الزخرفة المغربية
أسقف خشبية منقوشة، تحملها أقواس تميزت بزخرفتها وتنوعها، وفسيفساء في شكل لوحات في واجهات المباني أو المآذن، نافورات للاستقبال بمداخل البيوت القديمة… هي بعض من فنون الزخرفة المغربية الاسلامية العديدة. فن معماري شامخ، يميّزه الإبداع والابتكار، يعدّ من الفنون الإسلامية التقليدية العريقة التي كان لها أبرز الأثر في كثير من الإبداعات المغربية منذ مئات السنين. زخرفات مغربية أصيلة، تنافس ديكورات الفن المعماري العالمي و تغزو أرقى الفنادق والمنتجعات السياحية وأماكن العبادة و المنازل، لانفرادها بجودة مميزة فكلّما تقادمت ازدادت جمالية وفنّا.
تمثل الزخرفة المغربية، عنوان الديكور والإبداع المغربي، فيه يكثر استخدام الخشب المنقوش ووحدات الجبس في تيجان الأعمدة أو الأقواس
وتعتبر الزخرفة المغربية، فنٌّ من الفنون التشكيلية، تعتمد على عناصر نباتيّة أو خطيّة أو هندسيّة محوّرة، أي مجرّدة عن الواقع، توزّع وفق قواعد تركيبية محدّدة، كالتكرار والتماثل والتناوب والتقابل والتعاكس، بما يُنشئ ارتباطاً قويّاً بين هذه الزخرفة والإيحاءات الدينية والتعابير الإسلامية المقدّسة.
رغم تطورها البطيء قياسا إلى تطور سائر الطرز المعمارية الأخرى، تمثل الزخرفة المغربية، عنوان الديكور والإبداع المغربي، فيه يكثر استخدام الخشب المنقوش ووحدات الجبس في تيجان الأعمدة أو الأقواس أو على الجدران، أو في النوافير.
تكون جدران المباني المغربية، غالبا ملونة بألوان فاتحة كاللون الأبيض الناصع والأخضر، وقد يستخدم فيها لونان يفصل بينهما شريط جبسي مزخرف، وأحياناً تكون الجدران مخططة بشكل خطوط أفقية عريضة بدرجتين من لون واحد أو باللون الأبيض ولون آخر. وتكون الأسقف إما بيضاء أو أن تغطى بالخشب الذي يكون عبارة عن عوارض خشبية أفقية ويتقاطع معها أحياناً بعض العوارض الخشبية بشكل متعامد.
يتمثل التوريق في مجموعةٍ من الأوراق المتموجة أو المنبسطة أو المستديرة أو المسنّنة، تتموج في كلّ الاتجاهات لتأخذ أشكالاً متشابكةً أو حلزونيّةً
وتشتهر المغرب بالزخرفة النباتيّة التي تعتمد على العناصر النباتية، حيث يُعرف هذا الصنف من الزخرفة عادةً بالتوريق، ويتألّف من رسومٍ لزهورٍ ونباتاتٍ توضع حسب قواعد دقيقة، على الرغم ممّا قد يظهر من تعقيد في خطوطها. ويتمثل التوريق في مجموعةٍ من الأوراق المتموجة أو المنبسطة أو المستديرة أو المسنّنة، تتموج في كلّ الاتجاهات لتأخذ أشكالاً متشابكةً أو حلزونيّةً، متسللة بين فجوات التشبيك الهندسي أو محيطة بالمدليات بالكتابات أو متداخلة معها. بالاضافة الى الزخرفة النباتية، نجد كذلك الزخرفة الخطية التي تعتمد على الخطّ العربيّ، بكافّة أنواعه، حيث للخطّ العربيّ خصائص جعلت منه عنصراً زخرفيّاً طيّعاً يحقّق الأهداف الفنّيّة ذاتها، دون بحثٍ عن المضمون المكتوب.
وتتميز الزخرفة المغربية بطابع هندسي قوي، يتجلي من خلال استخدام تكوينات الأطباق النجمية التي ازدانت بها سطوح العمائر والمصنوعات الفنية، كأنها تعكس تصور الفنان للنظام الهندسي الكوني البديع وإعجابه بدقة خلقه وجمال صنعه.
تستخدم المرايات التي تزخر بنقوش رائعة، بكثرة في البيوت
الديكور مغربي يتميز بوجود الزليج على الجدران والأرضيات والنقوش الدقيقة التي تعطي منظرا غاية في الروعة والجمال. تستخدم النوافير في الأماكن المركزية، وتستخدم المرايات التي تزخر بنقوش رائعة، بكثرة في البيوت. ويستخدم الجبس في تيجان الأعمدة و الأقواس والفتحات أو بشكل أحزمة في وسط أو أعلى الجدران. وتكون الأرضيات إما سجادا مزخرفا ومتعدد الألوان، أو تكون بشكل بلاط سيراميك. وتستخدم الأرضيات الشطرنجية المائلة بدرجة 45 بكثرة، كما يستخدم أيضا الشكل المعين بكثرة بشكل شبكي مع أرضيات البلاط، ويكون إما باللون الأسود أو الأخضر الغامق ،أو باللون الأبيض أحيانا.
وتسجل الزخرفة المغربية مراحل تطور الإبداع الإنساني في مجال الجمال، هذا الجمال الذي ازداد بريقا ولمعانا بما أضاف إليه من خصائص فنية صبغت بروح الإسلام.