ذكر تقرير خاص بموقع نون بوست نشر قبل أسابيع أنباء حول تشكل تحالف بين قوى عديدة داخل الدولة التركية مع جماعة فتح الله كولن للإطاحة بحكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وتحدث التقرير آن ذاك عن صفقة عقدت بين جماعة كولن وحزب الشعب الجمهوري وعائلة كوتش ولوبي المحافظون الجدد في أمريكا، وهو الأمر الذي بدأ يتضح مؤخرا عبر تسجيلات لمكالمات هاتفية بين فتح الله كولن ومساعديه سربت مؤخرا لوسائل الإعلام.
وبالإضافة إلى كشف التسريبات لعلاقات الجماعة بعائلة كوتش، فإنها كشفت أيضا أن كولن، وبالإضافة إلى كونه شيخ الجماعة ومرشدها الروحي، فهو رجل أعمال يدير الصفقات ويخطط لكبار المشاريع ويقرر مصير شركات ومؤسسات مالية ضخمة، كما يعطي التعليمات لتحريك مئات ملايين الدولارات من بنك لآخر ولإهداء صفقة تنقيب عن النفط لأحد رجال الأعمال الذين يرتضيهم.
بنك آسيا:
يعتبر بنك آسيا من أضخم المؤسسات المالية التابعة للجماعة، وهو بنك غير ربوي، وذكر في المكالمة الأخيرة التي وقعت في 25 ديسمبر الماضي، أي إثر حدوث “عملية 17 ديسمبر” التي وجهت فيها تهم فساد لمقربين من حكومة أردوغان، حيث يشير أحد المسؤولين في البنك، مخاطبا فتح الله كولن، إلى وجود احتمال كبير بأن تقوم شركة الخطوط الجوية التركية المملوكة للدولة بسحب أرصدتها الموجودة في البنك والتي تقدر بحوالي 300 مليون دولار.
وبعد نقاش حول مدى الضرر الذي قد يلحق بالبنك، يأمر فتح الله كولن محادثه بأن يسارع إلى الترتيب مع عدد من رجال الأعمال التابعين للجماعة حتى يقوموا بضخ مبلغ 250 مليون دولار، ويطلب منه أن يخفي هذا الأمر عن رئيس الوزراء وأن يبقى هذا الإجراء الاحتياطي سريا، ويأمره كذلك بالترتيب مع شخص يدعى ظافر وآخر يدعى أحمد من أعضاء مجلس إدارة الهيئة الحكومية للإشراف على البنوك، وذلك لتجنب قيام الحكومة لحملات تفتيش مالي ضد البنك وليخبرهم بالإجراءات التي تنوي الحكومة اتخاذها تجاه البنك.
رجال الأعمال:
أعتبرت عائلة كوتش من أكبر الداعمين لأحداث تقسيم التي وقعت في أوائل الصيف الماضي، وتعرضت مؤسساتها المالية إلى حملات تفتيش من قبل وزارة المالية، وعلى عكس آيدن دوغان، إمبراطور الإعلام، وصانع الانقلابات، الذي أطاح به أردوغان عبر إجباره على بيع عدد من مؤسساته الإعلامية الضخمة لسداد ديونه للدولة المقدرة بمليارات الدولارات، فقد نجحت عائلة كوتش في النجاة من هذه الملاحقات.
وفي مكالمة حديثة بين كولن وأحد مساعديه في تركيا، يقول المساعد بأن أحد رجال الأعمال يتوجه بالشكر الجزيل لكولن لإخباره بتفاصيل حملات التفتيش التي ستشنها الحكومة عليه، ويخبره بأنه نجا من تلك الحملة بفضل المعلومات التي وصلته من الجماعة.
دولة أوغاندا:
وتكشف التسجيلات أيضا عن علاقات مالية قوية بين الجماعة ورئيس دولة أوغاندا، فبعد أن بدأت المكالمة الثالثة بقول الشخص الموجود في تركيا بأن “الأناناس وصل من أوغاندا”، يقول الرجل مخاطبا كولن، بأن رئيس أوغندا يبلغه السلام، وبأنه قرر أن يعطي الجماعة قطعة أرض لإنشاء مصفاة نفط، وهنا يأمر كولن بإعداد قائمة برجال الأعمال الذين يستحقون أن تعطيهم الجماعة فرصة كهذه.
وبعد أيام، وفي المكالمة المسربة الرابعة، والتي نشرتها صحيفة صباح التركية، يقول الشخص الموجود في تركيا بأن الشخص الأنسب للحصول على هذه الصفقة هو مصطفى كوتش، وهو ما يوافق عليه فتح الله كولن ويأمر بالشروع في تنفيذه.
المحللون الأتراك، أثارتهم كلمة “الأناناس وصل” واعتبروها كلمة سر استخدمت للتغطية على أمر آخر، حيث قال أحدهم أنه ليس من المنطقي أن يتم اسقاط هذه المعلومة في بداية المكالمة لمجرد وصول شحنة من فاكهة الأناناس، متوقعا أن يكون خلفها صفقة أكبر كأن تكون “الألماس وصل من أوغندا”.