات التعبير في الوقت الذي تحاول البلاد تلميع صورتها قبيل دورة الالعاب الاولمبية الشتوية.
ديفيد ساتر، الصحفي والمؤلف الذي يعمل لصالح الفاينانشال تايمز منذ 1976 وصل إلى روسيا في سبتمبر من العام الماضي لإجراء بحوث والعمل كمستشار للتحقيقات الصحفية لراديو “حرية” ، وهي منظمة إخبارية مستقلة يدعمها الكونغرس الأمريكي.
وعندما سافر إلى اوكرانيا في ديسمبر لاستلام فيزا لعام واحد صادرة بواسطة وزارة الخارجية الروسية أخبر بالرفض، وقيل له أن الأجهزة المختصة قررت أنه شخص غير مرغوب به روسيا.
وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية قال أن ساتلر كان مذنباً ، ومنتهكاً العديد من الاختراقات لقانون الهجرة الروسية، ليرد ساتلر بالقول : ” كل ما قيل مجرد هراء ، لقد اتبعت الاجراءات المبنية بالنسبة لي”.
وقال ساتلر: “أنا انتقد النظام (الروسي) تماماً كما يفعل كثير من الصحفيين” ، مضيفاً أنه لم يكن متوقعاً أن ترفض التأشيرة الغير مبرر ، مشيرا إلى أن تهديد الجماعات الإسلامية بتنفيذ تفجيرات مع اقتراب الألعاب الاولمبية – كانت سلاحاً قوياً لتشديد الرقابة على الصحفيين.
وفي جملة الحملة على الصحفيين، الأسبوع الماضي تم ادانة الصحفي الروسي أكسانا بانوفا بالابتزاز ومنع من العمل في الصحافة لمدة عامين، كذلك في نوفمبر الماضي حكم على صحفي آخر بالسن لـ 18 شهراً لكتابته تدوينة بحق تصرف أحد القضاة الذي كان مهيناً، كما صدر مرسوم من بوتين بإعادة هيكلة الخدمة الإخبارية “ريّا نوفوستي” ليشرف عليها ديتمتري كيسليف وهو أحد الموالين للكرملين.
وكان ساتلر البالغ من العمر 67 عاماً قد نشر أحد كتبه الثلاث عام 2003 تحت اسم “ظلام الفجر” ، والذي يشير على أن قوات روسيا الاتحادية قد تكون مسؤولة عن موجة من التفجيرات لعدد من الشقق السكنية عام 1999 ساعدت بوتين لتبرير حرب جديدة مع الشيشان.
وتستضيف مدينة سوتشي الروسية الدورة الثانية والعشرين للألعاب الأولمبية الشتوية في السابع من فبراير المقبل، في الوقت الذي هددت فيه الجماعات القوقازية منع السلطات من إقامة هذه الألعاب باستهدافها، لتشهد مدينة فولجوجراد جنوب البلاد في الثلاثين من ديسمبر الماضي تفجيرين انتحاريين خلال 24 ساعة خلفت أكثر من 27 قتيلاً وعشرات الجرحى، لتعلن بعدها السلطات الروسية نشر 37 ألف رجل أمن لحماية الألعاب الأولمبية وتشديد الاجراءات الأمنية في البلاد.