بالحصار المروّع والبراميل المتفجرة والقنابل الارتجاجية الروسية، ما زالت قوات النظام السوري تحكم قبضتها على مدينة حلب حيًا تلو الآخر، حيث سيطرت اليوم على كامل أحياء حلب القديمة، التي كان يوجد بها مقاتلو المعارضة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الأربعاء 7من ديسمبر/ كانون الأول 2016، مشيرًا إلى أن عدد النازحين من أحياء المعارضة تجاوز 80 ألفًا.
وأضاف المرصد أن قوات النظام وحلفاءها تقوم بعمليات تمشيط بأحياء حلب القديمة، الواقعة في القسم الأوسط من أحياء حلب الشرقية”، مشيرًا إلى انسحاب المقاتلين إلى باقي الأحياء التي تشكل أقل من 25% من المنطقة التي كانوا يسيطرون عليها في حلب الشرقية قبل تقدم قوات النظام.
وحقَّقت قوات النظام السوري مدعومة من مجموعات مسلحة موالية لها، تقدمًا سريعًا الثلاثاء 6 من ديسمبر/ كانون الأول 2016، سيطرت خلاله على عدد من الأحياء التي كانت تحت سيطرة المعارضة.
#NewsMap #AssadPutin and #Khamenei captured all areas north of the #Aleppo citadel under hundreds of air and artillery strikes.#Syria pic.twitter.com/eqQiKqi2jk
— Julian Röpcke (@JulianRoepcke) December 7, 2016
آلاف الضحايا والنازحين
ومع تواصل المعارك ارتفع عدد القتلى في صفوف المدنيين نتيجة الهجمات التي يشنها النظام السوري وداعميه على مناطق سيطرة المعارضة شرقي حلب منذ ثلاثة أسابيع إلى 828 شخصًا، بينما اضطرت قوات المعارضة للانسحاب من 12 حيًا.
وقال محمد شيخ أحد ضباط الجيش السوري الحر لوكالة الأناضول إن النظام سيطر على 12 حيًا خلال الهجمة الأخيرة، بينها كرم طحان والميسر والمواصلات والراموسة وقاضي عسكر والمرجة، وأضاف أن آلاف المدنيين هربوا من المناطق المذكورة إلى أحياء سيف الدولة وصلاح الدين والأنصاري والسكري، الخاضعة لسيطرة المعارضة.
من جهته قال مدير الدفاع المدني في حلب نجيب أنصاري إن القصف والهجمات التي شنتها قوات النظام والمليشيات الموالية له طول أمس الثلاثاء على شرقي حلب، أدت إلى مقتل 53 شخصًا وجرح أكثر من مئتين.
وأضاف أن القتلى سقطوا في عدة أحياء، بينها مساكن الفردوس وقاضي عسكر والسكرية والمعادي، وأنه لا يزال هناك العديد من القتلى بين الأنقاض.
وتتعرض مناطق سيطرة المعارضة السورية في محافظة حلب منذ نحو ثلاثة أسابيع لقصف مكثف أودى بحياة مئات المدنيين وجرح الآلاف، ضمن مساعي النظام – المدعوم من روسيا والمليشيات التابعة لإيران والموالية له – للسيطرة على مناطق المعارضة في شرق المدينة بعد أربع سنوات من فقدان السيطرة عليها.
#StandWithAleppo Intense bombing on the besieged city, huge battles are ongoing to prevent regime from storming the city#Aleppo pic.twitter.com/jTGuDHB2p7
— Lina shamy (@Linashamy) December 5, 2016
مقاتلو حلب يدعون لهدنة إنسانية لخمسة أيام
ما تبقى من مقاتلي المعارضة في شرق حلب المحاصر، دعوا اليوم إلى إعلان هدنة إنسانية فورية لمدة خمسة أيام وإجراء مفاوضات بشأن مستقبل المدينة وإجلاء الحالات الطبية الحرجة والمدنيين، وذلك ضمن وثيقة إنسانية وصلنا نسخة منها، حيث يقول معارض مقيم إن الخطة أرسلت إلى الأطراف الدولية لمناقشتها بشكل عاجل، لكنها لم ترد بعد.
ودعت وثيقة “المبادرة الإنسانية” التي صدرت باسم مجلس قيادة حلب كل الأطراف المعنية، لمناقشة مستقبل المدينة بمجرد أن تخف وطأة الوضع الإنساني في القطاع الذي تسيطر عليه المعارضة في مدينة حلب.
وطالبت الوثيقة التي تحمل اسم “مبادرة إنسانية من فصائل حلب المحاصرة لإنقاذ المدنيين في المدينة”، بإجلاء الحالات الطبية الحرجة، والتي يقدر عددها 500 حالة تحت رعاية الأمم المتحدة وبالضمانات الأمنية اللازمة، كما طالبت بإجلاء كل المدنيين الراغبين في مغادرة شرق حلب إلى منطقة ريف حلب الشمالي حيث إن محافظة إدلب لم تعد منطقة آمنة”.
الجثث في مناطق #حلب المحاصرة تنتظر على الدور لعلها تحصل على قبر ترتاح فيه .#StandWithAleppo #Aleppo bodies waiting for a grave to rest in pic.twitter.com/7IBCAJyQDX
— Iran Arab Spring (@IranArabSpring) December 6, 2016
وحمّلت الوثيقة الإنسانية المسؤولية الكاملة لما أسمتها “الدول صاحبة العلاقة بشكل عام والقوى الكبرى منها بشكل خاص، ليكونوا على مستوى الالتزامات الأخلاقية المنوطة بهم” تجاه المدينة المدمرة، وأضافت الوثيقة أنه من غير المقبول أن تُرتهن أرواح الأبرياء بنفاق سياسي أو مفاوضات كاذبة.
إلى ذلك قالت مصادر إعلامية إن بريطانيا ستصدر بيانًا قريبًا لدعم المبادرة التي طرحتها الفصائل في حلب، وأكدت المصادر أنه ربما يتحول البيان إلى بيان مشترك أيضًا من قبل الدول الأخرى الداعمة حال الموافقة على ذلك.
وتتعرض مناطق سيطرة المعارضة السورية في محافظة حلب منذ نحو شهر لقصف مكثف بشتى وأعنف أنواع القنابل أودى بحياة مئات المدنيين وجرح آلاف، ضمن مساعي النظام المدعوم من روسيا وطائراتها والمليشيات التابعة لإيران والموالية لها للسيطرة على مناطق المعارضة في شرق المدينة بعد أربع سنوات من فقدان السيطرة عليها.
حي الشعار، بعد دمار ومجازر ودماء.
بعدسة مركز حلب الإعلامي بتقنية الواقع الافتراضي 360.#Aleppo #Syriahttps://t.co/3KCXHtRgRY pic.twitter.com/lWHpzIAbDd
— شبكة الثورة السورية (@RevolutionSyria) December 6, 2016